حين يحتقر «الداعشيون».. الحضارة.. والمرأة
إن تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية فى العراق والشام والمعروف اختصاراً باسم (داعش)، يزعم ومعه فصائل أخرى متطرفة فى بلادنا (مصر) وفى باقى البلاد العربية، أن هدفه الرئيسى هو إقامة الدولة الإسلامية الطاهرة والنقية، والمتسقة مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ومع ما قام من أجله ونادى به النبى محمد -صلى الله عليه وسلم-.. هذا هو قولهم، وزعمهم والذى حين نشاهد تطبيقاته على الأرض، أو تجاه قضايا محددة، نكتشف كم الزيف المتلحفة به، وكيف أنهم يقولون عكس ما يفعلون، وأنهم يزيفون حقائق الإسلام الذى نعرفه منذ أكثر من 1400 عام، وعلى سبيل المثال سنتناول فى مقالنا هذا، نظرة هؤلاء المتشددين (الداعشيين) للحضارة بعامة وللمرأة بخاصة وكيف أحطوا من قدرها الذى رفعه الإسلام وكيف يتعاملون مع المرأة بخاصة كدمية، لا قيمة ولا كرامة لها، سوف نكشف هنا ومن واقع قراءة متأنية لأكثر من 20 وثيقة وكتابا من مؤلفات تلك الفرق المتشردة والتى تدعى السلفية مثل (حزب النور فى بلادنا ودعاته الكبار) ولكنهم فى الأصل (داعشيون) فكراً، وغداً سيكونون داعشيين فعلاً وحركة، إن لم نقاومهم ونتصدى لهم، لنتأمل الآن كيف ينظرون للحضارة وللمرأة وأين هى من مجال فهمهم العام ؟.
أولاً: الحضارة والقضايا العامة:
إن خلاصة فكرهم عن الحضارة والقضايا العامة فى نقاط محددة:
1 – الداعشية ترفض الحضارة الغربية وتعتبرها كافرة حتى يظل المسلمون متخلفين عن سائر البشرية.
2 – ترفض التليفزيون وتعتبره صورة الشيطان
3 – ترفض البنوك وتعتبرها ربا وحراما ومن قبل الفائدة عن ماله.. أو يعمل فى البنك فهو كافر ولا يدخل الجنة
4 – ابتدعوا فكرة تكفير المسلم بأى حجة وأحلوا الإغارة على القبائل الأخرى وقتل الرجال وسبى النساء والأطفال لإضعاف وإفناء الأمة الإسلامية
5 – يحاربون كل فن جميل ويكفرون الصورة والتمثال ويحرضون على هدم التماثيل الفنية والتذكارية ولا يفرقون بين الصنم الذى يعبد والتمثال الفنى الجميل.
6 – تعتبر تنظيمات الغلو الدينى وفى مقدمتها داعش وأخواتها، أن الموسيقى حرام والغناء حرام حتى يقتلوا العواطف النبيلة والمشاعر الإنسانية
7 – تحارب تلك التنظيمات بشدة وعنف أى فيلم عن الإسلام وعن الصحابة وافتوا بقتل مصطفى العقاد منتج فيلم «الرسالة» وقتلوه بالفعل فى الأردن وقتلوا كل أسرته والمحتفين به
8 – تنظر تلك التنظيمات إلى المرأة نظرة العبودية ويأمرون بإخفائها عن الأعين وعن العمل فهى عبدة يملكها الرجل.. لا حق أو كرامة أو حرية
9 – تحكم بالتفرقة العنصرية بين المسلمين فالرجل أفضل وأحق من المرأة والمواطن والكفيل السعودى (على سبيل المثال لا الحصر!!) أفضل من المسلم الأجنبى
10 -تعتبر غير المسلمين من يهود ونصارى.. كفارا وتمنع صحبتهم أو خدمتهم أو مجرد السلام عليهم ماعدا الأمريكان الذين يرتبطون بهم بعلاقات تاريخية وطيدة.
11 – تشجع تلك الجماعات المتشددة قتل السياح فى كل بلد إسلامى حتى ينقطع المسلمون عن العالم المتحضر وعن الشعوب الأوروبية.
ثانياً: أما عن نظرة داعش وأخواتها من تنظيمات الغلو الدينى للمرأة فيمكن محورتها فى النقاط التالية:
1- المرأة كلها عورة من قمة رأسها إلى أخمص قدميها.
2 – المرأة لا تغادر بيت الرجل إلا محمولة إلى القبر.
3 – المرأة فى البيت مطبخ وفراش.. وليس لها رأى أو حق أو قرار.
4 – إذا خرجت من البيت تلبس السواد.. وتغطى وجهها بالنقاب وشعرها بالحجاب وجسمها بالجلباب ويديها بالقفاز ولا تفتح عينيها فى الطريق حتى لا تغرى الشباب.. وإذا خافت أن تقع فى حفرة أو حجر تفتح العين اليسرى فقط وفتح اليمنى حرام.
5 – المرأة لا تخرج من البيت أو تسافر إلا مع ذى محرم وباللباس الوهابى الشهير حتى لو كان سبب الخروج من البيت هو تلقى العلم.
6 – لا يحق للمرأة أن تبدى فى الطريق بياض عينيها أو كعب رجليها وآثار أقدامها وذلك لأن الطريق عورة – كما تقول كتبهم ووثائقهم - لإغراء الرجال فعليها بذيل طويل تمسح به آثار أقدامها فى الطريق.
7- لا يجوز اختلاط النساء بالرجال ولو كان فى الصلاة أو مناسك الحج، أو حول الكعبة أو مراحل التعليم.
8 – ليس للمرأة رأى وصوتها عورة ولا تشارك فى أى عمل سياسى أو نشاط اجتماعى أو رياضى ولا يحق لها الانتخاب أو الترشيح أو أى نشاط حزبى.
9 – للرجل أن يضرب المرأة بالعصا على قدميها ويديها إذا عصت أوامره أو خالفت رأيه أو تعدت على إحدى نسائه الأخريات
10 – تعدد الزوجات أمر مطلوب بل واجب وتقرب إلى الله وإذا اعترضت إحداهن فمن حق الزوج أن يضربها!
11 – لا يحق للمرأة أى منصب فى الدولة.. إلا التدريس للبنات والرعاية للأطفال ولا يحق لها أي منصب على الرجال وخاصة الرئاسة والعبادة والإدارة والقضاء.
12 – الهوس الجنسى يسيطر على الفكر الداعشى الذى منبعه وجذوره هو الفكر الوهابي وهو كل شىء فى حياتهم ولا شىء سواه يشغل بالهم إلا القتل والذبح بالسيف كما جرى فى العراق وسوريا وسيناء وليبيا.
وبعد.. تلك هى بعض من عصارة فكرهم المتشدد!! والذى يقول وبإيجاز إننا أمام تتار العصر الجديد فكراً وسلوكاً، ومن واجبنا أن نواجهه بالقوة؛ القوة العسكرية المقاتلة والمضحية والشريفة، كما هو الحال الآن فى سيناء المصرية، والقوة الدعوية المستنيرة والواعية والمسلحة بصحيح الدين ونبل وشجاعة الفقهاء الشرفاء.. والله أعلم.
بقلم : رفعت سيد احمد
ارسال التعليق