عاصفة السعودية دمّرت حضارة اليمن وتراثه الثقافي
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال موضوعاً عن الدمار الذي يتعرّض له الإرث الحضاري والثقافي في اليمن بسبب الحرب التي شنتها السعودية بمساندة دول حليفة لها عليه منذ عام 2015، وقالت الصحيفة إن هذه الحرب العقيمة خلقت معاناة بشرية لا توصف، فقد قتل عشرات الآلاف وشرّد الملايين وانتشرت المجاعة وتفشّت الأوبئة القاتلة ومنها الكوليرا. وهناك أيضاً خسارة فادحة في التراث الثقافي والحضاري في اليمن الذي يُعد من بين الأغنى في الشرق الأوسط. وأشار تقرير وول ستريت جورنال إلى أن اليمن على مر التاريخ وقف على مفترق طرق في شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا والمحيط الهندي.
وظل موطناً لحضارات عظيمة قبل الإسلام وأصبح مقراً للعديد من الأسر الحاكمة بعد ذلك. وساهم ذلك في تنوع الثقافات التي لا تزال موجودة حتى اليوم، حيث تضم البلاد أربعة مواقع للتراث العالمي لليونسكو، بما فيها مدينة صنعاء القديمة. وما يمكن قوله أن الآثار اليمنية التي تعود أغلبيتها للقرن الثامن قبل الميلاد، تواجه خطر الهدم والسرقة والنهب منذ بدء الحرب، حيث ارتفع معدل سرقة وتهريب الآثار بشكل كبير إلى خارج البلاد، التي كانت تعرف سابقاً باسم “اليمن السعيد”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التراث وقع تحت تهديد خطير نتيجة للحرب السعودية وأنه خلال السنوات الثلاث الماضية مُحيت السدود القديمة والمساجد التي تعود إلى العصور الوسطى، ومقتنيات المتاحف وآثار العصر الاستعماري، مشيرة إلى أن هذا التدمير لم يحظ باهتمام كبير في كبريات وسائل الإعلام.
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديد الخطير للمكتبات اليمنية هو إحدى القصص المنسية من مأساة اليمن، فالمخطوطات الإسلامية تعد من بين أكبر الكنوز التاريخية لليمن، ولعل أشهرها جزء من مصحف صنعاء الذي اكتشف بالمنطقة الأعلى بالمسجد الكبير في المدينة عام 1972 ولا يزال محفوظاً في مكانه. ويُعتقد أنه واحد من أقدم المصاحف في العالم التي تعود للقرن السابع، لأن كتابته تختلف عن التي يقرأها المسلمون اليوم.
وهناك أيضاً مجموعة المخطوطات الزيدية لليمن، وتشمل كذلك أعمال مؤلفين سُنة وإثنى عشريين وإسماعيليين. وحثت وول ستريت جورنال العالم على الاهتمام بهذا الطيف الواسع من التاريخ الفكري الإسلامي الفريد من نوعه.
ارسال التعليق