تنافس سعودي- إماراتي على الغسيل الرياضي
يتحدث تقرير في صحيفة "ذا التلغراف" البريطانية عن شكل المواجهة السعودية- الإمارتية في المجال الرياضي، في ضوء المساعي المشتركة لتبييض صفحتهم أمام المجتمع الدولي.
كتب صاحب المقال "لقد وضعت الطبقة الحاكمة السعودية، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الرياضة في قلب حملتها العالمية لتغيير المفاهيم حول هذه الدولة الغنية بالنفط والسرية، الاستبدادية على حد سواء. وفي أبو ظبي، عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، بدأت هذه العملية جزئياً مع الاستحواذ على سيتي عام 2008. أصبحت مجموعة City Football Group التي انبثقت منها الآن شبكة مكونة من 12 ناديًا حول العالم".
واعتبر أن الأيام القليلة المقبلة لن تتعلق بسياسة كرة القدم المحلية أو حتى الأوروبية. بل يتعلق الأمر بدورها في الصراعات بين الملكيات المطلقة فائقة الثراء التي تدير مليارات الوقود الأحفوري في الخليج. الصراعات من أجل السلطة والثروة والنفوذ في الدبلوماسية والأعمال وكرة القدم، وحتى في بعض الأحيان، الحرب.
مؤكدا وجود "خلاف بين الديوان الملكي في أبو ظبي والرياض حاليًا حول موقعهما في سياسة الشرق الأوسط. لقد دعموا فصائل مختلفة في الحرب الدائرة حالياً بين قوتين متنافستين على البحر الأحمر في السودان، في شرق أفريقيا. ويحاول كلا البلدين تنويع اقتصادهما القائم على النفط بطرق سليمة تجاريا ومفيدة لسمعتهما، ومن بينها كرة القدم".
وتفنّد الصحيفة ما تملكه كلًّا من الإمارات و"السعودية" من أندية رياضية، "تملك نائب رئيس الامارات الشيخ منصور بن زايد السيتي – بطل أوروبا وربما قريبا أن يصبح بطل العالم. ويعد السيتي المشروع الرياضي الرائد في أبو ظبي، وقد دعم منصور أيضًا عرض عائلة باركلي بقيمة مليار جنيه إسترليني لاستعادة السيطرة على صحيفة التلغراف".
"والسعودية لديها دوري المحترفين السعودي، مدعومًا باستثمارات تزيد عن مليار جنيه إسترليني، ونيوكاسل يونايتد المملوك لصندوق الاستثمارات العامة".
وتنوّه الصحيفة إلى أن " الملاكمة والجولف لعبت دورًا رئيسيًا في سعي السعودية إلى إبراز وجه حديث للعالم، مع محاولة استرضاء العناصر المحافظة التي تشكل جزءًا كبيرًا من قاعدة القوة. وفي الوقت نفسه، تواجه كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة أسئلة صعبة بشأن سجلات حقوق الإنسان، وتسعى إلى الحفاظ على قبضة محلية مشددة على السلطة مع تغيير الصورة العالمية".
وتنقل قول البروفيسور سايمون تشادويك من كلية سكيما للأعمال في باريس، والخبير في شؤون منطقة الخليج وطموحاتها الرياضية، إن احتمال أن يصبح النادي الرائد في أبو ظبي بطلاً للعالم في السعودية أمر كبير.
ويضيف "لقد ضلت السعودية طريقها في السنوات العشرين الماضية وأهدرت ثرواتها". "لقد تدخلت الحكومة أكثر من اللازم وقد تجاوزها المنافسون المحليون. أبو ظبي مهمة لأن الكثير من كبار الشخصيات هناك يعتقدون أن أبو ظبي هي الرائدة في المنطقة.
ويشير تشادويك إلى أن "التدافع من أجل المصداقية العالمية يهيمن على سياسة الخليج. وتعد شركة الاتحاد للطيران، الراعي الرئيسي للمدينة، شركة الطيران الخليجية الوحيدة التي لا تزال تحلق حاليًا إلى إسرائيل."
ويقول: "تحاول السعودية المقاومة وتحديد مكان جديد لنفسها في العالم..في الواقع، لا تزال تحاول".
ويشير إلى ردود الفعل الدولية العنيفة التي تتلقاها أبو ظبي عندما يتعلق الأمر بالغسيل الرياضي، وأن السعودية تحصل على رد فعل عنيف أكبر بكثير بسبب الأمر نفسه.
ويقول تشادويك إنه بينما كانت "السعودية" وأبو ظبي متحالفتين في حصار قطر بين عامي 2017 و2021، والأزمة الدبلوماسية التي نشأت عن ذلك، فإن الوضع تغير مرة أخرى.
وكان العديد من الجهات الدولية قد قد أعربت مرارا ن قلقه من النشاط الرياضي السعودي، مشيرة إليه بأنه غسيل رياضي تمارسه "السعودية" للتغطي على سجلها الأسود في مجال حقوق الإنسان. حتى وصل الأمر برفع دعاوى قضائية تلاحق غايات هذه الانخراط.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أصدر في وقت سابق من هذا العام، مذكرة استدعاء إلى الشركة الأمريكية التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي بشأن شراكتها المزمعة مع جولة PGA. وقالت اللجنة الفرعية الدائمة للتحقيقات في مجلس الشيوخ حينها؛ أن أمر الاستدعاء يدعو إلى الإفراج عن الوثائق المتعلقة بالاتفاقية الإطارية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي مع رابطة PGA والاستثمارات الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وعلى اعتبار أن هذا الحلف، الذي أتى كانتصار للصندوق السعودي، شكّل "اختراقا" سعودياًّ للولايات المتحدة الأميركية، صدرت هذه المذكرة للتحقيق في نشاطات صندوق الاستثمار السعودي، و"جهوده لكسب النفوذ في أميركا". وكانت الغاية من جلسة الاستماع التركيز على "الاندماج السعودي المثير للجدل في لعبة الجولف".
ارسال التعليق