مع تجاوز العدوان السعودي وحلفه على اليمن الـ 1000 يوم ، ظهر تحرك سعودي جديد تمثل في زيارة ملك السعودية لروسيا لعقد صفقات تسليحية وفق ما أعلن، أعقب ذلك بروز تحرك جديد للمبعوث الاممي ولد الشيخ سرعان ما خفت، ليظهر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أول أمس معلنا الاستمرار في الحرب على اليمن تحت مبرر التخلص من نموذج حزب الله في اليمن، وهو ما قوبل بردود عدة من الجانب اليمني تمثلت في تصريح ناري لناطق أنصار الله وضربة باليستية على نجران وأخيرا إسقاط طائرة حربية فوق أجواء صنعاء.

إسقاط طائرة ثانية وباليستي.. رد عسكري سريع

بات من الواضح أن الملف اليمني المعقد، يزداد تعقيدا مع تساقط احتمالات نجاح الحسم العسكري الذي يسعى لتحقيقه التحالف السعودي منذ الف يوم أمام تعاظم قدرة الجبهة المناهضة للعدوان على امتلاك خيارات الردع وعوامل الصد والمواجهة في الميدان .

وبعد يوم من إعلان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن تبنيه خيار استمرار الحرب، أعلنت قوات الدفاع الجوي التابعة للجيش واللجان الشعبية إسقاط طائرة مقاتلة تابعة للتحالف كانت تحلق في سماء محافظة صنعاء.

وبحسب ما أعلنته وحدة الدفاع الجوي مساء الجمعة، فإن صاروخا أرض جو نجح في اسقاط مقاتلة حربية طراز تايفون المطورة اثناء تحليقها فوق مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء ضمن الطلعات التابعة للتحالف السعودي ، كما نقلت وكالة الانباء اليمنية سبأ عن مصدر بالدفاع الجوي انه تم اسقاط طائرة حربية من طراز ” تايفون ” الحديثة ” في نهم شرق صنعاء، واكد المصدر ان صاروخا ارض جو اطلقته وحدة الدفاع الجوي باتجاه الطائرة واسقطها ، دون ان يدلي بتفاصيل حول مصير طاقم الطائرة .

وجاءت عملية اسقاط الطائرة قبل اربع وعشرين ساعة من اطلاق القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية صاروخا باليستيا نوع قاهر M2 على معسكر للجيش السعودي في منطقة نجران جنوب المملكة ، وكان مصدر في القوة الصاروخية قد اكد للبديل ان الصاروخ استهدف معسكرا تابعا للجيش السعودي في منطقة بير عسكر بنجران واصاب الهدف بدقة عالية ، مضيفا ان الصاروخ اصاب تجمعات للجنود السعوديين في المعسكر واحرق مخازن التموين العسكري.

وكانت تغريدات سعودية قد نشرت صورا لحرائق تلتهم منشآت ومباني ، زاعمة انها وحدات سكنية حدودية في نجران استهدفتها ضربة صاروخية يمنية ، وهو ما نفاه المصدر في القوة الصاروخية الذي اكد ان تلك التغريدات تعد بمثابة اعتراف غير مباشر بان الضربة اصابت هدفها العسكري بدقة .

مراقبون: «أنصار الله» لا تهدد وتنام

اسقاط طائرة عسكرية جديدة وضربة باليستية، عمليتان استراتيجيتان نفذتهما قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية في غضون اربع وعشرين ساعة ، و بدتا بمثابة رد سريع على تصريحات الامير السعودي الذي اعلن مضي بلده في خيار استمرار الحرب على اليمن .

وقال قائد القوات الجوية التابعة للجيش واللجان الشعبية اللواء ابراهيم الشامي ان إسقاط طائرة حربية نوع تايفون تابعة للسعودية تأتي بعد ساعات من تصريحات بن سلمان، مشددا على ان إطالة أمد العدوان لن يفيد المملكة .

اللواء الشامي اضاف في تصريح وزعه على الوسائل الاعلامية بالقول ” نمتلك كفاءات يمنية لتطوير الدفاعات الجوية، ومستعدون لمفاجآت مادام العدوان مستمرا ” ، لافتا الى ان ” المعادلة في السماء على وشك أن تتغير، ووعود قيادة الثورة يجب أن يأخذها العدو على محمل الجد ”

واعتبر سياسيون وعسكريون ان اسقاط الطائرة الثانية في غضون شهر فوق اجواء محافظة صنعاء تأتي ترجمة لتهديدات سابقة اطلقها زعيم انصارالله قبل اقل من شهرين ، وكان السيد عبدالملك الحوثي قد كشف في خطاب سابق منتصف شهر سبتمبر الماضي عن امتلاك قوات الجيش واللجان الشعبية منظومة دفاع جوي قادرة على اسقاط الطائرات الامريكية ذات التقنية الحديثة .

نجاح قوات الدفاع الجوي في اسقاط طائرتين بعد تهديد السيد الحوثي ، يعد بمثابة جرس انذار للامارات وللسعودية ولاطراف دولية واقليمية وجه الحوثي تهديدات متعددة لها في ذات الخطاب الناري الذي وجه التحذيرات في كل الاتجاهات ومن بينها تهديد ابوظبي بالاستهداف الصاروخي ، الامر الذي يجعل الامارات بشكل خاص في موقع المترقب لضربات باليستية تنتظر قرارا من السيد الحوثي الذي لايبدو انه يهدد وينام .

بن سلمان يعلن استمرار الحرب .. وأنصارالله ترد

في هذه الاثناء اعتبرت جماعة انصارالله تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاخيرة شاهدا جديدا على ان العدوان على اليمن لم يكن دفاعا عن الشرعية وغيرها من الذرائع ، وانما يهدف الى استعادة نفوذه وسيطرته على اليمن .

وكان بن سلمان في رده على سؤال لوكالة رويترز عمّا إذا كانت الحرب في اليمن ستستمر قد اجاب بقوله : “ نعم سنستمر إلى أن نتأكد أنه لن يتكرر هناك حزب الله لأن اليمن أشد خطورة من لبنان”.، وفي رده اعتبر عبدالسلام ان استدعاء بن سلمان تجربة حزب الله اللبناني النموذج المشرف ، يجعل النظام السعودي في موقع العدو الإسرائيلي .

ناطق انصارالله محمد عبدالسلام وعلى صفحته بالفيسبوك اكد ان تصريحات بن سلمان بعد الف يوم من العدوان كشفت ” الحقيقة الكامنة وراء ذلك العدوان الهمجي مبشرا باستمراره حتى لا يكون في اليمن حزب الله آخر كما يدعي ” ، وأضاف عبدالسلام قائلا “بهذا الموقف المتعنت للنظام السعودي فإنه قد أطاح بنفسه بكل ادعاءاته السابقة كإعادة الشرعية وسواها من الذرائع الواهية، وتبين أنه نظام يطمع في استعادة سيطرته على اليمن وإبقاء الشعب اليمني رهينةً لحكومات مفصلة تفصيلا على المقاس السعودي والأمريكي” .

كما وصف ناطق انصارالله الامير السعودي بكونه ” احمقا لناحية تنصيب نفسه عدوا لليمن دون أي سبب يدعو لذلك سوى أن الشعب اليمني تطلع لأن تكون له دولة تمثله وتحمي مصالحه وتدافع عن كرامته وسيادته، وتعيد له استقلاله الوطني بعيدا عن أي تبعية أو وصاية لأي طرف ”

وبدا تصريح ولي العهد السعودي ظهر متجاهلا الهدف المعلن من الحرب على اليمن والذي استند اليه القرار الدولي 2216 وهو استعادة الشرعية ، ليتشعب في طرح اهداف بعيدة مثل موقع اليمن واطلالته على باب المندب وممرات التجارة العالمية ، معتبرا ان “هذه هي الأزمة”.

وهو ما عتبره عبدالسلام يمثل عدونا صارخا على كل الشعوب الحرة وتهديدا للامن والسلم الدوليين ، واضاف بالقول ” تصريح الأمير السعودي يمثل فضيحةً مدوية للأمم المتحدة ويكشف دورها نفاقيا متواطئا ضد اليمن، ومبعوثها عبارة عن موظف لدى النظام السعودي لا يملك من أمره شيئا غير ذَر الرماد في العيون وترديد مبادرات لا واقع لها .” بحسب قوله .

يذكر ان تصريحات ولي عهد السعودية جاءت بعد أيام قليلة من لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن الذي أعلن عن مقترحات جديدة لحل الأزمة اليمينة، وهو ما اعتبر أن تلك التصريحات تمثل ضربة لتحركات ولد الشيخ وإحراجاً للأمم المتحدة.

وقرأ مراقبون ان تصريح ولي عهد السعودية محمد بن سلمان الذي كشف فيه لوكالة رويترز ان خيارالحرب على اليمن سيستمر، يأتي بمثابة ضربة للمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ وتحركاته الاخيرة التي قال انها تحمل مبادرات سلام جديدة .

بقلم : علي جاحز