فورين بوليسي تحذر الأردن من الابتزاز السعودي
حذر الصحافي “آرون ميغيد” في مقال له بمجلة “فورين بوليسي”، القيادة الأردنية من استغلال بعض الدول لأزمة الأردن الاقتصادية والتحكم بقرارها السياسي وتوجيهه مقابل المساعدات التي لن تدوم، داعيا القيادة الأردنية بضرورة وسرعة الاعتماد على الذات قبل فوات الأوان.
وأكد الكاتب في مقاله أن “الأردنيين ليسوا مخطئين بأن الدعم الأجنبي يأتي بضغوط، فحزمة الدعم الخليجي جاءت بمطالب ضمنية، فبعد أيام من توقيع الصفقة أعلن الأردن في 15 مايو أنه لن يعين سفيراً في طهران، وفي اليوم ذاته كتب الناشط الأردني محمد شما أن (السياسة الخارجية الأردنية هي سوق مفتوحة؛ أعطنا المال ونعطيك الولاء)”.
وأشار “ميغيد” إلى طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الأردن دعمه في الخلاف مع كندا التي انتقدت معاملة المملكة لناشطي حقوق الإنسان، ورغم عدم وجود علاقات للأردن بالنزاع، إلا أنه وقف الى جانب السعودية في بيان صدر في 7 أغسطس.
وقال إن تصريحات ولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبدالله مؤخراً، والتي قال فيها “نحن نعيش في عصر الاعتماد على الذات”، فيها الكثير من الحساسية، لكنه كغيره من المسؤولين الأردنيين، يلعب لعبة مزدوجة، وصارت معروفة في الخطاب الرسمي، أي ضرورة الاعتماد على الذات في حديثهم مع الأردنيين، ولعب دور الضحية على المستوى الدولي”.
وأضاف الكاتب في مجلة فورين بوليسي “في الوقت الذي زادت فيه الحكومة من دعواتها للاعتماد على الذات في الداخل، إلا أن عمان صعدت من اعتمادها على الدعم الخارجي، حيث بحثت في زمن الأزمة عن دعم من الرياض وواشنطن.”
وأكمل ميغيد، ان كلام الأمير لا يختلف عما قاله رئيس الوزراء المستقيل هاني الملقي ، عندما كان البلد يتجه نحو أزمة مالية: “يجب علينا الاعتماد على أنفسنا.. كانت الدول المانحة واضحة في كلامها، وهي أنها لن تساعدنا طالما أننا لم نتخذ الإجراءات لمساعدة أنفسنا”.
وأشار الى أن “إصلاحات الملقي كانت تتضمن قانون ضريبة جديدة أغضب الأردنيين، واندلعت التظاهرات ضد هذا القانون، وانتهت باستقالته.”
وتطرق الكاتب إلى حديث وزير الخارجية أيمن الصفدي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن”، أن الأردن ليس ملاماً على المشاكل التي يواجهها، وألقى باللائمة على النزاعات في فلسطين والعراق، وتدفق اللاجئين السوريين، وقال إن “الأردن يمر بمرحلة اقتصادية صعبة جداً جداً.”
وقال الكاتب ان “المشكلة في الخطاب المزدوج من الاعتماد على الذات من جهة، وطلب الدعم الخارجي من جهة، هو أن الدعم الخارجي يأتي بثمن داخلي، ففي حزيران/ يونيو هاجم المتظاهرون رئيس الوزراء المستقيل، لقبوله الدعم من صندوق النقد الدولي، بل إن بعض المتظاهرين ذهبوا لانتقاد الملك.”
وخلص الكاتب للقول ان الحكومة الأردنية “فشلت في الالتزام بمبدأ الاعتماد على النفس، وزادت من جهودها للحصول على الدعم الخارجي، في وقت يشعر فيه الأردنيون بعدم الراحة؛ لأن المساعدات تأتي بشروط”.
وأضاف إن “الأردن يواصل في الوقت الحالي تخبطه، فبعد قرار الولايات المتحدة نقل السفارة إلى القدس هدد بقطع الدعم عن الدول التي صوتت لصالح قرار الأمم المتحدة ضد الخطوة الأمريكية، وحتى الآن فتهديداته مجرد كلام، ولو لم يكن ذلك فإن الأردن في مشكلة، وفي ضوء الطبيعة الغامضة لترامب فإن من الأفضل أن يغير الأردن طرقه الآن قبل فوات الأوان”.
ارسال التعليق