تحقيق: تسييس الحرمين.. تورط سعودي فاضح
التغيير
تعمد السلطات في المملكة إلى توظيف منابر الحرمين في خدمة سياساتها وتوجهاتها الداخلية والخارجية دون اعتبار لضرورة تجنب تسييس الحرمين.
ولطالما رددت السلطات تأكيدها على منع تسييس الحرمين ومهاجمة من يطالب بتدويله تجنبا للتوظيف السياسي له.
غير أن الواقع يظهر بجلاء أن السلطات في المملكة هي من تقوم باستغلال الحرمين وتسيسمها.
إذ من خلال منابر الحرمين اعتاد خطباء السلطات إلقاء خطب تتضمن مواقف سياسية حكومية مهاجمتهم للحركات الإسلامية التي لا يرضى عنها محمد بن سلمان.
من ذلك تعميم وزارة الأوقاف والشئون الدينية في تشرين أول/نوفمبر الماضي الحديث في خطبة الجمعة في الحرمين لمهاجمة جماعة الإخوان المسلمين والتحذير من الانتماء لها.
كما تعمد بن سلمان استخدام منابر الحرمين لتبريرهم التقرب والتعامل مع إسرائيل في ذروة اللهفة الخليجية الرسمية للتطبيع.
يضاف إلى ذلك استخدام منابر الحرمين للتحريض على معتقلي الرأي وتبرير الظلم الواقع عليهم.
ووصل تسيس الحرمين من السلطات حد مباركة الانقلابات العسكرية في دول الربيع العربي والتحريض على أي تحركات شعبية تطالب بالحريات.
إضافة الى ذلك وظف بن سلمان الحرمين في خدمة أهدافه الخارجية، فأقدم لسنوات على منع الحج عن القطريين إلا عبر مكرمة ملكية تقدم لهم عبر أمير قطري معارض.
كما تعاملت السلطات بتعنت شديد مع السوريين واليمنيين بفرض قيودا صعبة قللت من فرصهم في أداء مناسك الحج والعمرة.
ومؤخرا تعمد نظام آل سعود تبني تصفية حسابات سياسية في شروطه الجديدة لاستقبال المسلمين لأداء العمرة مع دول مثل الإمارات وتركيا وإيران.
وسارعت رئاسة الشؤون الدينية التركية، للتعبير عن رفضها من الشروط الجديدة والتي أقصت 33 دولة من أداء العمرة بسبب الخلافات السياسية.
وأعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية، أن هناك 33 دولة- من بينها تركيا- محرومة من أداء مناسك العمرة.
ومن بين البلدان التي عمد نظام آل سعود على تصفية حسابات سياسية من بوابة العمرة: تركيا والإمارات وإندونيسيا وباكستان وإيران والهند ومصر ولبنان وذلك بذريعة جائحة كورونا.في الوقت نفسه يستخدم بن سلمان منابر الحرمين بالفرض على الخطباء ضرورة الدعاء الطويل له ولوالده الملك لزيادة شعبيتهما.
وتظهر هذه الخطوات والمواقف متجمعة أن السلطات في المملكة هي من تقوم بالاستغلال السيسي للحرمين وهي من تقوم بتسيسهما.
ارسال التعليق