أثار إعلان رئيس هيئة الترفيه في السعودية، تركي آل الشيخ، موجة من الجدل الواسع بعد إعلانه عن جائزة مميزة لمَن يلتقط صوراً للطائرات الثلاث التابعة للخطوط الجوية السعودية خلال رحلتها البرية من جدة إلى الرياض. 

هذه الخطوة استثارت تفاعلاً كبيراً بين المواطنين، حيث تراوحت ردود الفعل بين الإيجابية والسلبية، ما أدى إلى فتح نقاش حاد حول طبيعة هذه المسابقة وآثارها على المجتمع السعودي.

يعتبر آل الشيخ هو مهندس موسم الترفيه الذي استهدف به ولي العهد محمد بن سلمان تغيير هوية المجتمع السعودي المحافظ من أجل الظهور في زي الحاكم المنفتح.

في حين أنه يهدف إلى إخفاء القمع الذي يشنه على المواطنين السعوديين وحتى المقيمين الأجانب على الأراضي السعودية كونه حاكم متعطش للدماء وهو ما استغله آل الشيخ لإذلال المجتمع السعودي وإخضاعه.

طائرات لموسم الرياض

قام تركي آل الشيخ بنقل ثلاث طائرات تتبع للخطوط الجوية السعودية عبر الطرق البرية من جدة إلى الرياض، قاطعة مسافة تقارب الألف كيلومتر وطلب آل الشيخ من المواطنين المهتمين بالحصول على الجائزة، التوجه إلى الطرق التي ستمر منها الطائرات والتقاط صور لها. 

استجاب عدد كبير من السعوديين المدقعين في الفقر بسبب بن سلمان لهذا الطلب، حيث توافد العديد من الأشخاص إلى المناطق الصحراوية التي تمر منها الطائرات بين جدة والرياض، بعضهم قام بتصوير المشهد بشكل فكاهي وساخر، فيما قام آخرون بمحاولات جدية للمشاركة على أمل الفوز بالجائزة. 

ورغم أن البعض رأى في الحملة فرصة للترفيه والمزاح، إلا أن مشاركة مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وجنود أصيبوا في حرب اليمن، بالإضافة إلى نساء مسنات، أثارت استياءً واسعاً.

حيث رأى بعض المتابعين أن المشهد يعكس صورة مؤلمة عن المجتمع السعودي، حيث تدافع البعض من أجل الحصول على فرصة قد تكون بعيدة المنال، ووصف البعض الآخر هذا المشهد بـ “التسوّل الجماعي”، حيث أطلق ناشطون هاشتاغ “آل الشيخ أذل الشعب”، معبرين عن استيائهم من الفكرة ومن التفاعل الكبير معها.

التسول الجماعي

على الرغم من تباين ردود الفعل حول هذه الحملة إلا أن الكفة تميل للاستياء على الاحتفاء بفعل آل الشيخ ، فبينما انتقد البعض ما جرى واعتبروه إهانة للشعب السعودي.

حيث رأى آخرون أن المسابقة كانت فرصة للترفيه والتسلية، مشيرين إلى أن الشعب السعودي يحب الفرح والمزاح في مثل هذه المناسبات قال المؤيدون إن المشاركة في هذه الحملة لا تعبر عن “تسول جماعي”، بل هي مجرد رغبة في الاستمتاع وتحويل أي مناسبة إلى حدث اجتماعي فكاهي، بغض النظر عن الجائزة. 

لكن بالرجوع إلى نسبة الفقر في الشعب السعودي الذي يعاني من ارتفاع نسب البطالة والتضخم فمن الواضح أن تركي آل الشيخ استغل تلك الفرصة لإذلال الشعب السعودي وإظهاره في زي المتسول.