رئيس لجنة اعتصام "المهرة": التواجد السعودي بالمحافظة احتلال
التغيير
وصف رئيس لجنة الاعتصام السلمي بمحافظة المهرة شرق اليمن، سعد كلشات، التواجد العسكري للمملكة في مناطقهم بـ"الاحتلال الذي يقضي على ما تبقى من الحكومة اليمنية".
وقال كلشات إن المملكة تقوم "باستخدام قضية التهريب والإرهاب لتبرير، تواجدها العسكري في محافظة المهرة" ليس أكثر.
وأشار إلى أن ما وصفه بـ"الاحتلال سيرحل من المهرة مهما كان"، لافتا إلى أن قبائل المهرة تحاول الابتعاد عن الاحتكاك والتصادم حتى لا تصل الأمور إلى تمزيق النسيج الاجتماعي والاقتتال.
وأرجع سبب توقف الاحتجاجات التي تنظمها لجنة الاعتصام في الفترة الأخيرة، إلى أن الأوضاع باتت أكثر احتداما بين أبناء المحافظة بخصوص من مع من ومن ضد من، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا ومخاطر التجمعات البشرية.
وبين أن لجنة الاعتصام تدرس إعادة تخطيط العمل في الفترة القادمة وستقرر الخطوات المناسبة للتصعيد، مؤكدا أن "استمرار اللجنة في حراكها المناهض للتواجد جنود آل سعود أمر لا مفر منه".
وبخصوص سعي المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا لوضع قدمه بالمحافظة، فقد شدد على أنه لا يمكن السماح بإعطاء الانتقالي فرصة للسيطرة على المهرة على غرار سيطرته على عدن وسقطرى.
وأضاف: "الانتقالي عليه أن يحسن وضع المناطق التي يحتلها والتي حكمها، أما من أجل أن يبرر للاحتلال الإماراتي فنحن ضده بالكم والكيف ولن نسمح له".
وذكر أن الانتقالي حتى الآن لا يمتلك مشروعا ينقذ اليمن مما هو فيه.
وعن سبب رفضهم تنظيم المجلس الانتقالي الجنوبي فعالية بالمحافظة في يوليو/تموز الماضي، أجاب بأن "الأوضاع الموجودة في عدن وسقطرى لا تبشر بالخير، والانتقالي يعتبر امتدادا للاحتلال الإماراتي، ونحن حاولنا قدر الإمكان أن نحافظ على وضع محافظة المهرة ويكفينا المملكة لماذا يريدون إضافة الإمارات هنا؟".
"كلشات"، رأى أيضا أن المملكة تركت مهمتها الرئيسية واتجهت نحو "الأهداف الميتة التي كانت في أحشائها"، مؤكدا أن "وجود السلطة اليمنية في قبضتها، وتحت سيطرتها وفي فنادقها جعلها تتحكم في اليمن بطريقة مباشرة".
ودعا التحالف بقيادة المملكة ، للرقي إلى مستوى المسؤولية والأهداف التي أعلنها وألا تلعب به الأطماع والأهداف الأخرى.
وعن سبب اهتمام المملكة بالمهرة وتواجدها فيها، قال كلشات: "محافظة المهرة منطقة استراتيجية مهمة تربط بين اليمن ودول الخليج ودول شرق آسيا وهي بوابة اليمن الشرقية، وكل الأنظار تتجه إليها والأطماع مركزة حولها".
وأضاف أنه عندما شعرنا بهذه الأطماع "وسيطرة القوات التابعة للمملكة على مطار الغيضة الدولي بالمهرة وبناء الثكنات العسكرية والتجنيد العشوائي للمليشيات والسيطرة على القبائل، حينها شعرنا بالخطورة وأسسنا لجنة الاعتصام في مايو 2018".
وتابع: "آنذاك، أعلنّا ستة أهداف تتمثل في المطالبة: برحيل قوات المملكة من مطار الغيضة، عدم تشكيل مليشيات، عدم التدخل في شؤون السلطة المحلية، عدم تقويض مؤسسات الدولة، الحفاظ على المؤسسات الأمنية والعسكرية، وتأهيل تلك المؤسسات".
وأكمل: "المملكة يبدو أنها تريد مد خط أنبوب للنفط إلى البحر العربي يحررها من مخنقة مضيق هرمز ومخنقة باب المندب، ولم يستطيعوا لأننا وقفنا في وجوههم، لكن الهدف الباطن والخفي لا نعرفه لأنه يظهر شيئا فشيئا مع الأيام".
وواصل حديثه قائلا: "نحن نعتبر التواجد العسكري لآل سعود في المهرة احتلالا، وليس كما يقولون نصرة لحكومة هادي ولكن تواجدهم يقضي على ما تبقى من حكومة هادي اليمنية".
وأشار إلى أن "المملكة لديها أيد يمنية، تستخدم السلطة الحكومية والمجلس الانتقالي، سعيا للفتنة وخلق حرب أهلية بالمحافظة، لكن نحن والقبائل في المهرة نحاول أن نبتعد عن الاحتكاك والتصادم، لأنه مهما يكن الاحتلال وتواجد آل سعود فإنه في الأخير سيرحل، لا نريد أن نرث أشياء تهز مجتمعنا وتعمق الشرخ في المجتمع، لا نريد أن نورث الاقتتال والحقد والفتنة من بعدهم".
وتابع: "أنشأت المملكة في المهرة معسكرات وقتلت مواطنين معارضين لتواجدها في منطقة الأنفاق بالمهرة، وكل يوم توسع معسكراتها، مطار الغيضة بالمحافظة أصبح ثكنة عسكرية ويشنون هجوما أكثر من مرة على المنفذين الحدوديين مع سلطنة عمان "شحن" و"صرفيت" رغم أنه لا توجد أي خطورة تجاه سلطنة عمان".
ووفق "كلشات"، فإن هناك "تواجدا لآل سعود في المنفذين محميا بمليشيات شكلتها الرياض لتمرير مخططاتها وبعض القوات اليمنية التي تم استغلال وضعها السيئ في ظل غياب جكومة هادي بهدف شرعنة تواجدها في المنافذ".
وبخصوص ما يردده الإعلام عن تدشين المملكة مشروعات تنموية في المهرة، قال "كلشات": "لم نر مشاريعا للمملكة في المهرة، هل المشاريع هي معسكرات وهل نحن بحاجة إلى معسكرات؟ لا توجد طرق ولا حتى إعادة إعمار بعد الأعاصير التي ضربت المهرة والمبالغ المخصصة تم استنفادها ولم يحصل شيء، والمشاهد يرى الشوارع مدمرة".
وفي معرض رده على سؤال حول التواجد الإماراتي في المحافظة، أجاب "كلشات"، بأنها كانت تتواجد فيها منذ عام 2015 وحتى وصول قوات المملكة نهاية 2017.
وأوضح : "دخلت أبوظبي تحت مسمى الهلال الأحمر الإماراتي وتوزيع بعض المساعدات الغذائية لكن الأهداف المبطنة كانت عسكرية، فلم نر من قبل منظمة إغاثية يوجد معها طائرة مقاتلة ودبابة وصاروخ لكن هذا هو الشكل الجديد للاستعمار المفضوح الذي اتخذته الإمارات".
وأضاف: "شكلت الإمارات مليشيات خلال تواجدها بالمهرة لكنها لم تلبث طويلا وذهبت إلى حضرموت وركزت عليها في ما يبدو كتبادل أدوار لأن المملكة أنشأت مليشيات في المهرة، والإمارات ذهبت وعززت تواجدها في ساحل حضرموت وشبوة وعدن وسقطرى".
ارسال التعليق