قناة "العربية" تستثمر في الفتنة والوقت
كذبة سعودية جديدة تستوجب الردّ للجم موجة الاستثمار في الخبر على المستوى السياسي والشعبي. هذا ما حدث، أول من أمس، بعد أن نشرت قناة العربية السعودية خبرا نقلا عن مصادر لوكالة أنباء العالم العربي يؤكد فيه خروج بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة كجزء من اتفاق الهدنة الذي يجري التداول فيه.
إشاعة، في وقت مدروس جدا. و"السعودية" تتقن اختيار الأوقات جيدا، تتقن إشعال الفتن، تتلذذ بنشر الخوف والخشية والسؤال عن المصير.
بدوره، نفى الناطق باسم حركة حماس جهاد طه ما نقلته قناة العربية عن مصادر لـ AWP، ، بأن المرحلة الثانية من صفقة الهدنة قد تشهد خروج بعض قادة حماس من غزة إلى القاهرة. وأكد الناطق باسم حركة حماس، أن قادة حماس باقون في أرضهم مع شعبهم في قطاع غزة، وأن من سيرحل هو الاحتلال النازي.
تحريفٌ للحقائق لطالما امتهنته قناة "العربية" السعودية، حتى بات أداؤها الإعلامي غير مستغرباً. وقد برز دور القناة الفتنوي والذي اتخذ طرفا داعماً للسردية الصهيونية في حرب الإبادة الصهيونية المستمرة على قطاع غزة. ففي الأيام الأولى من الحرب، برز غلاف صحيفة "الوطن" السعودية، الذي حمل عنوان "المدنيون ضحايا حرب الطوفان والسيوف". ساوت الصحيفة هنا الضحية بالجلاد، متباكية على الضحايا بين جانبي الصراع. من جانبه، علق الكاتب عبدالرحمن الراشد في "الشرق الأوسط"، ملقياً اللوم على إسرائيل لوقوعها ضحية «حماس» منذ عام 2007 بسبب دعمها الانقسام الفلسطيني وصمتها عن مغادرة السلطة الفلسطينية للقطاع المحاصر، مطالبا إيّاها بـ "النظر في سياستها المعطلة لوعد أوسلو بالدولة الموعودة، وتعاملها مع السلطة الفلسطينية. ولن يكون هناك سلام واستقرار من دون حكومة شرعية فلسطينية، تملك سلطات حقيقية وممكنة من المجتمع الدولي".
وتوقّع مشاري الذايدي، انتصار الكيان الصهيوني في مقال نشره في "الشرق الأوسط"، قائلاً إنّه "مهما غرق بعض من يقال عنهم نخب عربية في نشوة المديح وقصائد الفخر، فإن إسرائيل لن تختفي، وهي الطرف الأقوى بمراحل ومراحل، والسؤال الأكبر: هل مسار الحرب القيامية القسّامية هذه هو خيار المنطقة والعالم؟!".
وبالعودة إلى أداء قناة "العربية"، وعلى المستوى الفتنوي، تمظهر الخبث الإعلامي السعودي مؤخراً خلال برنامج “خارج الصندوق” على قناة “العربية”، حيث كان الهدف اصطياد تصريح يبثّ الفتنة بين الأردنيين والمقاومة الفلسطينية، لتتحول القناة ومقدمة البرنامج رشا نبيل نفسها إلى مادة سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الأجوبة التي لجم بها وزير الداخلية الأردني السابق سمير الحباشنة؛ نواياها.
ابتدأت نبيل سلسلة ما حُضّر للضيف من “فخاخ”؛ عبر سؤال “هل تجاوزت حماس الخطوط الحمراء بدعوتها الأردنيين إلى التضامن مع غزة؟”، ليكون الحباشنة كالمربّي ويذكّر المذيعة بأن ما يجري في غزة يجب أن يُنظر إليه “كجرح في القلب العربي” لاجما سؤالها بالتأكيد على أن الشعب والفلسطيني والأردني شعب واحد يعيشان نفس التهديد، وما القضية الفلسطينية إلا قضية أردنية داخلية لا تنفصل عن هموم المواطن الأردني الأخرى.
لتعيد المذيعة توجيه بوصلة الحوار بعيدا عن تبجيل الموقف الأردني الشعبي، فتسأل الضيف عن “الحدود الفاصلة بين التظاهر والتعبير وبين التخريب والفوضى”، ولأن الضيف متيقّظاً لهوية المحطة السعودية، حيث الاحتجاجات وكل أشكال التجمعات محظورة، أعاد تذكيرها بأن التظاهر في القانون الأردني حق مشروع دوناً عن إحداث الفوضى .
لم يقف الإعلام السعودي، خاصة قناة "العربية" وصحيفة "الشرق الأوسط"، فقط مع العدوان باستخدام مصطلحات مائعة تصور إبادة غزة على أنها "تصاعد للعنف في الشرق الأوسط"، ولكن سعى هذا الاعلام لبث روح الإحباط بأن غزة انتهت وعلى قادة حماس تسليم أنفسهم أو مغادرة غزة، برغم أن كل المؤشرات منذ اليوم الأول لطوفان الأقصى كانت تدل على هزيمة الاحتلال.
أيضا استخدم الإعلام السعودي مصطلحات "المسلحين" كأنه يستنكف تسمية مقاتلي القسام بأنهم "المقاومين" أو "المجاهدين".
والتهمة الجاهزة دائما لحركة حماس هي "الإرهاب" ووارتباطها بحركة الإخوان المسلمين، وطبعا بأن الحركة قامت بالعملية بطلب من الجمهورية الإسلامية في إيران . حتى وصل الأمر بالقناة السعودية إلى التشكيك في عملية القصف البربري الذي طال المستشفى المعمداني، والذي تسبب في اغتيال ما لا يقل عن 500 شهيد من المرضى والمواطنين الموجودين به ساعة القصف، مطالبة بانتظار نتائج التحقيق، رغم أن مراسلي القناة كانوا بالمكان، ثم تبنت الرواية الصهيونية بأن صاروخا فلسطينيا هو الذي قصف المستشفى لا طائرات "إسرائيل"!!
وقد انتقد السفير الفلسطيني في بريطانيا حسام زملط تقرير لقناة العربية ووصفه بأنه غير مهني وطلب من القناة على الهواء ضرورة تحري الدقة في اختيار المصطلحات مثل قولها "طرفي الصراع"، بينما هناك طرف واحد يقوم بالعدوان وإبادة شعب غزة، والمقاومة تدافع عن بلادها المحتلة.
وعلى المنوال عينه، روّجت القناة السعودية لمقاطع مصورة زعمت أنها لانفجارات في مدينة أصفهان الإيرانية، ردا على الضربات الإيرانية للعمق الإسرائيلي في 14 أبريل/ نيسان 2024. هذا عدا عن محاولة تشويه صورة الهجوم الإيراني والتقليل من أهميته .
ارسال التعليق