تطبيع جديد.. فيلم سعودي بإسرائيل ونشيد الاحتلال بأبوظبي
التغيير
أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها ستعرض فيلماً لمخرجة سعودية، في افتتاح مهرجان خاص بأفلام المرأة، والذي ستنظمه في شهر ديسمبر المقبل في مدينة القدس المحتلة، سبق ذلك كشفها عن عزف النشيد الوطني لدولة الاحتلال في العاصمة الإماراتية أبوظبي بعد فوز أحد لاعبيها بميدالية.
وذكرت الوزارة في تغريدة بحسابها "إسرائيل بالعربية"، على موقع "تويتر" أنه "سيفتتح فيلم (المرشحة المثالية) للمخرجة السعودية هيفاء المنصور، مهرجان سينما المرأة الإسرائيلي، الذي سيقام في مدينة القدس في الشهر المقبل".
وأردفت: "الفيلم السعودي حاز على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان البندقية، ويمثّل المملكة العربية السعودية في منافسات جائزة أوسكار".
فيما لم توضح الخارجية الإسرائيلية ما إذا كانت قد استأذنت المخرجة السعودية من أجل عرض فيلمها، كما لم يتضح على الفور موقف المخرجة السعودية من هذه الخطوة التي تدرجها وزارة الخارجية الإسرائيلية في إطار التطبيع.
حيث يدور فيلم "المنصور" حول طبيبة سعودية ترشح نفسها للانتخابات البلدية في السعودية.
والفيلم، الذي صُوِّر في الجزيرة العربية، هو من بطولة ميلا الزهراني، ونورا العوض، ومن تأليف هيفاء المنصور.
وكانت لجنة جوائز الأوسكار السعودية اختارت فيلم "المرشحة المثالية"، كمنافس عن فئة الأفلام الروائية الدولية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" عربية عن موقع إسرائيلي (لم تسمه) نسب إلى هيفاء المنصور تصريحات بأنها لا تمانع العمل مع مخرجين إسرائيليين، وهو الأمر الذي أثار ضجة في يوليو عام 2018، ولكن سرعان ما نفت المنصور تلك التصريحات، قائلة إنها "تعمل فقط مع الدول المسموح بها بشكل رسمي".
نشيد الاحتلال في أبوظبي
ويوم الأحد الماضي نشر ذات الحساب التابع لخارجية دولة الاحتلال، مقطعاً مصوراً يوثق عزف النشيد الوطني الإسرائيلي في الإمارات.
وقال الحساب: إنّ "النشيد الوطني لدولة إسرائيل هاتيكفا (الأمل) يعزف في أبوظبي بعد فوز الإسرائيلي آلون ليفاييف بالميدالية الذهبية في بطولة الجوجيتسو العالمية".
وأضاف أن "اللاعب ليفاييف تغلب على رياضي من دولة الإمارات في النهائي"، خاتماً بالقول: "كل الاحترام على الميدالية".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت أن الإمارات ستسمح للإسرائيليين بالدخول إلى أراضيها خلال فترة تنظيمها معرض "إكسبو" الدولي.
تطبيع متزايدوفي الآونة الأخيرة تطورت العلاقات الإسرائيلية والإماراتية والسعودية بشكل كبير، في تطبيع خفي وعلني غير مسبوق.
وأعلن مسؤولون من "تل أبيب" والدولتين الخليجيتين، بالإضافة للبحرين، رغبتهم في تطوير العلاقات بينهم بما يخدم مصالح الجميع. وعقدت العديد من الاجتماعات التي أعلن عنها والسرية، والتي ذهبت بطريق التعاون المشترك.
ومنذ صعود ولي عهد آل سعود محمد بن سلمان، ازداد تقارب آل سعود مع "إسرائيل"، وشهدت الأشهر الماضية الحديث عن لقاءات وزيارات تطبيعيّة بين الطرفين.
كما تسارعت العلاقات الإسرائيلية والسعودية وتصاعدت التصريحات التي تؤكد أهمية العلاقات بين الطرفين في ظل المصالح المشتركة بينهما.
ومؤخراً كشف محمود نواجعة، منسّق اللجنة الوطنية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، المعروفة بـ"BDS"، عن توفّر معلومات لديهم بأن نظام آل سعود يسعى لجولات جديدة من التطبيع مع "إسرائيل".
كما شهد عام 2018 سلسلة زيارات ولقاءات تطبيعية بين "إسرائيل" والسعودية في مجالات عدة، إذ كشفت وسائل إعلام عبرية عن زيارة اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس المخابرات السابق في نظام آل سعود، دولة الاحتلال عدة مرات في مناسبات مختلفة، وفق ما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وكشفت وسائل إعلام بتاريخ 28 أكتوبر 2018، عن إتمام نظام آل سعود صفقة شراء أجهزة تجسس عالية الدقة والجودة من "إسرائيل"، قيمتها 250 مليون دولار أمريكي، نُقلت إلى الرياض وبدأ العمل بها رسمياً بعد تدريب الطاقم الفني المسؤول عن إدارتها وتشغيلها.
في حين أن التطبيع في دولة الإمارات متطور وسابق عن السعودية، وإن كان لا تربط الإمارات و"إسرائيل" علاقات دبلوماسية رسمية، لكن تجمعهما علاقات اقتصادية تتطور يوماً بعد يوم، تجلى ذلك بفتح مكتب تمثيل إسرائيلي في العاصمة أبوظبي، في عام 2015، من أجل النهوض بالابتكارات التكنولوجية بين البلدين.
وبدا لافتاً خلال الأعوام القليلة الماضية زيارة مسؤولين إسرائيليين رسميين إلى الإمارات للمشاركة في فعاليات دولية؛ على غرار وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ووزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف، وغيرهم.
في المقابل اعترفت الإمارات رسمياً، العام الماضي، بالجالية اليهودية الصغيرة في دبي، كما كشفت الدولة الخليجية عن موعد إنشاء أول معبد يهودي رسمي في البلاد، سيكتمل في ثلاث سنوات ويفتتح عام 2022، فيما يحيي اليهود شعائرهم في كنيس صغير مؤقت.
ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، في (22 سبتمبر الماضي)، فإن المعبد اليهودي سيقع ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه "بيت العائلة الإبراهيمية"، في أبوظبي.
ارسال التعليق