قائد جيش باكستان في الرياض لاحتواء التوتر
التغيير
قالت السفارة الباكستانية في الرياض إن قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجواه، وصل إلى مملكة آل سعود، الاثنين، لحل الخلاف الذي أججه هجوم وزير خارجية إسلام أباد على المملكة بسبب موقفها من أزمة كشمير.
وقالت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، إن الجنرال يسعى خلال الزيارة لتخفيف التوتر الذي شاب العلاقة بين البلدين بعد هجوم وزير خارجية بلاده شاه محمود قريشي، على الرياض الذي اتهمها فيه بالتخلي عن باكستان فيما يتعلق بقضية كشير.
ويهدد الخلاف الأخير التمويل الذي تقدمه الرياض لإسلام أباد، والذي يمثل شريان حياة للأخيرة التي تعاني نقصاً حاداً في السيولة، بحسب الوكالة الأمريكية.
ومنحت مملكة آل سعود حليفتها التقليدية باكستان قرضاً قيمته ثلاثة مليارات دولار، وتسهيلات ائتمانية لشراء النفط بقيمة 3.2 مليارات دولار لمساعدتها على تجاوز أزمة ميزان المدفوعات أواخر عام 2018.
وشاب التوتر العلاقات الوطيدة بين البلدين، بعد مقابلة متلفزة أجراها قريشي في 5 أغسطس الجاري، واتهم فيها المملكة بتعطيل اجتماع طلبته باكستان لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي لبحث الموقف من أزمة كشمير.
وقال قريشي إن الرياض التي تسيطر على المنظمة هي التي طلبت من إسلام أباد عدم حضور القمة الإسلامية التي استضافتها كوالالمبور أواخر العام الماضي، مطالباً إياها بإظهار قيادتها الإسلامية في أزمة كشمير حتى لا تضطر بلاده لبحث القضية خارج المنظمة.
وأشارت "بلومبيرغ" إلى أن المملكة لم تعقّب رسمياً على موقف قريشي، لكن زيارة قائد الجيش الباكستاني جاءت وسط تقارير محلية عن أن المملكة بدأت بسحب الدعم المالي من باكستان.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أن رئيس المخابرات الداخلية الباكستانية، الجنرال فائز حميد، يرافق باجواه الذي سيجري خلال زيارته مشاورات مع المسؤولين العسكريين والمدنيين في مملكة آل سعود.
وعادة ما تكون مملكة آل سعود المحطة الأولى في زيارات المسؤولين الباكستانيين المدنيين والعسكريين عند توليهم مناصبهم، وهو ما يعكس- برأي مراقبين- عمق ومتانة العلاقات الثنائية، والأهمية التي توليها إسلام أباد للرياض.
وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مصدر في الجيش الباكستاني أن زيارة باجواه ستركز بالأساس على المسائل العسكرية. لكنها نقلت أيضاً عن مسؤولين في الجيش والحكومة أن قائد الجيش سيعمل جاهداً على تهدئة الموقف الذي قد يؤدي إلى الإضرار كثيراً بالاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي الباكستاني.
وتولى الجنرال قمر جاويد باجوه، منصبه كوزير للدفاع نهاية نوفمبر 2019، خلفاً للفريق أول راحيل شريف، ومن المقرر أن يستمر في منصبه ثلاث سنوات.
وتعتبر المؤسسة العسكرية من أكثر المؤسسات نفوذاً في باكستان، كما أن الجيش الباكستاني واحد من أكبر جيوش المنطقة.
ارسال التعليق