فيصل بن فرحان لا يُسمّي الأمور بمسمياتها
أحدثت تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ونظيره السعودي فيصل بن فرحان عن الاتفاقات الثنائية وتأكيد الأول قُرب الوصول إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، أحدثت حالة من الترقب في الوسط الصهيوني لناحية الأكلاف المتوقعة، وكذا على المستوى العربي، إذ أعتبر هذا الإعلان بمثابة الخطوة الأخيرة التي تسبق دخول "السعودية" نادي الدول المطبّعة رسميا مع الكيان الصهيوني.
رعت الرياض في اليومين الماضين عددا من المؤتمرات والاجتماعات التي لم تخلو من طرح ملف الحرب المستمرة على قطاع غزة، ونشر بيانات استنكار وتنديد ومطالبات لوقفها، وهذا ما درجت عليه العادة. لكن كان لافتا، في المنتدى الاقتصادي العالمي تأكيد الزائر الأميركي، وزير الخارجية، ن العمل الثنائي السعودي الأمريكي المرتبط بالتطبيع من المحتمل أن يكون قريبا جدا من الاكتمال.
وفي هذا السياق، تحدث الرئيس السابق لشعبة العمليات في هيئة أركان جيش العدو، اللواء احتياط إسرائيل زيف عن العقبات التي يواجهها الكيان في اتخاذ قرار بدء معركة رفح.
وفي مقابلة مع إذاعة "103 FM" الإسرائيلية، أشار زيف إلى "مشكلة صعبة جدًا ويجب فهمها، فليس لدى "إسرائيل" أمان دولي، بل هناك تهديدات صريحة للغاية، كما أن المصريين كذلك يضعون اتفاقية السلام على المحك، وهم لا يخشون التهديد بها".
زيف غمز من بوابة ملف التطبيع بين الكيان والسعودية قائلًا: "الأميركيون أيضًا يطالبوننا بالاختيار بين رفح أم الرياض، ولم يعد الأمر مجرّد مسألة تقديم دعم أو شرعية، يوجد هنا ثمن كبير جدًا، دراماتيكي واستراتيجي لـ"إسرائيل" مقابل المخاطر التي في النهاية ليس لدينا حل لها".
وسأل: "لنفترض أننا تغلبنا على كل التعقيدات العسكرية في رفح، وماذا بعد؟ لا يمكنك البقاء هناك لأنك تحتل معبرهم الدولي الوحيد، ثم ستخرج كما هو الحال في خان يونس وتسلّم المفاتيح لحماس، فماذا فعلت بذلك؟ قتلتَ 400 مخرب آخر؟ هذا لا يعني أي شيء، ليس في ذلك أي ميزة استراتيجية. هذا يمكن أن يفيد في بعض الخطابات السياسية للبعض، لكن عمليًا ليس لذلك أي أهمية أمنية، إطلاقًا".
على الضفة المقابلة، أثارت التصريحات الأميركية استياء شعبياً وثقة متجددة بسياسية محمد بن سلمان الرامية إلى التخلي كلياً عن القضية الفلسطينية والاستثمار فيها من بوابة المقايضة.
من جهته، رأى الدكتور فؤاد إبراهيم "قد نشهد سلسلة صفقات صغرى وموضعية في أكثر من ملف إقليمي (لبنان، الاردن، اليمن، العراق، مصر، سوريا) تكون بمنزلة "وصيفات" للصفقة الكبرى المتمثلة بالتطببع بين الكيان الصهيوني والسعودية"
وأضاف عضو الهيئة القيادية في "لقاء" المعارضة بالجزيرة العربية قائلاً " وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: اقتربنا بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات الثنائية مع الولايات المتحدة وبلينكن يقول: الولايات المتحدة والسعودية عملتا بشكل مكثف خلال الشهر الماضي بشان التطبيع بين اسرائيل والمملكة حاصل جمع التصريحين: التطبيع على الابواب..والملفت ان الاسرائيلي هو المتعنت..أي هوان بعد هذا الهوان"
أما عضو المكتب السياسي لحركة "أنصار الله " محمد البخيتي اعتبر أنه "في الوقت الذي يخوض اليمن والشام حربا ضد الاحتلال الاسرائيلي تقوم السعودية بعقد قمة خليجية في نجد بحضور وزير خارجية امريكا لتشكيل تحالف عربي لحماية أمن اسرائيل. في النهاية سينتصر التحالف الذي دعى له الرسول صلى الله عليه وآله وسيهزم التحالف الذي حذر منه الأمة ووصفه بقرن الشيطان."
وعلى صفحته في منصة "إكس" قال الكاتب اللبناني والمختص في الشؤون العسكرية علي جزيني " ستقوم السعوديّة بالتسويق لإتفاق التطبيع القادم بسرعة شديدة بأنها فعلت ذلك "رغماً عنها" لإنقاذ غزة مع أنها كانت سنداً للإحتلال في هذه الحرب عبر الطريق البرّي. هم خائفون حتى من تسميته بإتفاق التطبيع. على الشعوب العربية أو ما تبقى من لهم من كرامة أن يكونوا حكماً على نواطير الاحتلال."
أما المحامي الفلسطيني صالح أبو عزة كتب " شقّت مصر والأردن مع حركة فتح مساراً مُعبّداً بالوهم إلى أوسلو، وإيهام الشعب الفلسطيني بدولة كان واضحاً أنها لن ترى النور. ملهاة جديدة تقودها هذه المرة السعودية، عبر سداسيتها العربية؛ لدولة فلسطينية شبيه بمسار أوسلو، تحتاجها الرياض لتبرير تطبيعها القذر مع "إسرائيل".
الإعلامي خليل نصرالله كتب "يقول وزير الخارجية السعودي: "اقتربنا بالفعل من وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقيات الثنائية مع الولايات المتحدة". ليس خافيا أن تلك الاتفاقيات مرتبطة ب "التطبيع مع إسرائيل". صراحة، تل أبيب ترى في إعلان التطبيع مع السعودية انجازاً استراتيجيا لما له من تبعات خصوصا ان إسرائيل تطمح إلى توقيع اتفاقات أمنية مع الرياض. في السعودية، يلعبون دور المنقذ ل "تل أبيب" من ورطتها في المواجهة القائمة، وهم أصلا جزء من مشروع أمريكي واضح، ولا يمكنهم الخروج منه. في المستقبل، سيكتشف آل سعود أنهم ارتكبوا حماقة، سيدفعون ثمنها. المواجهة مستمرة، وإن هدأت فوهات المدافع، لا يعني ذلك النهاية. في النقاط، ثمة تقدم لقوى محور المقاومة، وهذا سيصرف على المدى البعيد."
ارسال التعليق