طغيان ظاهرة الإسراف والتبذير يفضح مزاعم مدّعي تطبيق الشريعة الإسلامية في السعودية
نشرت العديد من مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت أفلاماً وصوراً كثيرة تظهر حجم وبشاعة ظاهرة الإسراف والتبذير لدى الأثرياء في السعودية، والتي تبين كذلك الفوارق الطبقية الفاحشة بين شرائح المجتمع السعودي.
وتظهر الصور ومقاطع الفيديو بشكل واضح مدى إهمال الطبقات المرفّهة للشرائح الفقيرة والضعيفة في المجتمع السعودي وزيادة الإسراف والتبذير في بذخ الأموال، خصوصاً في مجال إقامة الولائم التي تنتهي برمي كميات كبيرة من مختلف أنواع الأغذية في حاويات القمامة، في وقت تعاني فيه شرائح كبيرة في المجتمع السعودي من الجوع والفقر والحرمان الشديد من أبسط الإمكانات للعيش بعزّة وكرامة.
ويتوهم البعض بأن إحتياطيات النفط الهائلة التي تزخر بها أرض الحجاز وقيام النظام السعودي بتصدير أكثر من 9 ملايين برميل من النفط يومياً يوفر حياة مزدهرة ومريحة لكافة المواطنين، في حين تبين أشرطة الفيديو والصور التي بثتها مواقع التواصل الإجتماعي على شبكة الإنترنت إرتفاع مستويات الفقر والعوز الشديد في أوساط كبيرة من الشعب السعودي، إلى جانب الرفاه المتزايد والإسراف والتبذير غير المعقول لدى طبقات خاصة في البلد لاسيّما السلطة الحاكمة والمقربين منها.
ويعاني الكثير من الفقراء في السعودية من صعوبة الحصول على لقمة العيش الحلال في ظل إرتفاع الأسعار ونفقات المعيشة الباهظة والمكلفة التي لم تعد تتناسب مع إنخفاض مستوى الدخل المحدود لهذه الطبقة المحرومة من المجتمع.
وقد تسبب العدوان السعودي المتواصل على اليمن منذ أكثر من 15 شهراً والأموال الطائلة التي تنفقها سلطات آل سعود لقتل الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات، وكذلك الدعم اللامحدود الذي تقدمه الرياض للجماعات الإرهابية والتكفيرية لتنفيذ عمليات إجرامية في مناطق مختلفة من العالم لاسيّما في الشرق الأوسط في حرمان الطبقات الفقيرة والضعيفة في السعودية من أبسط متطلبات الحياة والتي لازال الكثير منها يتضور جوعاً بسبب هذه التصرفات الهوجاء التي تتنافى مع القيم الإنسانية النبيلة وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف التي يدّعي حكام آل سعود كذباً وزوراً بأنهم يتبعونها ويلتزمون بشرائعها التي تنهى عن الإسراف والتبذير وتدعو لمواساة الضعفاء سيّما وإن الأموال التي تنفق في هذا المجال هي ليست أموال الأغنياء؛ بل هي لجميع المسلمين قبل أن تستأثر بها الأسرة الحاكمة في السعودية والشخصيات المقربة منها والتي تخدم مصالحها على حساب الفقراء والمساكين في هذا البلد. ولنتذكر في هذا السياق قول الباري تعالى (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورا)*.
في سياق متصل نشرت شبكة "سي ان ان تركي" تقريراً موثقاً بالصور عن إسـتئجار الأمير السعودي "نواف بن عبد العزيز" يختاً فاخراً خلال رحلة ترفيه وإستجمام قام بها في تركيا بصحبة أفراد حاشيته، وأوضحت أن الرحلة تضمنت إلى جانب حفلات الرقص والمتعة عشاء بخمسة آلاف يورو في أحد المطاعم الراقية في حي ياليكافاك بتركيا.
وأشارت الشبكة إلى أن طول اليخت يبلغ نحو 85 متراً، موضحة أن إستئجار هذه اليخوت الفاخرة لأجل إرضاء رغبات الأمراء في العائلة السعودية الحاكمة أمرٌ يحدث كثيراً، ودائماً ما يتم الإستئجار عبر أسماء وهمية، عادة ما تكون شخصيات بريطانية.
في هذه الأثناء ذكرت وكالة "هسبرس" المغربية أنه من المرتقب أن يأتي الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، برفقة وفد كبير يضم أفراداً من أسرته الملكية، ومسؤولين في الدولة إلى المغرب للاحتفال بزفاف أحد أبنائه.
وأضافت الوكالة أن الملك السعودي سيقيم في مدينة طنجة للإحتفال بزفاف أحد أبنائه، حيث بدأت الإستعدادات منذ أيام للإعداد للحفل الذي سيحضره عدد كبير من الضيوف.
وأشارت "هسبرس" الى أنه تم حجز أغلب الفنادق بمدينة البوغاز، إستعداداً لإستقبال العروسين والأسرة الملكية وضيوف الملك السعودي ولمدة شهر كامل.
ويرتقب أن يمدد الملك السعودي إقامته بالمغرب، وخصوصاً بمدينة طنجة التي قضى فيها عطلته الصيفية السنة الماضية، قادماً حينها من إحدى المدن الفرنسية.
وبسبب طغيان ظاهرة الإسراف والتبذير في السعودية تزايدت الإنتقادات الحادة بين أوساط المواطنين إزاء الهدر غير المبرر للأموال من قبل الطبقات المرفهة، وتحديداً في مجال إقامة الولائم وحفلات الطعام الباذخة، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن مقدار الأرز المهدر في هذا البلد يزيد على 75 ألف طن سنوياً. كما يهدر يومياً ما يقارب من 16 مليون وجبة غذائية في عموم البلاد. وتتصدر السعودية دول العالم في كميات الغذاء المهدور والبذخ الفائق عن حد التصور لاسيّما في أوساط الطبقة الحاكمة.
ارسال التعليق