تيلرسون أفشل مخططاً سعودياً إماراتياً لغزو قطر
أكد موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي أن السعودية والإمارات كانتا تخططان لغزو قطر عسكرياً في صيف 2017، لكن مساعي وزير الخارجية الأمريكي آنذاك ريكس تيلرسون أثنت البلدين عن تفعيل مخططهما، وهو ما قد يشكّل أحد أبرز أسباب إقالة تيلرسون من منصبه في وقت لاحق. وذكر الموقع، نقلاً عن مصادر استخبارية وفي الخارجية الأمريكية، أن تيلرسون تدخل لوقف مخطط سري سعودي إماراتي لغزو قطر عسكرياً، في يونيو 2017. وقام تيلرسون بعدة اتصالات حينها مع المسؤولين السعوديين لثنيهم عن القيام بهذا التحرك، لكن تقارير صحفية وفي الخارجية الأمريكية قالت حينها إن هدف هذه المساعي كان تخفيف التوتر بين قطر ودول الحصار وليس وقف أي عمل عسكري محتمل ضد الدوحة.
وكشف مصدر لموقع "ذي إنترسبت" أن تيلرسون الذي تعامل على نطاق واسع مع الحكومة القطرية عندما كان رئيساً تنفيذياً لشركة إكسون موبيل، دعا كلاً من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي ولي العهد آنذاك الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى عدم مهاجمة قطر أو تصعيد الأعمال العدائية ضدها.
كما دعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس للاتصال بنظرائه في السعودية وتوضيح خطورة الإقدام على عمل عسكري من هذا النوع.
وقد استجاب محمد بن سلمان لضغوط تيلرسون مخافة تقويض العلاقات السعودية الأمريكية على المدى الطويل، وتسبّبت تدخلات وزير الخارجية الأمريكي السابق وقرار العدول عن التحرك العسكري في "فورة غضب" لدى ولي عهد أبو ظبي، بحسب مصدر مقرّب من العائلة الحاكمة في الإمارات.
وذكر الموقع أن البلدين الخليجيين سعيا بقوة لإقالة تيلرسون لاستيائهما إزاء محاولاته المستمرة للوساطة وإنهاء حصار قطر. وكان تقرير لصحيفة نيويورك تايمز ذكر أن سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة كان يعلم بإقالة تيلرسون لثلاثة أشهر قبل صدور القرار رسمياً في مارس 2018. وكشف الموقع أن عناصر استخبارية قطرية كشفت مخطط الغزو منذ مطلع صيف 2017، وأن تيلرسون بدأ مساعيه لوقفه بعد أن أخطرته الحكومة القطرية وسفارة واشنطن في الدوحة. وقد أكدت تقارير استخبارية أمريكية وبريطانية بعد ذلك بشهور رسمياً وجود المخطط.
وتنص الخطة التي أشرف عليها وليا العهد السعودي والإماراتي، وكانت على بعد أسابيع قليلة فقط من تنفيذها، على مشاركة قوات سعودية برية في عبور الحدود البرية إلى قطر، والتوغل بمسافة 70 ميلاً صوب العاصمة الدوحة بدعم من القوات الإماراتية. وبعد اجتياز قاعدة العديد الجوية تقوم القوات السعودية ببسط سيطرتها على العاصمة الدوحة. ولفت الموقع إلى أن كلاً من السفارتين السعودية والإماراتية بواشنطن رفضتا التعليق على ما كشف من معلومات بشأن مخطط الغزو السعودي الإماراتي. وعلمت "إنترسبت"، من مصدر رسمي في الاستخبارات الأمريكية، ومصدرين سابقين في وزارة الخارجية، أن دور تيلرسون في الأزمة الخليجية، الذي أوقد غضب الإمارات والسعودية، لعب دوراً رئيسياً في إقالته، لا سيما تدخّله في صيف عام 2017، قبل أشهر عدة من بدء أبوظبي والرياض بالضغط لإقالته، من أجل وقف خطة سريّة تقودها السعودية، وتدعمها الإمارات، لغزو قطر. في المقابل، ينقل "إنترسبت"، عن متحدّث باسم الخارجية تصريحه، الأسبوع الفائت، رداً على أسئلة الموقع، أنه "خلال الخلاف (الأزمة الخليجية) التزمت جميع الأطراف بشكل صريح بعدم اللجوء إلى العنف أو العمل العسكري، في حين رفض تيلرسون، الذي وصل إليه معدّو التقرير عبر مساعد شخصي، التعليق على ذلك.
ارسال التعليق