زفاف السعوديين.. حفلات صغيرة في البيوت بعد تراجع الاقتصاد
تصف صحيفة فرانس سوار عرسا بالسعودية فتقول إنه عرس عادي، فهذا الزوج بسيفه المزين وتلك العروس بفستانها المطرز ذي الألوان البهية الزاهية وسط الرقصات الشعبية التقليدية، ولكن هذا العرس يبدو مختلفا كثيرا، فقائمة الضيوف محدودة للغاية.
وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من السعوديين أصبحوا يخالفون التقاليد ويقيمون حفلات صغيرة في منازلهم بدلا من استئجار قاعات باهظة الثمن، رغم أن حفلات الأعراس ببلدهم الغني تعتبر مسألة هيبة ويجب أن تكون فخمة مهما كلفت العريس.
ففي حفل زفاف المدير التنفيذي لشركة تأمين عريقة، لم يتجاوز عدد المدعوين العشرين، وقدمت فيه الكبسة (طبق من الأرز واللحم) في بيت العائلة القديم بمدينة جدة.
ويقول معن ألباني شقيق العريس إن "الناس يصيبهم الجنون عندما يتعلق الأمر بالزواج، يدعون مئات الضيوف وينفقون الملايين، ويحجزون أفضل المطربين ويلبسون أفضل الملابس"، ويضيف "أما نحن فنريد شيئا مختلفا. حفلة صغيرة في المنزل ستكون ممتعة هي الأخرى".
أعراس منزليةوتقول الصحيفة إن هذا النوع من حفلات الأعراس المنزلية أصبح منذ أكثر من عام يزداد شعبية في السعودية التي تمر بفترة من التقشف وتعاني من انخفاض أسعار النفط، وحيث الشباب يناضل من أجل الحد من الهدر.
وتنسب الصحيفة إلى محللين القول إن الأسر السعودية تشهد انخفاضا في مستوى المعيشة مع انخفاض الإعانات وفرض ضريبة القيمة المضافة الجديدة وارتفاع بطالة الشباب.
وتشير إلى أن هذه الأوضاع في السعودية تؤثر على السوق المحلية وعلى حالات الزفاف في بلد يبلغ فيه الإنفاق السنوي على الزواج أكثر من ملياري ريال (533 مليون دولار)، وفقا للأرقام الصادرة عام 2018 عن الصالون الدولي للزواج بالسعودية.
الزواج ببطاقة الائتمانوتشير الصحيفة إلى أن الإحصاءات المتعلقة بحفلات الزفاف ذات الميزانية المنخفضة نادرة، ولكن شهادة اثنين من المنظمين للأعراس جاء فيها أن متوسط الإنفاق على الزواج قد انخفض بنسبة 25% خلال العام الماضي، كما قدر بائع لبطاقات الدعوة أن البيع لديه انخفض بنسبة 70% في عام واحد.
ويقول مرتضى العباوي (29 عاما) وهو سائق سارة أجرة (أوبر) ومؤسس جمعية "للزواج بتكاليف معقولة" إن الزواج لا ينبغي له أن يبدأ بقرض مصرفي.
ويقول إن فكرة إنشاء هذه الجمعية راودته بعد حفل زفافه في 2016، وذلك عندما رفض إنفاق 21 ألف دولار على ذلك العرس، مما أثار خناقا بينه وبين شقيقه الأكبر الذي وصف فكرة الزفاف بميزانية محدودة بأنها مخجلة، الأمر الذي أغضب والد العروس أيضا.
تأخير الزواجوتقول الصحيفة إن عباوي أملى شروطه في النهاية ولم يدفع لا ذهبا ولا مالا لحفل ما بعد الزفاف، ولكنه دعا جميع أصدقائه وأقاربه، وأنفق في النهاية نحو 2400 دولار بدلا من 21 ألفا.
وتضيف الصحيفة أن الكاتب عبد الغني آل جاش كتب مقالا نشر عام 2017 تحت عنوان "حفلات زفاف باهظة الثمن.. ضياع للمال"، انتقد فيه المؤسسة الدينية لأنها لم تتمكن من تثقيف السعوديين إزاء قضية الزواج، معتبرا أن الزواج لا ينبغي له أن يكون فرصة لإظهار الثراء.
وتختم الصحيفة بأن ارتفاع الأسعار والبطالة يفرض على العديد من الشباب تأجيل زواجهم حتى سن الأربعين، نظرا للضغط الذي تفرضه عليهم ضرورة الحفاظ على المظاهر.
ارسال التعليق