غضب المعلمين.. هل يحرك رماد الثورة بالمملكة
بدأ قطاع كبير من المعلمين بالخروج عن صمته والتعبير عن غضبه من إجراءات وزارة التربية والتعليم في البلاد، والتي وصفوها بـ"الظالمة" وغير المهنية، بعدما وضعت الأخيرة قيوداً تعجيزية قبل صرف علاوتهم السنوية المستحقة.
وارتفع صوت المعلمين بعد إعلان وزير التربية والتعليم، حمد آل الشيخ، عن لائحة خاصة لمنح العلاوة السنوية، ضمن سُلَّم الرواتب، تتضمن عدة شروط يجب على المعلم استيفاؤها كشرط للحصول على حقه الذي أقره النظام السعودي.
وأثار قرار "آل الشيخ" غضب المعلمين، حيث ربط منح العلاوة السنوية للمعلمين المبدعين والمتميزين، بعد إرسال قائدي وقائدات المدارس أسماءهم، مع تغييرات واشتراطات جديدة سيتم وضعها قبل صرف المكافآت.
وتشترط لائحة وزارة التربية والتعليم السعودية الجديدةُ أيضاً أن يحصل المعلم على رخصة مزاولة المهنة بعد اجتيازه اختباراً خاصاً بها، وفي حالة عدم الحصول عليها يُحرم من العلاوة السنوية.
وأوضح "آل الشيخ" أن اللائحة الجديدة للمعلمين تأتي تماشياً مع رؤية 2030 وبرامجها التنفيذية، و"تعد نقلة تاريخية في مسيرة تطوير التعليم بالسعودية، وتعتمد على فكرة تحويل التعليم من وظيفة إلى "مهنة احترافية".
وتصل العلاوة السنوية إلى ما بين 300 و600 ريال سعودي (80 و161 دولاراً) لمعلمي المستوى الأول، و320 و620 ريالاً (86 و166 دولاراً) لمعلمي المستوى الثاني. أما معلمو المستوى الثالث، فتصل إلى ما بين 340 و640 ريالاً (91 و172 دولاراً)، وتتراوح بين 310 و580 ريالاً (83 و156 دولاراً) لمعلمي المستوى الرابع.
وتبلغ علاوة معلمي المستوى الخامس 380-510 ريالات (102 و137 دولاراً)، و400 ريال (107 دولارات) لمعلمي المستوى السادس، وفق اللائحة الجديدة التي أعلنتها الوزارة السعودية.
غضب ومطالباتالمعلم فهد الفهيد حذر المعلمين من القبول بربط العلاوة السنوية الخاصة بهم بالحصول على رخصة المزاولة، داعياً إياهم إلى المطالبة بحقوقهم كبقية موظفي الدولة.
وقال الفهيد في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "ربط الرخصة بالعلاوة يعني إيقاف العلاوات أو تحويل المعلمين إلى إداريين ثم استبعادهم".
سارة الزهراني تؤكد أن بيئة التعليم في السعودية سيئة جداً، حيث يوجد في كل منطقة مَدرستان أو ثلاث، واجهة للزوار من المسؤولين والبقية ليست ذات منفعة.
وشددت الزهراني على أن من الضروري أن ترجع وزارة التربية والتعليم حقوق المعلمين، وتطوير البنية التحتية للتعليم في السعودية.
بدوره قال فهد العمران: إن "المعلمين والمعلمات أصبحت لديهم حساسية من كلمة تحفيز ، وجُلّ ما يطلبونه هو حقوقهم السابقة وعدم ربط العلاوة بالرخصة، وهي مطالب بسيطة لها مفعول السحر في تطوير التعليم والرفع من نواتجه".
حازم الهدلي أكد أن اللائحة التي أعلن عنها وزير التعليم، يرفضها المعلمون والمعلمات، جملةً وتفصيلاً.
وقال الهدلي: "لا نرغب في محفزات، كل ما نريده حقوقنا من مستويات ودرجات مستحقة، ولا أستبشر خيراً من وزارتنا".
المعلم فهد الشمري اعتبر تصريحات وزير التعليم استخفافاً بعقول المعلمين والمعلمات واستهتاراً بالأنظمة وظلماً لهذه الفئة.
وقال الشمري في تغريدة له: "جشع وزارة التعليم وصل إلى حقوق المعلمين والمعلمات، نرجو من ولاة أمرنا التصدي لهم، وتصريحات الوزير مجرد تخدير، وإن صدق فهي حزمة اقتصاص حقوق المعلمين باسم التحفيز والتطوير".
فهد الحربي أكد أن اللائحة الجديدة التي أقرتها الحكومة أوجدت في نفوس نصف موظفي الدولة (700 ألف معلم ومعلمة) شرخاً تصعب مداواته بالتصريحات.
ورأى الحربي في تغريدة له، أن الحل يكون من خلال "عودة العلاوة والمكافآت للمعلمين والمعلمات، وإزالة ظلم اللائحة".
الكاتب السياسي فريد حسن يؤكد أن المعلمين يضطرون إلى العمل خارج الدوام المدرسي؛ بغية تحسين دخولهم وليتمكنوا من العيش في المستوى الذي يليق بهم.
ويقول حسن في مقال له نشره مؤخراً: "يجب على الدولة الالتفات إلى وضع المعلم المادي وإحداث ثورة فيه تجعله يتفرغ لمهنة التعليم ويتوقف عن توزيع جهده".
ويوضح أن حصول المعلم على الامتيازات الخاصة به يعد من الحلول المهمة التي تأتي ضمن تقديره، من أجل تقديمه أفضل ما عنده للطلبة.
ويشدد على أن المعلم أساس، والالتفات إليه يعني الالتفات إلى الطلبة والمجتمع والوطن، وهو رافعة، ولا يمكنه القيام بالخدمة طالما لا توجد خدمة مقدمة له من قِبل الجميع.
ويبين أن وصول المعلم إلى بيته منهكاً بسبب حجم الجهد الذي يبذله في المدرسة وبذله جهداً آخر في عمله الإضافي، يعني قدومه في اليوم التالي إلى المدرسة منهكاً واختلاف عطائه، وهذا كله يعود بالسلب على الطلبة، الذين تؤمل الدولة أن يسهموا في بنائها مستقبلاً.
ورغم وجود السعودية على قائمة كبرى الدول تصديراً للنفط، فإنها تعد الدولة الأشد فقراً على مستوى دول الخليج، حيث وصلت نسبته إلى ما يقارب 25%، بحسب إحصاءات غير رسمية، في حين بلغت نسبة البطالة بين السعوديين 12.8%، وفقاً لبيانات حكومية.
ويأتي غضب المعلمين، في وقت يعيش فيه الشعب حالة غضب عارم منذ تولي محمد بن سلمان، وفق ما أكده المعارض السعودي البارز ورئيس الحركة الإسلامية للإصلاح، سعد الفقيه.
وقال الفقيه في تصريحه: إن "ثورة ضد نظام الحكم بالسعودية تستعر نارها تحت الرماد تنتظر فرصة للانفجار، ولا توجد شريحة داخل المجتمع السعودي اليوم إلا وهي في حالة غضب وغليان".
ارسال التعليق