سلمان واستمرار سياسة قطع الرؤوس الى أين؟؟؟؟
سلمان" وسياسة قطع الرؤوس.. الى أين ؟!
* جمال حسن
الاعدامات بالجملة التي شهدتها البلاد بداية العام الجاري والتي تضمنت قطع رؤوس العشرات من المواطنين وفي مقدمتهم رجل الدين داعية الاصلاح الشيخ نمر باقر النمر وعدد من نشطاء الرأي من المنطقة الشرقية وغيرهم والتي أحدثت صدمة وهزات إرتدادية في المجتمعات الدولية، أعادت المنظمات الحقوقية الدولية لتسلط الضوء على اوضاع تدهور حقوق الانسان في السعودية مرة اخرى بعد أن التزمت الصمت المطبق لفترة طويلة بدافع البترودولار.
وقد وثقت منظمات حقوق الانسان الدولية في تقاريرها الجديدة بأن العام الماضي أي منذ إعتلاء "سلمان" العرش وحتى لحظة كتابة هذه السطور، شهدت مملكة الرمال أحد أكثر الأعوام دموية وهمجية وإجرام وعنف لآل سعود ضد الداخل والخارج مسجلة تنفيذ الاعدام ضد حوالي (200) مواطن سعودي شكل النشطاء حجم كبير منهم، تم خلال عام 2015 إعدام 152 شخصاً، في أحكام أغلبها تعزير وليس قصاص في أول عام من العهد السلماني ناهيك عن موجة الاعتقالات الكبيرة التي تمت وسط صمت إعلامي مطبق إستهدف نشطاء لمجرد تعبیرهم عن آرائهم - حسب منظمة القسط لحقوق الإنسان وذلك في السعودية .
سلسلة الإعدامات التي شهدتها مملكة الظلم والدم والهدم والخوف بطريقة وحشية قطعت فيها رؤوس شامخة داعية للإصلاح والتغيير والعدل والمساواة وحرية التعبير الى جانب عدد من القاصرين وحتى المختلين عقلياً كما ورد في تقرير صحيفة "ميدل ايست آي" نقلاً عن مصادر رسمية سعودية؛ رسمت صورة دموية بشعة وأعادت للأذهان العصر الحجري ووجدت صداها في المجتمع الدولي ما دفع بالكثير حتى حلفاء آل سعود المقربين بالبحث عن البديل لسلمان والمحمدين الذين أغرقوا الحجاز وجوارها والمنطقة بالدم والكراهية، مؤكداً أن الحكم في مملكة آل سعود يُدار بالسيف القاطع لأي صوت يطرق قصوراً بُنيت بالدم، وفق ما توثق الكتب المؤرخة للوهابية (تاريخ ابن غنام- تاريخ ابن بشر..) .
الأمر لم ولن يتوقف عند هذا الحد حيث "سلمان" ومحمديه ماضون في طريق الدمار وسفك الدماء على شاكلة أجدادهم الذين سبقوهم في هذه السياسة الإجرامية منذ قيام دويلتهم بمساعدة مكر وخديعة الاستعمار البريطاني العجوز ودعمه العسكري لأبن سعود حيث الثقافة الجاهلية الوهابية التكفيرية الدموية بقطع رؤوس المعارضين الموثقة تاريخياً ومنها مجزرة "قصر عجلان" يسمى اليوم "مصمك الرياض"، ومجزرة قريتي بيضاء نثيل والشييعة ليلة 27 حيث سفكت دماء القرويين الامنين في المسجد وهم يؤدون صلاة الفجر، ومجزرة حائل وضواحيها وسهالها التي رواها السير برسي كوكس مندوب بريطانيا العظمى آنذاك، مجازر النيصيّة والجُثامية والصفيح والوقيد وراحوا ضحية الغدر الانكليزي السعودي الآثم.
أكثر من (400 ألف شهيد) من أبناء الجزيرة العربية قتلهم الآثمون السعوديون والانجليز في معارك دفاعاً عن الوطن ايضاً في تربة والطائف والجوف والحفر والحجاز ونجد ومن معظم القبائل في مجازر أخرى ارتكبها حكم الطغيان لآل سعود في أماكن كثيرة من الجزيرة العربية، فما من منطقة في بلادنا قد نجت من مظالم الطغيان.. راجع "مذكرات جون فيلبي" وكتاب "تاريخ نجد" الذي موله الملك فهد وكذلك "تاريخ آل سعود" لناصر السعيد، و"خمسون عاماً في جزيرة العرب" لحافظ وهبة و"قلب جزيرة العرب" لفؤاد حمزة، ووثائق الاستخبارات البريطانية والامريكية التي رفعت السرية عنها مؤخراً.. كما شردوا من شعب الجزيرة العربية ما يزيد عن المليون ونصف مليون مواطن آنذاك إلى أنحاء آسيا وافريقيا وكافة البلاد العربية .
آل سعود كانوا وما زالوا بؤرة لثقافة الحقد والكراهية والطائفية وتكفير الآخر وقتل المعارض مهما كانت معارضته ومهما كان سنه، فقد نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن المحكمة الجنائية السعودية حكمت على السعودي عبد الله الظاهر (15 عاما حين القبض عليه) بقطع رأسه وثم صلبه في 2014 بسبب إعتراضه على الحكومة والنظام السعودي وقد تم تأييد الحكم قبل ايام وفقا لناشطين ومنظمات حقوقية، مشيرة الى أنه سيصبح أصغر شخص يتم القبض عليه وينفذ فيه حكم الاعدام بقطع الرأس .
كما أحالت هيئة الادعاء والتحقيق السعودية ما يقارب (30) شخصية من الكفاءات البارزة من أبناء المنطقة الشرقية ومن جدة والمدينة المنورة بينهم أساتذة جامعات أحدهم يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزياء النووية و(5) مدراء بنوك وعدد من علماء الدين وخطباء المنبر والتجار الى المحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض، حيث وجهت سلطات آل سعود اليهم تهمة التجسس والتخابر مع جهة أجنبية زوراً من ابداء ما يدلل على صدق ادعاءات الحكومة لحد الان مع مرور اكثر من سنتين على الحادثة .
ويتوزع أفراد المجموعة على عدة مناطق وبلدات في الأحساء والقطيف والمدينة المنورة. وقد أبدى مراقبون خشيتهم من نتائج المحاكمات التي ستجري في ظل تكتم وسرية تامة، دون ضمان تمتع المتهمين بحقوق توكيل محامين مستقلين والسماح لهم بلقاءات دورية لاعداد مذكرات الدفاع.
أما في المحيط العربي فقد أمعن "سلمان" ومحمديه الإجرام وسفك أنهار الدماء من العراق وحتى سوريا ولبنان والبحرين ومصر، مولع بذبح أبناء اليمن السعيد تنفيذاً لما أوصاه والده "عبد العزيز" وهو على فراش الموت من خلال "عاصفة الحزم" حيث سقط عشرات الآف من الأبرياء غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ مضرجين بدمائهم تحت إنقاظ المنازل والمستشفيات والمصانع والمدارس والجامعات والمعاهد المهنية ورياض الأطفال وعلى الطرقات ووسط سيارات النقل العام و.. وحتى عند أضرحة الأولياء والمواقع الأثرية ومخيمات النازحين واللاجئين الأممية لم تنجو من حقد وكراهية ودموية وإجرام آل سعود ضد شعب أراد له البعض أن يحنوا قامته عاجزاً لاحول له ولا قوة أشبه ببندقية دون إطلاقة في سوح الوغى.. في وطني يموت من لايستحق الموت على يد من لايستحق الحياة .
ارسال التعليق