غرق جدة.. تصريف المسؤولية !
خالد السليمان-عكاظ
غرقت جدة مرة أخرى، لكن غرقها هذه المرة أعمق، ليس لأن كمية المياه كانت أكثر أو عدد الضحايا كان أكبر، بل لأن هذا الغرق يأتي هذه المرة بعد إنجاز عشرات المشاريع وصرف مليارات الريالات لضمان عدم تكرار مآسي عروس البحر الأحمر مع هطول الأمطار، فلم يحل ذلك دون تكرارها! في الحقيقة انشغلنا في السنوات الماضية مع تصريف مياه الأمطار، بينما كانت مشكلتنا الحقيقية مع تصريف المسؤولية، التي جرفتها السيول بعيدا عن أصحابها الحقيقيين، ومن يتأمل تصريحات المسؤولين مع كل أزمة غرق لا يجد فيها تحملا للمسؤولية بقدر دفعها نزولا باتجاه قاعدة الهرم، حتى يخيل إليك أن المسؤول عن التقصير هو أصغر موظف في جدة، بينما كان «التوبيخ» والعتب على القصور والفشل أشبه بكرة الثلج المتدحرجة نزولا من المسؤول الكبير إلى المسؤول الذي أصغر منه متسلسلا حتى استقرت في النهاية في أسفل المنحدر فوق رأس المواطن والمقيم اللذين لا يملكان من أمر المسؤولية شيئا !
ارسال التعليق