جثث الحجاج تملأ شوارع مكة وتصدم العالم الإسلامي
شهدت مكة المكرمة كارثة إنسانية خلال موسم الحج، حيث انتشرت جثث الحجاج في شوارع المدينة، مما صدم العالم الإسلامي.
على الرغم من إعلان نائب أمير مكة نجاح موسم الحج، إلا أن مشاهد موثقة بكاميرات الحجيج تكشف حقيقة مروعة لعشرات الجثث التي ظلت تحت لهيب الشمس دون إسعافات أو طواقم طبية تهتم بنقلها، مما أدى إلى انبعاث الروائح الكريهة.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد قاسية لجثث حجاج توفوا أو تعرضوا لضربات شمس من بدون اهتمام السلطات السعودية ووسط انتقادات للتقصير الحكومي الصارخ.
وأظهرت الفيديوهات وفاة حجاج بضربات الشمس مع ارتفاع درجات الحرارة في مكة المكرمة إلى 49 درجة مئوية وتخللها مشاهد قاسية لجثث حجاج ظهرت على قارعة الطريق في مكة المكرمة.
وحتّى الآن لم يصدر أي تعليق سعودي رسمي على ما وثّقه الحجاج ونشروه عن وفاة المئات منهم، في وقت تحدث حاج مصري عن كارثة حصلت لمئات الحجاج خلال رمي الجمرات، متهما السلطات السعودية بالتكتم على الأمر.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية يوم الأحد إن ستة حجاج أردنيين على الأقل لقوا حتفهم بسبب ضربات الشمس أثناء أدائهم فريضة الحج في المملكة العربية السعودية، وسط قلق متزايد من المخاطر التي يشكلها ارتفاع درجات الحرارة على أحد أكبر التجمعات في العالم.
وبلغت درجات الحرارة في مكة المكرمة، موطن أقدس موقع إسلامي، 120 درجة فهرنهايت (49 درجة مئوية) يوم الأحد، وفقًا للمركز الوطني للأرصاد الجوية.
وقامت وزارة الخارجية الأردنية في وقت لاحق بتحديث حصيلة الوفيات إلى 14 حالة، على الرغم من أنه لم يتضح على الفور ما إذا كانت الوفيات الإضافية مرتبطة بالحرارة أيضًا.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن محمد العبد العالي، المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية، يوم الإثنين، أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 2700 حالة إصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس بين الحجاج.
والحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، ويعتبر الحج مرة واحدة على الأقل في العمر فريضة على جميع المسلمين القادرين على أداء فريضة الحج ممن لديهم القدرة المالية.
تتم معظم الشعائر في الهواء الطلق، بما في ذلك المشي في دوائر حول الكعبة المشرفة المكعبة الشكل، أكثر المواقع الإسلامية قداسة، وتلاوة الصلوات في مواجهتها وتتبع خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فوق جبل الرحمة.
قالت السلطات المحلية إن حج هذا العام يشارك فيه 1.8 مليون شخص من جميع أنحاء العالم. بدأ الحج يوم الجمعة ومن المقرر أن يبلغ ذروته يوم الأربعاء.
ويتبع الإسلام التقويم القمري، حيث يبلغ عدد أيامه 354 يومًا، لذا فإن الحج يتغير قبل حوالي 10 أو 11 يومًا كل عام حسب التقويم الميلادي.
وقالت دراسة نُشرت في عام 2019 إن زيادة الحرارة والرطوبة بسبب تغير المناخ في أجزاء من المملكة العربية السعودية حيث يقام الحج قد يجعل الحج خطيرًا بالنسبة للبعض.
قال باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة لويولا ماريماونت في لوس أنجلوس إن المخاطر قد تكون خطيرة عندما يكون الحج خلال أشهر الصيف الأكثر حرارة – من 2047 إلى 2052 ومن 2079 إلى 2086.
كتب جيريمي بال، أحد مؤلفي دراسة 2019، في رسالة بالبريد الإلكتروني يوم الاثنين: “في حين أن هذا وضع مأساوي حقًا، إلا أنه للأسف لا يمثل مفاجأة باستثناء ربما أن مثل هذه الأحداث تحدث في وقت أقرب مما كان متوقعًا”.
وذكر أن تحول الحج في وقت مبكر ومبكر كل عام يعني أن الحج يجب أن يكون قادرًا على الأقل على تجنب نافذة الظروف شديدة الخطورة للعقدين المقبلين.
وتم الإبلاغ عن الآلاف من حالات الإجهاد الحراري خلال موسم الحج العام الماضي الذي صادف أواخر يونيو.
وإلى جانب التدابير الوقائية المضادة، يوصي الباحثون بالحد من عدد الحجاج وإعطاء الأولوية لمن يتمتعون بصحة جيدة خلال السنوات التي ترتفع فيها المخاطر.
في عام 2050، ستشهد مكة المكرمة 182 يومًا مع حرارة شديدة الخطورة تزيد عن 89.6 درجة تحت الشمس و54 يومًا مع مثل هذه الحرارة في الظل، وفقًا لتحليل عالمي أجرته صحيفة واشنطن بوست.
ارسال التعليق