سكود وبركان أم نيزك.. جدة والرياض أم مكة ؟!
* جمال حسن
ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها القواعد العسكرية السعودية بصاروخ باليستي يمني، لتعتم وسائل الاعلام السعودية والعربية وحتى الأجنبية المرتشية بمال بترولنا المنهوب، على هذا التطور الكبير الذي جرى والحرب على اليمن تتجاوز شهرها الـ22 وقيادة تحالف العدوان السعودي تدعي أن بنك الأهداف قد انتهى منذ أكثر من عام ولم يعد لدى اليمني والحوثي من سلاح ولا صاروخ ليهدد أمن المملكة !!.
صاروخ "بركان 2" الباليستي اليمني بعيد المدى والذي استهدف قاعدة عسكرية سعودية في منطقة المزاحمية غرب الرياض منتصف ليل الأحد/الأثنين الماضي، هو صاروخ مطور من صاروخ بركان 1 المطور بدوره من صاروخ سكود، في مركز الأبحاث والتطوير التابع للقوة الصاروخية اليمنية وبخبرات وطنية بحتة - كما جاء في بيان القوات المسلحة اليمنية وعلى لسان الناطق باسمها العميد لقمان يوم الأثنين، كاشفاً أن الصاروخ قد أصاب هدفه بدقة وأوقع خسائر بقوات العدوان السعودي وهو من إنجاز "معادلة ردعية" تمثلت عمليا بوضع عاصمة نظام قرن الشيطان السعودي العدواني الرياض تحت مرمى صواريخنا، تلبية لنداء قائد الثورة اليمنية السيد الحوثي، ومؤكداً أن القادم أعظم حيث ستكون المدن السعودية مقابل المدن اليمنية، والموانئ السعودية مقابل الموانئ اليمنية، هدفاً لصواريخنا و..، والقول للعميد لقمان .
المسؤولون في الرياض عللوا الأنفجار المهيب الذي أصاب قاعدة "نساح" العسكرية الاستراتيجية في منطقة المزاحمية غربي العاصمة الرياض، الى سقوط نيزك، ليسخر منهم أبناء شعبنا بينهم شهود عيان والأمير المعارض "تركي بن محمد" الذي كتب في موقعه على شبكات التواصل الاجتماعي "تويتر" يقول: "الانفجار الضخم الذي هز المزاحمية استهدف قاعدة نساح العسكرية الاستراتيجية قرب الرياض ناتج عن انفجار صاروخ، وسيارات الاسعاف لم تستطع الاقتراب بسبب الانفجارات وتصاعد النيران"، كاشفاً أن "دول خليجية تعلن رفع حالة الطوارئ والتأهب"!.
مصادر عسكرية مقربة من قيادة تحالف العدوان السعودي العربي على اليمن اكدت المعلومات الواردة بخصوص حجم الخسائر التي ألحقها صاروخ "بركان 2" اليمني في قاعدة "نساح" العسكرية بالمزاحمية، ومنها تدمير مقر القيادة ومخازن العتاد التي تسببت بسلسلة انفجارات أرعبت الأهالي، ومقتل العديد من العسكريين السعوديين والأجانب بينهم ضباط كبار وطيارين؛ وهو ما يبرر الاجتماع الطارئ لوزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان مع قيادات عسكرية سعودية وخليجية ويمنية موالية للرياض، بحضور الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي للضغط على الأخير بقبول شروط الحوثيين وإتخاذ ما يلزم إتخاذه لإيقاف الحرب والخروج منها بأقل ما يمكن من الفضائح وذهاب ماء الوجه إن كان هناك باق منه شئ.
اعلان المعنيين بالشأن في الرياض أن الانفجار ناجم عن سقوط نيزك وليس صاروخ، يفضح بروباغندا ماكنة أكاذيب وإدعاءات آل سعود بخصوص الانتصارات الوهمية التي كسبوها حلفاءهم طيلة نحو عامين من الحرب على اليمن، خاصة وأنه يأتي بعد حوالي أسبوع من إستهداف القوة الصاروخية اليمنية البارجة الحربية المتطورة والحديثة "المدينة 702" الفرنسية الصنع قبالة ميناء الحديدة (غرب اليمن) والذي أدى للاعلان عن خروجها من الخدمة بعد إعادتها الى قاعدة الملك فيصل البحرية بالأسطول الغربي في جدة؛ كما يتزامن مع تصعيد عسكري كبير تشهده الجبهات اليمنية خاصة في الساحل الغربي حيث سيطر الجيش الوطني اليمني على مواقع إستراتيجية.
الرواية السعودية تصر حتى يومنا هذا الى تعرض الفرقاطة "المدينة" لهجوم إرهابي نفذته ثلاث زوارق حوثية انتحارية، فيما الحقائق العسكرية تؤكد رواية القوات اليمنية المشتركة بإستهداف بصاروخ أرض - بحر كما يمكن ملاحظة ذلك عبر مقطع الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعرضته "العربية" والعديد من القنوات الفضائية السعودية بوضوح، وهو ما أكدته تقارير البنتاغون والاستخبارات العسكرية الاسرائيلية الذي نشرت قسماً منها صحيفة "يديعون أحرنوت" الاسرائيلية في اليوم ذاته (13 يناير الماضي)، مشددة أن "المشاهد التي عرضت للهجوم يؤكد أن الفرقاطة استهدفت بصاروخ بر- بحر وليس بزورق مفخخ كما ادعت السعودية".
النيازك باتت ذريعة بيد ماكنة الاعلام السعودي والعربي المدفوع ثمنه من أموال بيت المال العام المسروقة، تعيد للذاكرة إدعاءات الرياض بخصوص سقوط إحداها (بركان 1) فجر يوم الجمعة 2 سبتمبر 2016 من طراز "سكود" اليمني المطور على قاعدة الملك فهد الجوية بالطائف (800 كلم)، والتي تحتوي على 6 أسراب طيران، وتشمل سربين تايفون، و"سربين إف15" وسرب "إف 5"، وسرب مروحيات قتالية ألحق اضراراً كبيرة مدمراً العديد من الطائرات ومخازن العتاد ومقتل عسكريين وطيارين.
مركز الفلك الدولي، المختص بالشؤون الفلكية ومقره ابوظبي، أكد أنه لم يسقط اي جسم او قمر صناعي على محافظة الطائف، بل أن الانفجار الذي حدث هناك ناجم عن سقوط صاروخ إستناداً للصور والوثائق التي حصل عليها"، وذلك حسب ما أورده موقع "عين اليوم" الاماراتي عن المهندس في المركز محمد عوده .
"سكود" يمني أو نيزك آل سعود آخر سقط على قاعدة "السليل" الصاروخية 700 كلم) بتاريخ 30 حزيران 2015، أدى الى تدمير (120) صاروخاً باليستياً، و(25) طائرة حربية، ومقتل عدد من الضباط والجنود والطيارين، واحدث حفراً قطرها كلم مترمربع وتدمير عدد من المباني ناتج عن قوة الانفجار التدميري- حسب اعلان المخابرات العسكرية اليمنية آنذاك.
أكاذيب اعلام المملكة وتحالفها لم يكتف بالتعتيم على هكذا عمليات وحجم الخسائر التي تلحق به في عدوانه على اليمن، بل تعدى ذلك في عملية التضليل والتمويه على المواطن لكن سرعان ما يفتضح أمره ويخسر اطمينان واعتماد الشارع السعودي، ومنها إدعائها باستهداف الحوثيين لمكة المكرمة بصاروخ باليستي كانت صواريخ دفاع التحالف على اليمن قد اعترضته وأسقطته سعياً منها لتأليب الشارع الاسلامي ضد الثورة والشعب اليمني وتبرير إجرامها هناك الذي أختطف حياة أكثر من 11 ألف من المواطنين العزل فيما أصيب عشرات آلاف آخرين العديد منهم من الأطفال والنساء والشيوخ ما دفع بمنظمة الأمم المتحدة لوضع السعودية وتحالفها على قائمة البلدان القاتلة للأطفال والذي سرعان مارفعته بعد الرشى الكبيرة التي تسلمها أمينها العام السابق "بان كي مون" من محمد بن سلمان .
وزارة الخارجية البريطانية كانت أول من رد على إدعاء الرياض هذا مؤكدة في تقرير لها بتاريخ 30 اكتوبر 2016، والذي نشرته على موقعها الرسمي أن "الصاروخ الذي أطلقه الجيش اليمني في 27 تشرين الأول كان قد استهدف مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة وليس مكة المكرمة كما تدعي السعودية"، ناصحاً مواطني المملكة المتحدة بالابتعاد عن الحدود السعودية اليمنية على مدى 80 كيلو متراً على الأقل.
العقيد عزيز راشد نائب المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية قال أن القوة الصاروخية اليمنية عادت أقوى مما كانت عليه في ظل العدوان والحصار، وان الرياض أصبحت الان في مرمى الصواريخ اليمنية كذلك المطارات العسكرية بالكامل وهذا سوف يكلف السعودية مئات الملايين من الدولارات عندما يضطرون لاستخدام مطارات اخرى".
ارسال التعليق