ضارطة العالم الإسلامي: تروج للتطبيع بذريعة التقريب بين الأديان
قال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي "محمد بن عبدالكريم عيسى" إن الرابطة تقدر علاقة "الصداقة والاحترام" بين الإسلام واليهودية، وتسعى لتحويل مبدأ التعاون بين الأديان من مجرد مسعى رمزي إلى مشروع عملي.
وأضاف "عيسى"، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية: "يجب أن يتحقق (التعاون بين الأديان) في الواقع العملي، هذا هو فكر رابطة العالم الإسلامي".
وأكد "عيسى" أن فترة ولايته كأمين عام للرابطة تركزت على كسر الانقسامات الدينية وتقديم تغييرات ملموسة على هذا الصعيد، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة لأوشفيتز في بولندا (عام 2020)، حيث موقع معسكر سابق للنازيين، برفقة وفد بارز من العلماء المسلمين، جاءت في هذا الإطار، حيث ندد الوفد بـ "الجرائم الفظيعة التي ارتُكبت ضد السكان اليهود خلال الحرب العالمية الثانية".
وأشار إلى أن هكذا فعاليات تواجه الروايات المرسخة للانقسام الديني، قائلا: "سوف يؤسس نظرائي اليهود سابقة جديدة وسيحققون تقدمًا ملموسًا في العلاقات بين القادة الدينيين المسلمين واليهود".
وعن اتهامات منتقدو رابطة العالم الإسلامي لـ "عيسى" بأنه يعمل على "تمييع الإسلام" من أجل جعله أكثر تقدمية بالنسبة للغرب، قال أمين عام الرابطة إنه ليس مهتما بتحريف الإسلام ليناسب السياسة الدولية الحديثة، لكنه يريد "تمسكا قويا بالدين الذي يتبني قدرته على التسامح تجاه الأديان الأخرى".
وأضاف: "كيف يمكن أن نكون على خلاف مع مبادئنا الإسلامية بينما أساس العمل المشترك بيننا وبين القساوسة المسيحيين والقادة اليهود هو ميثاق مكة، الذي صادق عليه أكثر من 4000 مفكر إسلامي و 1200 من كبار العلماء المسلمين من جميع أنحاء العالم؟".
وأشار إلى أن "التواصل بين القادة الدينيين بداية جيدة، لكن المزيد من المشاريع الملموسة للتعاون بين الأديان ضرورية لتحويل الحديث إلى عمل".
وردا على سؤال حول موطنه (السعودية) وافتقارها إلى العلاقات الدبلوماسية مع المجتمعات الدينية الدولية الرئيسية، خاصة إسرائيل، قال "عيسى": "إن رابطة العالم الإسلامي ليست في وضع يمكنها من التأثير لإحداث تغيير سياسي على المستوى الدولي".
ودعا "عيسى" لحشد إنساني تحت راية الاحترام المتبادل والتعاون والثقة، مشيرا إلى أن تلك المبادئ هي "أسس تعتقد رابطة العالم الإسلامي أنها تتطلب تعزيزًا مطلقًا وواضحًا وسط تزايد الاستقطاب والكراهية وعدم المساواة والعنصرية حول العالم".
ولطالما عمد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، وزير العدل السعودي السابق، إلى الترويج للحوار مع اليهود، وقال خلال مؤتمر نظمته مؤخرا منظمة اللجنة اليهودية الأمريكية (AJC): "إننا ملزمون حاليا بإعادة جسور الحوار والبناء مع المجتمع اليهودي". وتخلل المؤتمر تقديم اللجنة جائزة لـ "عيسى" تقديرا لدوره في مكافحة معاداة السامية.
ارسال التعليق