قذارة الرشاوى السعودية تهدد مستقبل الملكية في إسبانيا
باتت مزاعم الفساد والرشاوى التي حصل عليها ملك إسبانيا السابق "خوان كارلوس"، من السعودية والبحرين والمغرب، مصدر تهديد كبير لمستقبل الملكية في ظل حكم ابنه الملك "فيليبي".
وقبل نحو أسبوعين، وصف رئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانتشيث" مزاعم الفساد المحيطة بالملك السابق وارتباطها بالسعودية بأنها مزعجة.
جاء ذلك بعدما نشرت وسائل إعلام إسبانية، الأسبوع الماضي، تفاصيل تتعلق بتحقيق حول مدفوعات سعودية محتملة للملك أثناء منح شركات إسبانية عام 2011، عقدا لإنشاء قطار فائق السرعة بين مكة والمدينة المنوّرة.
وفي عام 2018 وبعدما تناقلت وسائل الإعلام شائعات بشأن ثروة "خوان كارلوس" الغامضة، فتح مدعي سويسري تحقيقاً استجوب خلاله محامي الملك السابق في سويسرا ومستشاره المالي وآخرين على صلة به، من بينهم عشيقته السابقة "كورينا تسو زاين-فيتغينشتاين".
ويركز تحقيق المدعي "إيف بيرتوسا" على هدية تلقاها "خوان كارلوس" من العاهل السعودي الراحل الملك "عبد الله" عام 2008 بقيمة 100 مليون دولار (80 مليون جنيه إسترليني) وما إذا كانت على صلة بإبرام عقد بقيمة 6.7 مليار يورو لإنشاء خط سكك حديدية فائق السرعة بين المدينة ومكة من قبل تحالف شركات إسبانية بعد ذلك بثلاث سنوات.
واكتشف "بيرتوسا" وجود مؤسستين بالخارج على صلة بحسابات بنكية سويسرية، الأولى هي مؤسسة لوكوم ومقرها بنما، والتي تأسست لتلقي منحة العاهل السعودي بقيمة 100 مليون دولار،وقد تمت تصفيتها عام 2012 وتحويل قيمة المنحة بالكامل تقريباً لصالح "تسو زاين-فيتغينشتاين" وهي سيدة أعمال ألمانية المولد.
وفي يونيو /حزيران أعلن الادعاء في المحكمة العليا الإسبانية بدء أول تحقيق بشأن "خوان كارلوس" في بلده، لتحديد ما إذا كان الملك السابق يجب أن يواجه اتهامات بشأن الأموال السعودية.
ويتمتع الملك السابق بالحصانة من المساءلة بشأن أي تصرفات قبل تنازله عن العرش عام 2014.
وتكررت التلميحات والشائعات خلال فترة حكم "خوان كارلوس" بشأن حياته الباذخة والمزاعم حول علاقاته العاطفية خارج إطار الزواج وصلاته بصفقات تدور حولها شبهات فساد غير أن وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية غضت النظر عنها إلى حد كبير، حتى أبريل/ نيسان 2012 حين وقع حادث خلال ممارسة الملك آنذاك لإحدى هواياته وهي الصيد.
لم يكن الملك في رحلة صيد للخنازير البرية أو الغزلان في بلاده وإنما للأفيال في بوتسوانا، في وقت وصلت فيه معدلات البطالة في إسبانيا إلى 24 في المئة خلال أسوأ موجة ركود منذ تولى "خوان كارلوس" قيادة البلاد نحو الديمقراطية.
وما لبث أن كُشف الغطاء عن هذه الرحلة السرية حين تعرض "خوان كارلوس" لكسر في الفخذ ونقل إلى إسبانيا، وجاءت حادثة الصيد بعد فترة وجيزة من فضيحة أخرى حين تورط زوج ابنته "إيناكي اوردانغارين" في قضية فساد أودت به إلى السجن عام 2018.
حينها انقلبت وسائل الإعلام والتي كانت مهادنة له في السابق على "خوان كارلوس"، وعلى الفور تم إبلاغ المواطنين الإسبان بأن ملكهم كان في بوتسوانا مع عشيقته "تسو زاين-فيتغينشتاين" في رحلة تكفل بها قطب سعودي.
وأدت سلسلة من المشكلات الصحية والشائعات المتواصلة بشأن حياته الخاصة إلى اتخاذه قراراً بالتنازل عن العرش لصالح ابنه فيليبي في يونيو/حزيران 2014.
في عام 2018 نشرت صحيفة "إل سبانيول" الإلكترونية سلسلة مقالات بنيت على محادثات مسجلة بين "تسو زاين-فيتغينشاين" و"خوسيه فيلاريخو" وهو محقق شرطة سابق مسجون حاليا، ولم تكن عشيقة "خوان كارلوس" السابقة على علم بأن "فيلاريخو" اعتاد على تسجيل محادثاته مع ذوي الثروة والنفوذ.
وخلال حديثها معه في منزلها بلندن عام 2015،أشارت "تسو زاين-فيتغينشاين" إلى ما وصفتها بجهود "خوان كارلوس" الخرقاء في غسيل الأموال، وتحدثت عن أنها تفاجأت حين قيل لها أنها تلقت هدية عقارية من العاهل المغربي بقيمة 3 ملايين يورو قبل أن يُطلب منها نقل ملكيتها إلى "خوان كارلوس".
ورغم أن عجلة الإجراءات القضائية تدور ببطء وقد لا تؤدي بـ"خوان كارلوس" إلى قفص الاتهام على الإطلاق، فإن وسائل الإعلام فتحت أبوابها على مصراعيها فيما يتعلق بنمط الحياة المترف للملك السابق.
وكشفت صحيفة "إل باييس الإسبانية"، والتي كانت داعماً تقليدياً قوياً لـ"خوان كارلوس" عن قيام الملك السابق في عام 2010 بزيارة مدير ثروته بمنزله في سويسرا حاملا حقيبة تحوي مبلغ 1.9 مليون دولار، قال إنه هدية من ملك البحرين.
ولعل أكثر ما ألحق ضرراً بالملكية في إسبانيا كمؤسسة هو ما كُشف عنه في مارس/ آذار الماضي حول وجود اسم "فيليبي" كمستفيد بالوراثة من مؤسستي لوكوم وزاغاتكا، الأمر الذي دفع الملك الحالي لإعلان رفضه لأي تركة اقتصادية ربما يكون "خوان كارلوس" قد أوصى بها له.
علماً بأن مملكة ال سعود قد برعت بدفع التاؤى، وتمرست بتقديم الرشاوى لكافة رؤساء وملوك ومسؤولي دول عالم، فأين ما حل المال السعودي أناخت الفضأئح وبأبسط تحقيق أو هبوب ريح معاكسة تزيل الستار عنها وتكشف نتانتها، حتى أصبحت لعنة ونقمة على متلقفيها ولم يكن ملك أسبانيا السابق خوان كارلوس بأول مَن تلقف هذا المال الحرام، ولم يكن الأخير، فقد سبقه الحلاب العظيم دونالد ترامب الذي أخذ 480 مليار دولار بلقفة واحدة، وكذلك نجيب عبدالرزاق، رئيس وزراء ماليزيا السابق، وأيضاً المخلوع عمر البشير رئيس السودان، والحبل على الجرار، وقطار المال السعودي يسير على سكة الرشاوى ودفع التاوات.
ارسال التعليق