دعم السعودية للإرهاب في أفغانستان لم يتوقف (مترجم)
سارعت السعودية لتوفير الأموال الكافية للحروب قبل وبعد الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، ولا يزال هذا البلد محرضًا رئيسيًّا على الصراع الدائر في أفغانستان من خلال التمويل بملايين الدولارات.
في أعقاب احتلال افغانستان من الولايات المتحدة وحلف الناتو، ساعدت العديد من الدول البلد الذي يعاني من الحرب، سواء من خلال إعادة الإعمار أو الجيش، ولكن السعودية على عكس ما كانت عليه قبل عام 2001 حين تدخلت لمساعدة الإرهابيين في طالبان، اختفت فجأة، ومنذ ذلك الحين لم تتخذ أي خطوة إنسانية أو ودية لتعود إلى أفغانستان.
السعودية والإمارات وباكستان هي الدول التي اعترفت بنظام قمع طالبان، والذي كان يعمل بشكل صارخ ضد حقوق الإنسان.
مولت السعودية بشكل كبير المجاهدين في الحرب ضد السوفييت في الثمانينيات، وبعد هذه الحرب استمرت في صب أموالها بشكل لا يرحم في كابول، مما أودى بحياة 65 ألف شخص، وأجبرت الملايين على الفرار إلى البلدان المجاورة أو الغربية.
كل هذه المساعدات المالية للإرهابيين، والتي استمرت بعد ذلك مع الاحتلال الأمريكي، كانت تنقل عبر باكستان، الدولة الأقرب إلى واشنطن والرياض.
ويقول المدير السابق للمكتب الأفغاني الباكستاني في العراق لوكالة الأنباء الباكستانية العميد محمد يوسف: إذا جاء دولار واحد من الولايات المتحدة، فباقي الدولارات أتت من السعودية.
هذه الأموال التي بلغت مئات الملايين من الدولارات في فترة الثمانينيات تم نقلها إلى حسابات خاصة مملوكة للجماعات الإرهابية في أفغانستان عبر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
الشيوخ والأمراء السعوديون يصرفون بسخاء، ويقدمون المبالغ النقدية الضخمة لمختلف الإرهابيين.
كل هذه الدفقات كانت بحجة “الجهاد المقدس” ضد الاحتلال السوفييتي المزعوم، وهي حرب تغذيها صرخة المعركة بضرب “الكفار”، حتى لو لم يكن هناك سبب واضح للواجب الإسلامي السعودي أو للتعاطف مع الإرهابيين، ولكن علينا أن نعترف أيضًا أن السعودية لم تكن في وضع يسمح لها باستخلاص الأرباح الهائلة من الحروب في أفغانستان أو الشرق الأوسط، وبالتالي التمويل كان جزءًا من التحالف مع الغرب.
تشارك السعودية مشاركة جيدة في ألعاب الحروب الغربية، وهذا قد يقود إلى نتائج عكسية، ففي عام 2003 دعمت الرياض غزو الولايات المتحدة للعراق، وفي أعقاب ذلك ازداد النشاط الإرهابي في السعودية بشكل كبير؛ ليشمل تفجير مجمع في الرياض وغيره من الهجمات.
وتجدر الإشارة إلى أن بعض الأمراء السعوديين يكرهون وجود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، لأن السعوديةوباكستان تعتبران طالبان والمجاهدين هم من بدءوا الحرب ضد السوفييت قبل الاحتلال الأمريكي لأفغانستان، ولم تتخيلا انهيار نظام طالبان.
القاعدة وطالبان من منتجات السعودية، حيث قامت المخابرات السعودية بتعيين وإرسال أسامة بن لادن، كمرتزق إلى باكستان، بناء على طلب من المخابرات الأمريكية والباكستانية.
ومن جانبه أوضح وزير المالية السابق لنظام طالبان، آغا جان موتاسيم، في حديث مع صحيفة نيويورك تايمز، كيف سافر إلى المملكة العربية السعودية تحت ستار الحج؛ للحصول على الدعم المالي من السعوديين وغيرهم.
وكشف كيف أنه تنكر كطبيب، وفر عبر الحدود إلى باكستان في سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر وسط حملة جوية أمريكية شرسة في عام 2001، عندما سقط نظام طالبان، واجتمع مع زعماء طالبان الآخرين في مدينة كويتا الباكستانية، ثم أصبح فيما بعد رئيسًا للجنة المالية لحركة طالبان التي ما زالت مسؤولة عن مقتل عشرات الأشخاص كل يوم في أفغانستان.
يقدم السعوديون أموالًا لحركة طالبان، في وقت قال فيه شيخ القبائل الأفغانية وعضو المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، روح الله واكيل، إنه طلب من المسؤولين السعوديين تمويل ودعم جهود السلام في هذا المجلس، لكنهم لم يبدوا أي اهتمام.
وأكد المسؤولون الأفغان أنه بمجرد جمع هذه الأموال، يتم تسليمها في أيدي طالبان من خلال البنوك المحلية بالمناطق القبلية في باكستان والتحويلات المالية غير الرسمية.
يدعي الأمير تركي الفيصل، والذي رأس جهاز الاستخبارات السعودي لمدة 24 عامًا، أن السعودية لم تدعم طالبان، قائلًا: قرش واحد لم يعطَ لطالبان خلال فترة رئاستي.
وفي الوقت نفسه تقدم المملكة العربية السعودية اتفاقات كبيرة للتنمية والدفاع إلى حكومة أشرف غني، التي يُنظَر إليها على نطاق واسع كذراع السعودية والخليج في البلاد.
وعبر الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في وقت سابق، عن دعمه للحملة العسكرية السعودية على اليمن، خلال زيارته الثانية للملك سلمان، مما كان له رد فعل عنيف داخل أفغانستان. الهدف السعودي الوحيد في أفغانستان هو إخضاع النفوذ الإيراني المنتشر في الشرق الأوسط.
تقوم السعودية ببناء جامعات إسلامية جديدة في أفغانستان بملايين الدولارات، ولكن ما يدفعها للقيام بذلك هو الحركات المتطرفة الأخيرة في نانغارهار الإقليمية، ففي العام الماضي نظم طلاب الجامعة احتجاجًا صارخًا ضد نظام كابول، مع رفع لافتات واضحة تدعم تنظيم داعش، ويعتقد الخبراء أن السعوديين ببناء الجامعة يسعون لدعم معاقل داعش في أفغانستان.
بقلم : ريهام التهامي
ارسال التعليق