التغيير

أثار قرار السلطات في المملكة، بإعلان أن استعمال مكبرات الصوت الخارجية في المساجد سيقتصر على "رفع الأذان والإقامة فقط" جدلاً واسعاً في البلاد.

وقال وزير الشؤون الإسلامية في المملكة، عبداللطيف آل الشيخ، إنه تم إصدار تعميم جديد بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية في على رفع الأذان والإقامة فقط.

وأضاف حساب الوزارة الرسمي بتويتر أن القرار يشير إلى ضرورة ألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجة جهاز مكبر الصوت مع عدم تجاوز الصوت في الأجهزة عن الثلث.

وأكدت الوزارة أنه سيتم اتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف، منوهة إلى أنها استندت في قرارها على أدلة وقواعد شرعية، والتي تندرج تحت قاعدة "لا ضرر ولا ضرار"، بإلإضافة لفتوى للشيخ محمد بن صالح العثيمين وصالح بن فوزان الفوزان، بعدم استخدام المكبرات الخارجية لغير الآذان.

وأوضحت الوزارة في التعميم أن الأصل في التبليغ "بمن هو داخل المسجد"، ولا يوجد حاجة شرعية "لتبليغ النهاس في بيوتهم".

وأضافت الوزارة أن "قراءة القرآن في المكبرات الخارجية فيه امتهان للقرآن، خاصة عندما يتم تلاوته، ولا يستمع أحد إليه".

وأعاد ناشطون ما قاله الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء، إن أصوات مكبرات الصوت الخارجية للمساجد باتت مصيبة يشكو منها كثير من الناس.

وقال الفوزان خلال لقاء تلفزيوني "بعض الأئمة يرفعون صوت المكبر خارج المسجد، والمفروض أن يكون الصوت داخل المسجد ليسمع الحاضرين فقط، وليس الشوارع أو البيوت والأسواق، فهذا ليس له فائدة بل فيه أذى للبيوت والمرضى والذين يصلون في بيوتهم".

ودعا الفوزان حينها وزارة الشؤون الإسلامية والمساجد أن يتعاهدوا هذه المساجد، وأن يأخذوا على أيدي هؤلاء الذين لا يراعون أحوال الناس بحسب تعبيره.

وأيد إمام وخطيب مسجد قباء الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي، القرار وقال في تغريدات على حسابه بموقع "تويتر": كون الإقامة ترفع بمكبرات الصوت محل خلاف بين علمائنا الأكابر فكان الألباني رحمه الله يمنع ذلك ويقول إن الإقامة شرعت داخل المسجد للمصلين".

وتابع إمام مسجد قباء: "كان ابن عثيمين رحمه الله يرى أنه لا بأس بذلك وفيه مصلحة ولا أذى فيه وهذا ما أراه وجاء في بعض الأحاديث أن الإقامة كانت تسمع خارج المسجد".

وأشار الرحيلي إلى أنه لم يرد في الأحاديث إسماع الناس خارج المسجد الصلاة؛ فالصلاة إنما هي لمن في المسجد ومن يصلي معهم خارج المسجد فقط.

وقال إن في نقل الصلاة بمكبرات الصوت مفاسد منها أذية جيران المسجد من الأطفال والمرضى ومن يصلون في بيوتهم وقد يتحرج جيران المسجد من كونهم يسمعون القرآن ولايستمعون اليه لاشتغالهم ولربما.

وأثار القرار جدلاً بين الناشطين الذين ربطوا الأمر بالتغييرات التي تشهدها المملكة منذ سنوات، وإحلال هيئة الترفيه بدلاً من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد.

وجاء في التعليقات: "وماذا عن الحفلات التي تنظمها هيئة الترفيه، ستلغون فيها مكبرات الصوت أيضا أم أن الأمر مقتصر على مكبرات المساجد ؟!".

وهاجم ناشط آخر القرار قائلاً: "عندما أشاهد البعض وهم يطالبون بالموسيقى والأغاني وأنها تهذب الروح، وفي نفس الوقت يطالبون بإقفال مكبرات الصوت في المساجد لأنها مزعجة لا أتذكر إلا قول الحق تبارك وتعالى: ﴿وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لايؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون﴾".

وتساءلت ناشطة مصرية عن موقف الأزهر الشريف من هذا القرار وهل سيتأثروا به أم لا، وكتبت: "مش عارفة حزمة القرارات دى هيكون لها تاثير عندنا ولا ايه ؟ هل الأزهر لا يرى ما يحدث ام انه يتغافل كى لا يصبح موقفه حرجا ان اقر او انكر؟".

وطالب عبدالله وزارة الشئون الإسلامية بإغلاق المراقص، واصفاً قرارهم بالأسوأ منذ تأسيسها، وكتب: "للأسف الشؤون الإسلامية منذ تأسيسها تمر بأسوأ قرار تتخذه الان هذا امتهان لكلام الله عندما يقرأ ويظهر صوت التلاوة في الخارج سبحان الله هذا بهتان بالعكس ممكن آية تفتح قلب أعمى وتهدي ضال وتغير حياة إنسان والقرآن خير وبركة… رجاء روحوا قفلوا المسارح والمراقص وأنكروا المنكرات الموجودة".

واستشهد آخر بحديث نبوي في اعتراضه على القرار، وكتب: "وعن أبي هريرة مرفوعًا: “يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة، ووزراء فـسقة، وقضاة خونة، وفقهاء كذبة؛ فمن أدرك منكم ذلك الزمان فلا يكونن لهم كاتبًا، ولا عريفـًا، ولا شرطيًا”، رواه الطبراني، وصححه الألباني في إرواء الغليل.".

وأعاد آخر تذكيرهم بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: "لو كان همكم اتباع الأدلة الشرعية واتباع أقوال العلماء فلماذا عطّلتم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟! ولماذا تسمحون للعلمانيين بنشر سمومهم بين الشباب؟! مع العلم أنه لو تكلم عالم عن هيئة الترفيه ولو بتغريدة رميتوه في السجن".

الجدير بالذكر أنه منذ تقليص بن سلمان لصلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة، واستحداث هيئة الترفيه، بدأت تنتشر مظاهر كانت تعتبر من المحرمات في المجتمع منها افتتاح المراقص والديسكو، وإقامة حفلات غنائية مختلطة، وعروض أزياء جريئة.