عدم قبول مريض بالمستشفى.. ماذا يعني؟
وكما هو معروف لدى العاملين في القطاع الصحي، فإن المنشآت الصحية تنقسم إلى فئات أو مستويات. وتأتي هذه التقسيمات، سواء فئات أو مستويات، بناء على ما يسمى بمستوى الإمكانيات العلاجية التي يمكن للمنشأة الصحية تقديمها وهو ما يسمى بـ (triage). وقد يكون التقسيم أيضا مبنيا بصورة أخرى (معيار آخر)، ألا وهو عدد الأقسام الطبية المتوفرة بالمنشأة الصحية والذي قد يبنى عليه عدد الأسرة بتلك المنشأة.
فإذا كانت المنشأة الصحية تحتوي على أقسام طبية مثل: العناية المركزة، العمليات (الجراحة العامة والتخصيصية)، الحروق، العظام، القلب، المخ والأعصاب، وغير ذلك من الأقسام الطبية العديدة، فيمكن هنا أن نصف تلك المنشأة الصحية بالتخصصية. ولكن، إذا كان مستوى العلاج (triage) محدودا، إلى جانب عدم توفر بعض الأقسام الطبية فيمكن تقسيم تلك المنشآت إلى نوع (tertiary) أو أقل، ويكون من مستوى (secondary). وطبعا، كلا النوعين المذكورين من المنشآت، يكون مستوى خدماتها المقدمة أعلى من المركز الصحي (primary).
إن السبب الرئيس وراء تلك المقدمة هو ما ورد ذكره في إحدى الصحف الالكترونية (المعروفة جدا) عن رفض بعض مستشفيات وزارة الصحة (دون التطرق إلى المستشفيات الخاصة) عن قبول حالة شاب تعرض إلى حادث، وكان في حالة غيبوبة، وذلك نتيجة لإصابته الشديدة، ولقد طلب ذوو المصاب نقله من المستشفى المنوم به إلى أحد المستشفيات التخصصية، أو التي تمتلك إمكانيات علاجية متقدمة، وذلك لمحدودية الإمكانيات العلاجية التي يمتلكها المستشفى الذي استقبل الحالة. ومع الأسف، تعتذر تلك المستشفيات عن قبول المصاب وذلك لأسباب... ؟؟!! ولنا هنا وقفات ليس فقط مع وزارة الصحة، ولكن مع مدير صحة المنطقة ومساعديه (وخاصة المساعد العلاجي)، وهذه الوقفات هي:
1) هذه الحالة المذكورة، توضح (وبدون شك) عدم وجود آلية علاج بصحة المنطقة لمن يحتاج إلى عناية متقدمة والتي لا يمكن توفرها في مثل تلك المستشفيات (secondary) التي استقبلت المصاب.
فأين دوركم كقيادات صحية في وضع مثل تلك الآليات؟
2) وضعت وزارة الصحة آلية لتلقي العلاج في المستشفيات المتقدمة (والتخصصية) والمعروفة باسم (إحالتي) حيث إنها توفر كل ما يمكن توفيره لتقديم عناية فائقة (مثل خدمة الإخلاء الطبي الجوي)، فأين القيادات الصحية، خاصة في الشؤون الصحية بالمنطقة من الاستفادة من تلك الآليات وتطبيقها في مثل تلك الحالات؟
3) من الأدوار المنوطة بالمساعد العلاجي أو القائد الصحي للمنشأة الصحية (خاصة الرئيسة منها بالمنطقة) متابعة جميع الحالات التي تحتاج إلى متابعة عاجلة، ألا توجد آلية تبليغ مثل تلك الحالات (حتى وإن كان في الدوام الصباحي فقط!) للمساعد العلاجي أو القائد الصحي وأخذ رأيه وتوجيهه؟
باختصار.. هناك العديد من نقاط النقاش التي يمكن طرحها، ولكن، نعلم أن وزير الصحة (الدكتور توفيق) قد وجه القيادات الصحية بالمناطق بأن تكون الأعمال الميدانية من أولويات نشاطهم اليومي (بنسبة 60%)، فهل فعلت تلك القيادات ذلك التوجيه (الصائب جدا) بآلية فعالة وإيجابية ومستمرة (دون الركود في تطبيق التوجيه الوزاري وذلك بعد شهر أو شهرين)، وذلك لهدف ضبط مختلف الآليات العلاجية وتقديم التوجيه اللازم لتحسين تلك الآليات التي هي مسخرة لمن يحتاجها؟
بقلم : إسماعيل محمد التركستاني .... صحيفة مكة
ارسال التعليق