غضب عارم بعد توقيع اتفاقية بين رابطة العالم الإسلامي ومعهد بلير ومطالبات بتغيير اسم الرابطة بما يتناسب مع توجهاتها الصهيونية
التغيير
قالت رابطة العالم الإسلامي، إنها وقعت اتفاق شراكة استثنائية مع معهد توني بلير للتغيير العالمي، لجمع رؤيتي المؤسستين.
وأشارت الرابطة في بيان إلى أنها ستعمل مع بلير على مدى السنوات الثلاث المقبلة، على تقديم برنامج عالمي لتزويد 100 ألف شاب بين أعمار 13-17 بمهارات التفكير والنقد، في 18 دولة، لمواجهة تحديات فرص المستقبل وفق وصفها.
كما سيعمل البرنامج من خلال شبكات المدارس وشركاء التعليم حول العالم على تدريب أكثر من 2400 معلم على "مهارات الحوار مثل التفكير الناقد، والاستماع النشط، والتواصل العالمي، لنقل هذه المهارات إلى طلابهم، وبذلك سيسهم البرنامج في بناء قدر أكبر من التفاهم المتبادل والتسامح والثقة بين الشباب ومجتمعاتهم، وتصحيح المفاهيم حول التنوع الديني والثقافي".
كما سيقوم البرنامج أيضاً ببناء حوار أوسع بين أتباع الأديان والثقافات داخل مجتمعات التنوع، حيث يخاطب تعاطف الشباب وفهمهم لمن يختلفون عنهم في حياتهم اليومية وعائلاتهم ومجتمعاتهم.
وانتقد مغردون الاتفاقية وقالوا إن بلير بالأمس هاجم العالم الإسلامي، واليوم توقع معه الرابطة اتفاقية مكالبين بتغيير اسمها بما يتناسب مه توجهاتها الصهيونية المحاربة للإسلام.
وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير قد هاجم ما أسماها "الراديكالية الإسلامية" مشيرا إلى أنها الخطر الأمني الأول على أوروبا، مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة مرور 20 عاما على الهجمات حذر فيه، كما حذر سابقاً وكان كاذباً من قدرات صدام حسين في أسلحة الدمار الشامل، أن اللاعبين من غير الدول قد يلجؤون إلى الحرب البيولوجية الإرهابية.
وفي تقرير أعده باتريك وينتور في الجارديان، أشار فيه لتحذير بلير من إمكانية تعرض الغرب لهجمات على شاكلة 9/11 ولكن هذه المرة حرب إرهاب بيولوجي.
وتحدى بلير قرار الرئيس الأمريكي بايدن من خلال حثه الحكومات الديمقراطية على عدم فقدان الثقة بقواتها العسكرية للدفاع عن وتصدير قيمها.
وجاء في خطابه أمام معهد الأبحاث "روسي" في ذكرى هجمات القاعدة على الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001، أن التهديد لا يزال قائما وملحا. واقترح فيه أن الضغوط الآنية والضرورات السياسية جعلت كلا من حلفاء المجتمعات الليبرالية والمفتوحة وأعدائها يؤمنون أن "زمننا قد انتهى".
وأضاف أنه يشعر بالكآبة عندما يسمع الرأي الذي يزعم بأننا "كنا حمقى لاعتقادنا بأن مفاهيم الديمقراطية والليبرالية والحرية يمكن تصديرها أو أنها قد تتجذر في أماكن من تضاريس المجتمع الغربي المتدهور". وأكد أنه وبرغم تراجع الهجمات الإرهابية فإن "الإسلامية: عنفا وأيديولوجية، هي تهديد أمني أول وفي حالة عدم مراقبتها فستأتي إلينا، حتى لو كان مركزها بعيدا عنا، كما ظهر في هجمات 9/11".
وقال إن "كوفيد-19 علمنا مسببات الأمراض القاتلة، وربما كانت الحرب الإرهابية البيولوجية تظل في مجال روايات الخيال العلمي لكننا سنكون حكماء لو حضرنا من الآن لإمكانية حدوثها على يد اللاعبين من غير الدول".
ورأى أن الراديكالية الإسلامية لا يمكن مواجهتها من خلال الطائرات بدون طيار والقوات الخاصة. وتحدى الرئيس جوزيف بايدن بالقول إن بناء الدول يجب أن يكون جزءا من السلاح، وأن القوة الصلبة والناعمة مطلوبة. مقارنة مع قول بايدن بأن نهاية عشرين عاما من الحرب يطوي الصفحة على نهاية عهد بناء الدول. واعترف بلير بوجود قيود سياسية ضخمة على التدخلات العسكرية، وهو ما يمثل تحديا لكل من الناتو وبريطانيا.
ويعتقد أن غياب الإرادة للقتال مع عدم القدرة على التفكير الإستراتيجي يمثل التهديد الحقيقي المفروض على النفس. وحذر قائلا: "لو علم العدو الذي نقاتله أنه كلما كبدنا خسائر فإن قدرتنا السياسية على القتال تتآكل، فحينها تتضح بنية الحوافز". واعترف ضمنا أن بناء الدول كما تم في أفغانستان قد فشل وأن القادة كانت لديهم فكرة ساذجة حول إمكانية تحقيقه والمدة التي يحتاجها. وأكد أن محاولة إعادة تشكيل الدول لم تفشل لأن الناس لا يريدون محاولات الغرب.
بالتأكيد "لم نستطع إعادة تشكيل أفغانستان للأفضل" لكن الأفغان لم يختاروا طالبان. وزعم أن آخر استطلاع رأي جرى في 2019 أظهر أن نسبة الدعم لطالبان لا تتجاوز 4%. وزعم أن طالبان غزت البلاد عبر العنف لا الإقناع.
ويعتقد أن المعوق أمام بناء الأمم ليس الشعب عادة ولكن قدرات المؤسسات والحكم بما في ذلك الفساد المستشري على مدى سنوات و"أكثر التحديات هو محاولة البناء في وقت تقوم به عناصر من الداخل بدعم من الخارج بالتدمير". ولم يسم بلير أي دولة خارجية، لكنه يلمح إلى باكستان التي طالما اعتقد أنها تدعم طالبان منذ وقت.
وأضاف: "بالنسبة لي فإن أكثر التطورات في الأوقات الأخيرة والتي تشغل بالي هو حس أن الغرب ليست لديه القدرة أو الوصفة الإستراتيجية، وهو تفكير قصير الأمد قلل من إمكانية التفكير على المدى البعيد". و"هذا الحس أكثر من أي شيء آخر هو ما يعزز الشعور بالقلق لدى حلفائنا ويمنح أعداءنا الشعور بأن وقتنا قد انتهى".
ويرى بلير أن الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا تعطي بريطانيا فرصة لإعادة علاقاتها مع الأوروبيين، وتبني على العلاقات القائمة في مجال الدفاع مع فرنسا. وأشار إلى أنه قلق للوضع في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والتي تمثل تهديدا أمنيا على كل أوروبا، "وليست لدينا القدرة على مساعدة هذه الدول لإدارة المساحات التابعة لها أو الاعتماد على نفسها" و"هل نريد ترك الوضع يتفاقم حتى نواجه أخيرا موجات من الهجرة والتطرف من هناك أم أننا سنتعامل معه".
ارسال التعليق