صراع جديد في أجنحة العائلة السعودية الحاكمة
بقلم: د. حكم امهز..
صراع جديد في أجنحة العائلة السعودية الحاكمة، يفجره ولي العهد محمد بن سلمان باعتقاله اثنين من ابرز منافسيه على خلافة والده الملك سلمان وهما الامير احمد بن عبد العزيز الذي كان الأوفر حظا لخلافة شقيقه الملك وولي العهد السابق محمد بن نايف، الذي تنازل عن ولاية العهد لمحمد بن سلمان الذي بدوره نزل في ذلك الوقت عند قدميه، تعبيرا عن شكره وامتنانه. كما اعتقل بن سلمان، الامير نواف شقيق محمد بن نايف أيضاً وربما أخرين.
اما الامير احمد فهو أصغر أبناء الملك المؤسس عبد العزيز من السديريين، تولى وزير الداخلية لفترة قصيرة في العام الفين واثني عشر، قبل ان يطلب اعفاءه منها، ويتم تعين محمد بن نايف خلفا له.
صحيفة وول ستريت جورنال التي نشرت خبر الاعتقال، وصفت المعتقلين بأبرز اعضاء العائلة الحاكمة، مشيرة الى ان التهم الموجهة إليهم هي الخيانة. وسواء كانت التهمة صحيحة ام لا، فان ذلك يؤشر الى تنامي الصراع الداخلي في العائلة الحاكمة وتفاعل مخاوف بن سلمان من ان تنقلب عليه العائلة بسبب سياسته المنتَقدة من قبلها، خاصة وان اسم الامير احمد طرح بقوة لخلافة الملك في المراحل السابقة. وقد تمت إزاحته عن ترتيب العرش مرتين الأولى عندما قدم عليه الملك المتوفي عبد الله أخاه الأصغر الأمير مقرن، والثانية عندما قرر الملك الحالي سلمان نقل السلطة إلى جيل الأحفاد وولی ابنه محمد خلافته.
وكان الأمير أحمد قد غادر السعودية الى بريطانيا، قبل حملة اعتقالات قام بها بن سلمان، طالت نحو احد عشر اميرا من العائلة الحاكمة أبرزهم الوليد بن طلال والعشرات من الوزراء ورجال الاعمال السعوديين. ثم عاد بشكل مفاجئ إلى الرياض حيث كانت حشود في انتظاره في المطار وفي قصره، ما شكل مصدر خوف لإبن سلمان خاصة وان الامير احمد محبوب اكثر في العائلة وطرح من قبل الكثير من افرادها لخلافة الملك سلمان، وقد عاد من لندن انذاك ليقوم بمباحثات على مستوى رفيع في المملكة بسبب أزمة جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصيلة السعودية في اسطنبول التركية والضغوط التي يواجهها ولي العهد محمد بن سلمان المتهم باعطاء الامر يتنفيذ الجريمة وتذويب جسد خاشقجي.
وانتقد الامير احمد جريمة قتل خاشقجي وقال إن شقيقه الملك سلمان وابنه ولي العهد، هما فقط المسؤولين عن إدارة البلاد، في اشارة الى تحميلهما المسؤولية وكذلك ادان العدوان على اليمن.
ويأتي الاعتقال في اطار منهج ولي العهد محمد بن سلمان لتصفية منافسيه, وحدثت الاعتقالات في وقت مبكر من صباح الجمعة عندما وصل حراس من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء إلى قصري الاميرين، وفتشوهما بعد الاعتقال.
اضافة الى اعتقال الامراء والوزراء وقتل خاشقجي، فان إبن سلمان، يقوم بحملة مستمرة لاعتقال نشطاء الرأي والسياسيين، وغالبا ما يصدر القضاء المتهم من قبل منظمات حقوقية دولية بانه مسيس وغير مستقل، احكاما بالاعدام ضد هولاء النشطاء ومفكرين وعلماء.
ارسال التعليق