حملة للمطالبة بالعفو عن أصغر محكوم بالقصاص قبل قتله.. ليتها تشمل مرتجى قريريص
التغيير
دشن ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمطالبة أولياء الدم بالعفو عن أصغر محكوم بالقصاص في المملكة، "عبد المحسن الغامدي"، والذي من المقرر تنفيذ حكم القتل، قصاصا، بحقه، الأربعاء، مستخدمين وسم (#عبدالمحسن_الغامدي_ينخاكم).
وجاءت الحملة بعد مناشدة والد المحكوم عليه، "حمود بن عبدالله الغامدي"، السلطات بتأجيل تنفيذ الحكم، المقرر الأربعاء، إلى ما بعد أزمة "كورونا"، راجيا عفو أولياء الدم عن ابنه.
وقال الأب "الغامدي"، الثلاثاء: "رجائي من أولياء الدم العفو عن ابني لوجه الله، وهم أهل العفو والشهامة، وما أقدم عليه ابني كان خطأ كبيرا، ومن شيم الكرام العفو عند المقدرة".
وناشد الأب ولاة الأمر وأهل الخير والإحسان السعي والشفاعة عند أولياء الدم للعفو عن ابنه.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي رسالة "الغامدي"، وسط مشاركة واسعة ومناشدات بالعفو عن ابنه، ابتغاء وجه الله.
وطالب نشطاء أن تشمل الحملة مرتجى القريريص المحكوم بالإعدام أيضاً دون جرم قتل أو سفك دم خاصة انه يماثل الغامدي في السن تقريباً ولا زالت أمامه حياة ليعيشها إن كتب الله له البقاء.
اعتقل قريريص في 2014 عندما كان عمره 13 عاما، بسبب مشاركته في مظاهرات شهدتها منطقة القطيف ذات الغالبية الشيعية شرق المملكة.
اعتقلت شرطة الحدود التابعة لآل سعود الطفل قريريص في 2014 عندما كان في طريقه إلى البلد الجار البحرين برفقة عائلته، ثم أودع في زنزانة فردية في سجن مخصص للقاصرين. وبقي لسنوات بدون محاكمة حرم خلالها من زيارة أي محام. وأفادت وسائل إعلام أن هذا الطفل كان تلاحقه قبل اعتقاله سلطات المملكة على خلفية مظاهرات للسعوديين الشيعة، شهدها البلد في 2011 في سياق ما عرف وقتها بـ"الربيع العربي"، ثم في 2013 إثر إحياء جنازة شقيق له توفي في إحدى المظاهرات برصاص الشرطة.
وأوضحت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، العاملة في لندن، أن عملية الاعتقال "جاءت بعد مرور ثلاث سنوات على واقعة تنظيم 30 طفلا مسيرة احتجاجية بالدراجات الهوائية في المنطقة الشرقية في مملكة آل سعود، طالبوا فيها النظام السعودي باحترام حقوق الإنسان، وهي الجريمة الرئيسية التي اعتقل بسببها قريريص وكان عمره وقتها عشر سنوات".
واعتبرت المنظمة أن الاتهامات التي وجهتها النيابة العامة إلى قريريص هي اتهامات "مفبركة ولا تناسب عمره وقت اعتقاله، إذ وجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية وارتكاب أعمال عنف وشغب ضد المنشآت الحكومية والاعتداء بإطلاق النار على أفراد الأمن".
تعتبر المنظمات الحقوقية العربية والدولية قريريص أصغر معتقل سياسي في سجون آل سعود، ولفتت منظمة العفو الدولية إلى أنه لم يسبق أن زاره أي محام حتى مثوله لأول مرة أمام إحدى المحاكم المختصة في الإرهاب بعد مرور أربع سنوات على سجنه.
ودعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا المجتمع الدولي إلى "الضغط على سلطات آل سعود لإنقاذ حياة" هذا الشاب البالغ من العمر اليوم 19 عاما مما أسمته "القتل والصلب".
وأكدت المنظمة أن أحكام الإعدام التي تصدر بحق القاصرين أو الأشخاص الذين كانوا قاصرين وقت اعتقالهم تعد باطلة قانونا، إذ أنه وبموجب قانون الأحداث السعودي الذي تم تعديله في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، فإن المادة 15 منه تنص على أنه "إذا كان الحدث متما (الخامسة عشرة) من عمره وقت ارتكابه فعلا أو أفعالا معاقبا عليها فتطبق عليه العقوبات المقررة عدا عقوبة السجن، فيعاقب بالإيداع في الدار مدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى للعقوبة الأعلى المقررة لذلك الفعل ودون التقيّد بالحد الأدنى لتلك العقوبة، أما إذا كانت الجريمة مما يعاقب عليه بالقتل، فيعاقب بالإيداع في الدار مدة لا تتجاوز عشر سنوات".
ونفذت الرياض عشرات أحكام الإعدام بحق عدد من السجناء غالبيتهم من الشيعة في السنوات الأخيرة على خلفية الأحداث التي هزت منطقة القطيف. ولم تستثن هذه الأحكام أشخاصا تم اعتقالهم في عمر الطفولة. وكانت هذه السلطات قد نفذت حكم الإعدام بحق شاب آخر اعتقل في 16 من العمر ووجهت إليه نفس التهم الموجهة إلى قريريص.
الغامدي
ودشن ناشطون الوسم السالف ذكره، والذي تصدر قائمة الأكثر تداولا بالمملكة في "تويتر"، خلال ساعات قليلة.
وتعود أحداث الجريمة التي ارتكبها "عبدالمحسن الغامدي" إلى عام 2012، حينما تلقت الجهات الأمنية في منطقة الباحة بلاغا بوقوع جريمة قتل في مدرسة ثانوية بالمعشوقة، وهي منطقة تابعة لمدينة القري.
وتوجهت قوات الأمن إلى المدرسة، ليتبين عند وصولها أن المقتول أحد الطلاب وعمره 17 عاما، وهو من عائلة "آل المشرف".
واتضح أن "عبدالمحسن الغامدي"، والذي كان يبلغ، آنذاك- 15 عاما أطلق على زميله 7 طلقات من مسدسه ليرديه قتيلا.
وبعد الإجراءات اللازمة والتحقيق مع "الغامدي"، اعترف بقتله زميله، وأن بينهما خلافا، فتم الحكم عليه بالقتل قصاصا.
ارسال التعليق