الاخبار
طاش ما طاش.. سلمان نبش بيت المال والمواطن جيبه
* جمال حسن
فور وصوله البيت الأبيض عائداً من حقل مواشيه بعد أن إستحلب بقرته السمينة حتى ضرعها وسائر أخواتها، بإستثناء الطاغي "تميم" حتى تباهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بمليارات الدولارات التي استطاع كسبها لبلاده من بيت مال ابناء الجزيرة العربية الذي نبشه المخرف سلمان تكريماً وتقديساً لراعيه المخبول.
فقد غرد ترامب بالقول: “جلبت مئات المليارات من الدولارات إلى الولايات المتحدة الأمريكية من الشرق الأوسط يعني: وظائف، وظائف، ووظائف!” للشعب الأمريكي، متباهياً أنه تمكن وفي فرصة قليلة لم تتجاوز عدة أشهر من تحقيق وعوده الانتخابية بأن يوفر عددًا كبيرًا من الوظائف لـ “أبناء أمريكا”؛ فيما المواطن أبن مملكة الذهب الأسود يتسكع الشوارع والأزقة زنكة زنكة بحثاً عن لقمة العيش بسبب ما سلبه منه سلمان طمعاً في الحفاظ على سلطانه وملك نجله محمد، حيث منح ترامب أكثر من 760 مليار دولار بين عقود استثمارية واخرى استشارية وثالثة لشراء الأسلحة والمعدات لذبح الشعب اليمني الفقير والعبث بأمن المنطقة، ورابعة لبناء دور سكن وخامسة تلك التي استثمرها ولي ولي العهد في المشاريع الأمريكية والتي بلغت 200 مليار دولار، وغيرها من المنح غير المعلنة والهدايا التي قدمت لترامب شخصياً .
فقد تلقى الرئيس الأميركي ترامب 25 ساعة يد كلها من الألماس والذهب له ولعائلته، فضلاً عن تلقيه أكثر من 150 عباءة مرصّعة بالاحجار الكريمة له ولعائلته بمقاسات مختلفة؛ كما تلقى ترامب تمثالا مصغرا للحرية في اميركا من الذهب والالماس والياقوت، ومسدس من الذهب الخالص ونادر في العالم عليه صورة سلمان، وسيف من الذهب الخالص، وزنه يزيد عن 25 كلغ من الذهب المرصّع بالالماس والحجارة النادرة يفوق ثمنه 200 مليون دولار، ويختاً (600 مليون دولار) طوله 125 متر، هو أطول يخت في العالم لشخصية خاصة، ويضم 80 غرفة مع 20 جناحا ملكيا ومعظم مكوناته من الذهب الخالص، وغيرها من الهدايا الاخرى بقيمة مليارات الدولارات لم يفصح البيت الأبيض عنها بعد، حيث اعتبرها المراقبون بانها "أكبر هدايا تمنحها دولة لرئيس أجنبي"، خاصة لرئيس أميركي في تاريخ العلاقة السعودية – الأميركية، أو في تاريخ العلاقة السعودية مع دول العالم.
البيت الأبيض من جانبه اعلن أن الملك السعودي أصر على أن تكون هذه الهدايا شخصية لترامب، وان لا يتم وضعها في متاحف امريكا بل تكون ملكا للرئيس ترامب شخصيا !!؛ في وقت اعلنت فيه وزارة المالية السعودية عن قرار ملكي لسلمان بوقف الكثير من المشاريع العمرانية والخدمية والصحية والصناعية في المملكة تماشياً مع سياسة التقشف الصارمة التي يتحمل وزرها المواطن السعودي لسد العجز الكبير في موازنة البلاد ربما سيتجاوز 120 مليار دولار هذا العام - حسب احصائيات رفعتها الوزارة الى رئاسة مجلس الشورى السعودي قبل ايام؛ ووزارة المالية السعودية اعلنت قبل أسبوع عن تسجيل عجز في ميزانية الربع الأول للمملكة من العام الجاري قدره 26 مليار ريال (7 مليار دولار)، وذلك قبل كل البذخ والترف الذي بذلته السلطة خلال زيارة ترامب للرياض ومن قبلها وبعدها والرشاوى التي منحتها للمشاركين ايضاَ.
مصادر حكومية سعودية قالت لوكالة "رويترز"، أن سلمان وجه الوزارات والهيئات بمراجعة مشاريع غير منتهية بمليارات الدولارات في البنية التحتية والتنمية لتجميدها، حيث أوكل الأمر الى مكتب ترشيد الإنفاق الرأسمالي الذي أقيم العام الماضي لتعزيز كفاءة الحكومة؛ وسط الاعلان عن بدء المملكة رسميا الاحد تطبيق «ضريبة السلع الانتقائية» بنسبة 50 - 100 في المائة، تقوم بتحصيلها الجمارك والتي يتوقع أن تبلغ إيراداتها ما بين خمسة مليارات ريال وسبعة مليارات ريال حتى نهاية العام الجاري .
وتأتي هذه الضريبة الجديدة التي قال خبراء اقتصاديون انها ستؤدي الى ارتفاع حاد في أسعار الأرز، والقمح، والدقيق، والسكر نتيجة رفع الدعم عنها تدريجياً ابتداءً من النصف الثاني للعام الجاري؛ دون أن نضيف اليها رسوم «تأشيرات الجوازات»، والرسوم الجديدة على تأشيرات الدخول والمرور، والخروج والعودة من المملكة بنسبة 100 % ، والرسم السنوي على الأراضي «البيضاء»، وتعديل رسوم الخدمات البلدية «رسوم لوحات الدعاية والإعلان»، ورسوم طلب تراخيص إنشاء المباني، الى حوالي عشرة أضعاف، وكذلك رسوم «شهادة البناء» بعدما كانت مجاناً.
وتفاخر ترامب مخاطباً الشعب الأميركي بافتخار «حلبت لكم الدولارات من البقرة السمينة»، متسلماً ثمن الاتفاقيات التي أغدقت على الخزينة الأميركية مئات مليارات الدولارات فيما ستبقى حبراً على ورق من الجانب الأمريكي ربما لا ينفذ منها سوى إرسال المزيد من الأسلحة الخردة المكدسة في عنابر مصانع الإنتاج الأمريكي لذبح الشعوب العربية في المنطقة، وهو المعروف بعدائه للاسلام والمسلمين وشعوب الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة ولم يخفيها خلال حملته الانتخابية ومن قبلها وبعدها؛ في وقت اعلن وزير النفط السعودي خالد الفالح «إن استثمارات النفط في السعودية هبطت بنحو تريليون دولار في العامين الماضيين»، موضحاً أن “مخزون النفط التجاري لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفض 30 مليون برميل منذ بداية العام والمخزونات العائمة تراجعت بنفس المقدار”.
وزارة المال السعودية شرعت ايضاً قبل ايام بفرض ضريبة «القيمة المضافة» التي تطبّق على عملية بيع أو استيراد جميع المنتجات والخدمات ما لم ينص التشريع على إعفائها (باستثناء بعض السلع الضرورية لفترة محددة)، ما سيرفع القيمة النهائية للسلع في المملكة بشكل كبير - وفق تقدير شركة "إرنست آند يونغ". في وقت هبطت بورصتا السعودية ودبي نحو أدنى مستوياتهما منذ 23 نوفمبر/ تشرين ثان الماضي - بحسب مسح "الأناضول.
بيانات البنك المركزي السعودي أظهرت قبل ايام تراجع كبير في الأصول الأجنبية لديه حيث انخفضت في أبريل/نيسان الماضي مع زيادة اقتراض الحكومة من الخارج، ما يشير الى أن الرياض تجلب الأموال الى المملكة لإعادة تعبئة خزائنها بعد أن نبشها سلمان، حيث تراجع صافي أصوله الأجنبية بمقدار 8.5 مليار دولار عن الشهر السابق إلى 492.9 مليار دولار في أبريل/ نيسان وهو أدنى مستوى منذ 2011 - حسب مؤسسة النقد العربي السعودي (البنك المركزي)، الى جانب تراجع الاحتياطيات السعودية الشهر الماضي بنسبة 13.4% مجدداً بعد أن كانت قد هبطت نحو 2201.6 مليار ريال (587.1 مليار دولار) في مارس/ آذار 2016.
ارسال التعليق