حفلة 'الجنون النفطية' .. محمد بن سلمان نحو افلاس الجميع
انخفضت أرباح أرامكو بـ20.6 بالمئة في العام 2019، بحسب أول نتائج سنوية تنشرها الشركة النفطية على موقع سوق المال، بعد ان وضعت أسهمها للاكتتاب في ديسمبر الماضي وفقا لخطة محمد بن سلمان مراهق السياسة والاقتصاد.
اعلان انخفاض ارباح ارامكو الهائل هز ثقة المكتتبين وأفشل العملية بأكملها خاصة ان انخفاض اسعار النفط يأتي في وقت انخفض فيه الاستهلاك العالمي مع انتشار فيروس كورونا المستجد، وليس من البعيد ان تكون هذه نهاية اكبر شركة طاقة في العالم على يد محمد بن سلمان الذي سعى الى تمديد خفض أسعار النفط الى 2020 وهو ماخالفته روسيا بوتين، وهو مايجعلهم الان خصوما ألداء في "حرب الاسعار" التي أعلنها لن سلمان.
بدأ بن سلمان أولى خطوات هذه الحرب، بزيادة الإنتاج بشكل كبير ابتداء من 1 أبريل إلى 12.3 مليون برميل، كما أعلنت شركة أرامكو السعودية أنها ستخفض الأسعار للعملاء المفضلين، ومن ثم أمر وزير النفط السعودي أرامكو بتسريع خطط زيادة طاقتها إلى 13 مليون برميل يوميا بحلول نهاية العام.
وفيما بقيت امريكا اكبر منتج للنفط في العالم فمن المرجح ان تصل السعودية الى المرتبة الثانية نهاية العام لتتراجع روسيا الى المرتبة الثالثة، بأضرار قد تفوق الخيال للسعودية نفسها وجيرانها الخليجيين، وان كانت أمريكا تظهر نفسها خائفة على شركات استخراج الزيت الصخري الامريكية، فإنها دون شك راضية عن تضرر روسيا وسعيدة بجنون بن سلمان وانخفاض أسعار البنزين التي تشكل أقوى اوراق ترامب في معركته الانتخابية القادمة، لمن لايعلم بأهمية أسعار البنزين بالنسبة للمواطن الامريكي.
ان تسلم بن سلمان مفاتيح المال السعودي هو كأن تسلم هتلر أو صدام حسين سلاحا نوويا، وما عليك إلا ان تنتظر الخراب، بن سلمان يقتل اليمنيين ويقطع معارضيه في الخارج، ويخنقهم ويدمر بيوتهم في الداخل (كما في القطيف)، ويدعم "ماليا" سد اثيوبيا الذي قد تضطر مصر الى شن حرب لا تحمد عقباها لأجله، ويدعم "صفقة ترامب" في فلسطين والتي يبدو ان القيادة الروسية تتحرك ضدها بعد لقائها قادة حماس والجهاد الاسلامي في موسكو، كما أنه يدفع المليارات لأمريكا والغرب لضرب ايران وتشويه صورتها بل ومستعد للتحالف مع الشيطان و"اسرائيل" ضدها.
المشهد عالميا في 2020 يبدو غير محفز، فأمريكا تشن حربا بيولوجية والسعودية تشن حربا نفطية ولا يستبعد بعض المراقبين ان لا نتهي 2020 إلا بحروب أهلية تندلع شرارتها من الدول النفطية التي أخذت تتجه نحو الافلاس وأخذ سكانها يستفيقون لحقوقهم السياسية ويطالبون بالديمقراطية المغيبة مع اختفاء الرفاهية وانتشار البطالة، خاصة السعودية وبقية أعضاء مجلس التعاون.
ارسال التعليق