شيوخ أمريكا يتجهون لفرض عقوبات على ابن سلمان
قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها، إن محاكمة السعودية للمتهمين بقتل الصحفي جمال خاشقجي مهزلة ومثيرة للشفقة، وإنه ليس من قبيل المصادفة أن تُعقد المحكمة السعودية المخصصة لمحاكمة المتهمين بقتل خاشقجي، في اليوم ذاته الذي بدأت فيه الدورة الجديدة للكونجرس الأمريكي الخميس الماضي. وبعد أن وصفت الصحيفة الأمريكية محاكمة السعودية ب”المهزلة”، أكّدت ضرورة إصرار الكونجرس الأمريكي على تحقيق العدالة في هذه القضية، وقالت إنّ مجلس الشيوخ الأمريكي حتى الآن هو أقرب إلى فرض عقوبات ذات مغزى على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي أظهر تقييمٌ نهائيٌّ لوكالة الاستخبارات الأمريكية أنه “هو مَن أمر بقتل خاشقجي، وربما أشرف على عملية التنفيذ”.
وأشارت الصحيفة إلى مُوافقة مجلس الشيوخ الأمريكي المُنتهية ولايته في ديسمبر الماضي بالإجماع، على قرار يحمّل ولي العهد السعودي المسؤولية، على الرغم من إنكاره ومحاولات الرئيس دونالد ترامب التغطية عليه. ورأت الصحيفة أنّ الإجراء السعودي (المحاكمة) الذي هدف لتفادي مزيدٍ من الإجراءات التي قد يتخذها الكونجرس، كان “ضعيفاً ومثيراً للشفقة”.
وكانت وكالة الأنباء السعودية قد ذكرت أنه تمّ الخميس الماضي، عقد جلسة استماع أولية سرية، وأن أحد المدعين العامين يعتزم تقديم التماس ضد عقوبة الإعدام المقررة بحق 5 من 11 متهماً بالجريمة. وقالت “واشنطن بوست”، إن كل المؤشرات تؤكّد أن ابن سلمان متورط، كما أن كبار المسؤولين، الذين سبق أن اتهمتهم السلطات السعودية بالتورط في القتل، لم تُوجَّه إليهم أي اتهامات. وبدلاً من ذلك، فإنّ التهمة وُجِّهت لمجموعة صغيرة من أفراد الأمن الذين يتلقَّون أوامرهم ويتبعون التعليمات، حيث يجري الآن تقديمهم باعتبارهم كبش فداء، في حين سيتم إعدام عدد منهم بطريقة وحشية”. ومن بين المسؤولين الذين وردت أسماؤهم في التحقيقات، سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي بن سلمان، والذي يُعتقد أنه نظَّم العمليات غير القانونية التي تستهدف المعارضين، ولا يبدو أنه كان من بين من تمت محاكمتهم. وأيضاً، هناك أحمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات المقال، وصلاح محمد الطبيقي الطبيب الشرعي الذي أجرى عملية تقطيع جثة خاشقجي بمنشار، حيث أكّدت صحيفة “ديلي صباح” التركية أنه يعيش بهدوء مع عائلته في جدة.
وتؤكّد الصحيفة أن “هذا الإفلات الصارخ من العقاب لم يدفع إدارة ترامب حتى لتأييد المحكمة. وبحسب مسؤول رفيع في الخارجية الأمريكية، فإن التعاطي السعودي مع القضية لم يصل حتى للمصداقية التي تقول إدارة ترامب إنها تسعى لتحقيقها”. . ومع ذلك، تقول “واشنطن بوست”، إنه من الغباء الاعتماد على بومبيو في توجيه اللوم إلى السعودية؛ وهو الذي سبق أن دافع عن الرياض في شهادته أمام الكونجرس.
وتقول الصحيفة: “إذا كانت الولايات المتحدة تريد أن تدعم قِيمها وتصرَّ عليها، فإنّ عليها تحقيق العدالة في قضية مقتل خاشقجي، ويجب على الكونجرس أن يتولى زمام القيادة”. وتضيف: “على القيادة الديمقراطية الجديدة في مجلس النواب تقديم حزمة إجراءات تتضمن فرض عقوبات أمريكية على جميع المتورطين في عملية القتل، ومن ضمنهم بن سلمان، وإنهاء الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن”. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه لا يمكن أن تكون “العدالة السعودية الفاسدة” هي الفصل الأخير في قضية مقتل خاشقجي، الذي قُتل بعد ساعات من دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول.
ارسال التعليق