تحرش وانفلات.. هكذا أصبح اليوم الوطني السعودي في عهد ابن سلمان
أظهرت مقاطع فيديو لقطات خادشة للحياء وتحرشا بالنساء أثناء احتفالات السعوديين باليوم الوطني الـ91، مساء 23 سبتمبر/أيلول 2021، ما أثار غضبا، دفع ناشطين لتحميل السلطات السعودية المسؤولية كاملة.
الناشطون عبر تغريداتهم على وسمي #متحرشين_اليوم_الوطني، #في_عهد_ابن_سلمان، اتهموا الحكومة السعودية بترسيخ الانفلات الأخلاقي، من خلال فرض سياسة التغريب والترفيه والانحلال والتبرج.
وأجمعوا على أن الحكومة مسؤولة بالكامل عما حدث ابتداء من إلقاء المصلحين والدعاة والمفكرين في السجون والمعتقلات وتمكين المنحرفين وشيوخ السلطان وإلغاء الدين ومنع أصوات الأذان واستبدل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهيئة الترفيه.
ووصف ناشطون مقاطع التحرش المتداولة بأنها “مخزية ومبتذلة وخادشة للحياء والأخلاق والأدب والذوق والسمت الإسلامي والعربي، ونتاج جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ في تغريب المجتمع وسلخه من هويته الإسلامية والعربية”.
وتحتفل السعودية في 23 سبتمبر/أيلول من كل عام بيومها الوطني، وفي هذا السنة احتفلت به تحت شعار “هي لنا دار”، وهي ذكرى الإعلان التاريخي للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عن توحيد البلاد.
نتاج تغيبب العلماء:
الناشطون رفضوا محاولة السلطات السعودية التبرؤ من مسؤوليتها مما وصلت له البلاد من ارتفاع في معدلات التحرش من خلال فرض خطبة جمعة تتحدث عن التربية بالقدوة وتتجاهل الإشارة لدور الدولة في نشر الانحلال الأخلاقي، وذلك بعد يوم واحد من انتشار مشاهد التحرش التي طغت على احتفالات العيد الوطني.
واستنكروا تغييب الواعظين والعلماء والمفكرين والدعاة في السجون والترويج للانحلال الأخلاقي.
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شن بعد أشهر قليلة من وصوله لولاية العهد في يونيو/حزيران 2017، حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات العلماء والدعاة في المملكة.
صحيفة واشنطن تايمز الأميركية، رأت أن عمليات الاعتقال من شانها أن تسرع من طموح ابن سلمان في تولي العرش خلفا لوالده الملك سلمان بن عبدالعزيز، لافتين إلى أنها تعد مؤشرا على تعزيز سلطة ولي العهد لتمهيد الطريق نحو توليه الحكم في المملكة.
المدير العام السابق للإيسيسكو عبدالعزيز التويجري، أعرب عن رفضه لما جاء في الخطبة من محاولة لتحميل مسؤولية التحرش للتربية المنزلية.
وقال إن ترويج البعض أن التحرش الذي حدث من بعض الغوغاء في اليوم الوطني 91 هو نتاج تنشئة منزلية ومدرسية تقوم على عقلية التحريم المطلق قول باطل ومغرض وغير علمي.
وأشار الصحفي السعودي المعارض تركي الشلهوب، إلى أنه في السابق كان هناك من يوجه الشباب ويرشدهم، ومن يخطط لمستقبلهم؛ قنوات ومشاريع ومخيمات، بينما اليوم معظم من كان يهتم لأمرهم إما في السجون وإما مطارد.
وأضاف أن ابن سلمان وزبانيته أيضا يخططون للشباب، ولكنهم يخططون لتدميرهم وسلخهم عن هويتهم وأخلاقهم، لذلك لا تستغربوا مما شاهدناه في اليوم الوطني.
وعقب أحد المغردين على خبر وقوع تحرش ومشاجرات تطغى على احتفالات اليوم الوطني السعودي، قائلا: “عندما يسجن سلمان العوده وإخوانه في السعودية فهذا وضع طبيعي جدا أن تنزلق فيه البلد إلى قاع العلمانية من تحرش بل واغتصاب وشذوذ وشرب المحرمات أخرجوا العلماء الأجلاء فورا من السجون قبل إفساد هوية بلاد الحرمين”.
وأكد مغرد آخر، أن ما حدث صور تبين إجرام الحكومة السعودية، حيث كان الشعب يعيش تحت ظل الدين، والنساء يلبسن الحجاب ويتخذن العفاف شعارا لهن، وكان الشيوخ والعلماء يذكرون الناس بالله ويشجعون الشباب على الزواج، أما الآن فقد سجن العلماء وبقيت هيئة الترفيه تنخر في المجتمع السعودي.
“ذبح الإسلام”:
وصب ناشطون غضبهم على ولي العهد السعودي، ورئيس هيئة الترفيه، متبني إستراتيجية الترفيه وإصدار تراخيص الحفلات والعروض الغنائية في المقاهي والمطاعم والاستعراضات، والتعاقدات مع المغنيين والمغنيات الأجانب، والراقصات الاستعراضية، وممثلي الأفلام الإباحية وغيرهم.تركي آل الشيخ، عمد منذ تأسيس هيئة الترفيه إلى، إجراء فعاليات تخالف عادات المجتمع السعودي، وتتجاوز الأعراف المجتمعية وتخالف الواقع الاجتماعي والديني وترسخ الانحلال وتساهم في انفلات المجتمع.
ووفق تحليل لوكالة الأناضول، تم في عهد ابن سلمان تحجيم وتقزيم صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى غدت في عهده أثرا بعد عين، وذلك بعد أن كانت لها صلاحيات واسعة لإقرار ومراقبة تطبيق تعاليم الإسلام في الشارع السعودي.
حنان العتيبي، رأت أن متحرشي اليوم الوطني ليسوا إلا شبابا مساكين أفسدهم تركي آل الشيخ ومبس “محمد بن سلمان” بحفلات وسياسات هيئة الترفيه، مشيرة إلى أن عهد ولي العهد لم يذبح فيه الإسلام فقط بل ذبح الحياء والإنسانية والرجولة، وفق تعبيرها.
وأكد الكاتب وسام العامري، أن حالة السعار الهستيرية والمجنونة حد الثمالة في بلاد الحرمين في عهد ابن سلمان ثمرة مرة لكنها متوقعة كنتاج طبيعي للعلمنة الجبرية واللّبرلة القسرية المضادة لفطرة المجتمع وجبلته، وإغراقه في دوائر الانحطاط الأخلاقي والقيمي، ناشرا مقطع فيديو يبرز حالات التحرش الجماعي في احتفالات اليوم الوطني 91.
ورد المغرد محمد رأفت على آخر قال إن التحرش بالمملكة صور لانحدار التعليم وانحطاط الثقافة، والأسر تفرخ الجهل والتطرف والمدارس تفرخ العنصرية والبيدوفيليا، قائلا: “هذه نتائج ما فعله تركي آل الشيخ وإلغاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستبدالها بهيئة الترفيه، هذه الحرية التى تطالبون بها حرية الفسق والتعرى”.
وأشار المغرد مجد، إلى أن التحرش بالفتيات في عهد ابن سلمان أصبح واقعا مريرا، قائلا إن ليس هذه من صفات الإنسان السوي فكيف بمن يدعي بأنه مسلم عربي وحامي حمى الحرمين الشريفين وما إلى ذلك.
وأضاف: “فتاة منهم من لحمهم تحمل شرفهم يريدون أن يسيحوا شرفها على الإسفلت بل وسيحوه بكل وضاعة ونذالة”.
قال مغرد آخر: “كنت أتمنى أن نرى في احتفالات #اليوم_الوطني٩١ العلماء والمفكرين والمخترعين والمصنعين ويصبحون حديث الساعة هم وإنجازاتهم، لكن مع الأسف لم نر سوى متحرشي اليوم الوطني ورأينا المتبرجات وأصحاب الأخلاق الرديئة”.
صاحب حساب “مجتهد فيديو”، أكد أن لا دين ولا أخلاق ولا غيرة في عهد ابن سلمان، مشيرا إلى أن هذه الأفعال الخادشة للحياء ناتجة عن غياب الدعاة والعلماء والمفكرين في المجتمع وفعاليات هيئة الترفيه في أرض الحرمين الشريفين..
مسؤولية الحكومة:
وحمل ناشطون الحكومة السعودية مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في المملكة من امتهان للمرأة وارتفاع معدلات التحرش، داعين إلى سن قوانين حازمة تردع المتحرشين.
عضو حزب التجمع الوطني لينا الهذلول، قالت إن ما حدث في احتفالات اليوم الوطني مروع والحكومة تتعمد ترك هذه المواقف تحدث، بهدف خلق مجتمع مرعوب حتى لا يتجرأ أحد على المطالبة بحقوقه.
ولفتت إلى أن المرأة السعودية تتعرض للاضطهاد مرتين، من مجتمع يسيء لها وحكومة ما تتحرك لحمايتها، قائلة: “الخزي والعار على كل شخص اعتدى عليهن وعلى من لا يعاقبهم”.
واستنكر عضو التجمع الوطني علي جاكسون، عدم حماية الشرطة والحكومة السعودية للنساء والأطفال من الاعتداءات الجنسية عليهم في اليوم الوطني السعودي، رغم أن ذلك حدث من قبل.
ووصف الأكاديمي والكاتب إبراهيم الربدي، ما حدث من ممارسات خاطئة وأعمال مشينة في احتفالات اليوم الوطني من بعض الشباب بـأنه “مخجل ومحزن”.
ودعا إلى سن قوانين مغلظة ورادعة تجرم الممارسات الخاطئة والمشينة والتعديات على حريات الآخرين في المهرجانات والمناسبات وغيرها.
واتهم المغرد أحمد الحكومة والمنظمين بالتقصير، “لأن المفترض في مثل هذا اليوم يتم التشدد ونشر رجال الأمن وبسط النظام في كل مكان وشبر يتم الجمهرة به”.
وأضاف: “لا أرى مبررا، الفوضى تجلب كل شيء تحرش تخريب سلب كل شيء يخطر في بالك تجده في الأماكن الفوضوية والمشبوهة”.
ارسال التعليق