خلافات السعودية وأمريكا.. من خلف الأبواب المغلقة إلى العلنية المفرطة
قالت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية إنه عادةً ما تحاول الولايات المتحدة الأمريكية والولايات المتحدة السعودية إبقاء خلافاتهما خلف الأبواب المغلقة.
وذكرت الإذاعة الشهيرة أن قرار خفض انتاج النفط، وتقارب الرياض مع موسكو الذي يؤثر على حرب أوكرانيا؛ جعل الخلافات تندلع علنًا بينهما.
وكذب المنسق الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون الطاقة آموس هوكشتين محاولات السعودية تبرير قرارها بخفض إنتاج النفط مع مجموعة “أوبك+”.
وقال هوكشتين إن القرار الصادم للأروقة الأمريكية لم يكن مبررًا بناء على أساس اقتصادي عقب حديث لوزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قبل أيام.
وأشار إلى أن “تباطؤ في النشاط الاقتصادي بأنحاء أوروبا، وأجزاء من آسيا، وحتى في الولايات المتحدة، ونشهد ارتفاعا كبيرًا في الأسعار”.
وذكر هوكشتين: “فكرة أنه في خضم الحرب، في منتصف هذه الفترة الزمنية، لاتخاذ مثل هذا الإجراء الدراماتيكي من أوبك”.
وبين أن “المستفيد الوحيد الذي يمكننا رؤيته هو روسيا حاليًا”.
وقالت وكالة شهيرة إن السعودية اتجهت لـ”تحدي” الولايات المتحدة باتفاقها مع روسيا على قيادة تكتل “أوبك+” لخفض كبير لإنتاج النفط يصل لمليوني برميل يوميًا.
وأوضحت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن هناك 3 أسباب محتملة للخطوة السعودية.
وأشارت إلى أن أولها: محاولة واشنطن إحياء الاتفاق النووي مع إيران، عدو الرياض الإقليمي.
وبينت أنه يأتي مع تواصل حرب السعودية على اليمن، وما عدته دول الخليج افتقارًا لحماية واشنطن ضد هجمات الوكلاء الذين تدعمهم طهران.
وذكرت أن الدافع الثاني يتمثل بأن محمد بن سلمان ينوي وضع السعودية كلاعب رئيسي إقليميًا، بمليارات الكسب من النفط.
فيما الدافع الثالث برغبة المملكة بموازنة العلاقة بين أمريكا وروسيا.
ونبهت “بلومبرغ” إلى أن الأخيرة تلعب دورًا مهمًا ليس فقط في أسواق الطاقة، ولكن بصراعات إقليمية من سوريا إلى ليبيا.
وبينت أن التحالف بين النظام الملكي في السعودية والقوة الغربية العظمى كان أساسه أن أمريكا تزودها بالحماية العسكرية مقابل إمداد موثوق من النفط.
وذكرت الوكالة الشهيرة في تقرير أنه “لكن يبدو أن هذا التحالف بات غير متوازن”.
وأشارت إلى أنه في وقت يسوده القلق العالمي بشأن التضخم، فإن أمريكا تتهم السعودية بالانحياز إلى جانب روسيا وتصرّ على رفع أسعار النفط.
ونبهت “بلومبرغ” إلى أنها تمثل هذه الخطوة لحظة مهمة في تحالف استمر لأكثر من 70 عامًا.
كما نشرت صحيفة بريطانية مقالًا بعنوان؛ “التحالف النفطي السعودي الأمريكي يقترب من حافة الهاوية”.
وقالت صحيفة “فايننشال تايمز” إن اجتماع أوبك سيشكل أكثر من أسعار النفط، وأن التحالف منذ عقود بين واشنطن والرياض آخذ في التدهور.
ونقلت عن شخص مطلع على الجهود الدبلوماسية قوله إن الإدارة الأمريكية “مستاءة” من احتمال زيادة أوبك تخفيض إنتاج النفط.
وأشار إلى أنه “يبدو أن السعودية تختار بهذه اللحظة مضاعفة تحالفها المستمر منذ ست سنوات مع موسكو”.
ونبه المصدر إلى أنه “إذا تعاونت السعودية مع روسيا لرفع أسعار النفط؛ فستعود للواجهة الأسئلة حول فوائد دعم واشنطن الطويل الأمد للرياض”.
وذكر أن المصداقية السعودية على المحك، إذ تواجه الرياض امتحاناً صعباً في سوق النفط، وباتت المخاطر غير مسبوقة، وذات اتجاهين بالوقت الحاضر.
وأشار إلى أن ذلك بين تهديد احتمال حدوث ركود عالمي عميق، أو أزمة مالية عالمية تشبه أزمة عام 2008.
فيما قال المستشار الأسبق للبيت الأبيض بوب ماكنالي إنه حال عودة أسعاره إلى 100 دولار للبرميل، فإن الإدارة الأمريكية ستضطر إلى الرد.
وأضاف: “عندها سيصعب كبح جماح الكونجرس الذي يطالب بتمرير قانون NOPEC الذي يكافح احتكار كارتالات النفط”.
وكشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن اتخاذ السعودية قرارًا يوقف استخدام أوبك+ بياناته عن وكالة الطاقة الدولية.
وقالت “رويترز” في خبر مقتضب إن هذه القرار يعكس تزايد التوتر الذي تصاعد مؤخرًا عقب غزو روسيا لأوكرانيا.
وأظهر تحليل أعدته مؤسسة S&P Global Commodity Insights العالمية أن السعودية تعرضت لـ 13 هجومًا خلال أول 3 أشهر من عام 2022.
وقالت المؤسسة في تقرير إن تحذير الرياض من ضربات الحوثيين بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية النفطية أكثر من مجرد إثارة الذعر.
ارسال التعليق