باتت الحديث عن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية ولقائه محمد بن سلمان، حديث الساعة، إذ عبّرت خديجة جنكيز خطيبة الصحفي السعودي جمال خاشقجي (المتورط في تدبير عملية اغتياله ولي العهد) عن انزعاجها من احتمالية إجراء الزيارة.

خديجة قالت في مقابلة مع شبكة “cnn” الأمريكية، إنّ بايدن إذا ما عقد لقاء من بن سلمان فإنّ ذلك سيكون ضربة لمؤيدي الحرية والعدالة.

وأشارت إلى أنّ الرئيس الأمريكي سيخسر بوصلته الأخلاقية إذا ما أقدم على هذه الخطوة.

وتُثار حالة من التخبط بشأن إمكانية الزيارة من الأساس، وقد وجهت انتقادات لبايدن بعد الحديث عن إجراء هذه الجولة، وتم تذكيره بما صرّح به في برنامجه الانتخابي عندما قال إنه يجب نبذ السعودية بسبب مقتل جمال خاشقجي.

وقال مسؤولين أمريكيون لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، إن زيارة بايدن المخططة إلى السعودية وإسرائيل في وقت لاحق من هذا الشهر تم تأجيلها حتى يوليو. مشيرة إلى أن البيت الأبيض يخطط الآن للقيام برحلة أوسع إلى الشرق الأوسط .

وقال دبلوماسي أجنبي ومسؤولان أمريكيان إن توقف “بايدن” في السعودية لن يكون في أواخر يونيو.

وكان بايدن ترك الباب مواربًا بشأن إجراء الزيارة من عدمه، بقوله لجمعة، إنه لا توجد خطط مباشرة لزيارة السعودية. لكنه لم يستبعد الذهاب إلى الرياض ومقابلة ولي العهد، في خطوة إن جاءت فحتما سيكون شعارها اقتصاديا بحتا، وذلك لتأمين ضخ النفط في ظل الأزمة مع روسيا على إثر غزوها لأوكرانيا.

وردّ بايدن على انتقاده بشأن إجراء الزيارة في ظل حديثه السابق عن ضرورة نبذ السعودية وولي عهدها، قائلًا إنه لن يغير وجهة نظره بشأن حقوق الإنسان، لكنه يحاول إحلال السلام من منطلق وظيفته كرئيس للولايات المتحدة حسبما قال.

وقدّمت الرياض عربونا لبايدن من أجل إجراء الزيارة، عندما قررت منظمة أوبك والدول المنتجة للنفط المتحالفة، يوم الخميس، زيادة إنتاج النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميًا في يوليو وأغسطس.

عربون آخر قدمته السعودية وهو موافقتها على تمديد الهدنة الأممية في اليمن لشهرين إضافيين.

وكان الهدف من كل ذلك – وفق محللين – تقديم شروط الولاء وقرابين الطاعة للولايات المتحدة بحثا عن زيارة بايدن، التي يراها بن سلمان الذي ينظر إليه بأنه الحاكم الفعلي للمملكة، فرصة لتحسين صورته الملطخة – كما يقول كثيرون – بدماء خاشقجي.