لماذا أثنى أعضاء بمجلس الشورى على «الكلاب»؟
• الكثير ينتقد أداء أعضاء مجلس الشورى، وكثيرا ما يغضب بعضهم من النقد، وكثيرا ما يتهم بعضهم الصحافة بأنها لا تنقل صورة جلسات مجلس الشورى كاملة، ولا تقول الحقيقة..!
• لا أدري لماذا يغضب بعض أعضاء مجلس الشورى من النقد، وجزء من عملهم مبني على نقد وانتقاد أداء مؤسسة الدولة..!
• الجميل أن مستوى نقد أعضاء مجلس الشورى ارتفع كثيرا عما كان عليه، والأجمل أن تتسع صدورهم للنقد أيضا، فمجلسهم أحد مؤسسات الدولة التي تستحق النقد والتقويم، والنقد حق للجميع..!
• هنا أتذكر قصة قديمة ذكرها وزير سابق في سيرته الوزارية، حين حضر أمام مجلس الشورى لمناقشة أداء الوزارة، فوقف أحد أعضاء الشورى يسأله في محاولة لإحراجه - كما يصف الوزير السابق - عن إحدى الملاحظات في مشروع من مشاريع الوزارة المتعثرة، مقدما بعض المقترحات التي كان يمكن أن تنقذ المشروع من التعثر لو عملت بها الوزارة، فجاء رد الوزير قاسيا حين شكر العضو على حرصه وسؤاله، مؤكدا صحة كلامه، وقال «كنت أتمنى ذلك، لكنك أنت كنت مديرا عاما للمشاريع في الوزارة آنذاك، فلماذا لم تفعل»؟!
• اليوم نرى ونسمع نقدا قاسيا من مجلس الشورى، فقبل أيام انتقد أعضاء في مجلس الشورى أداء وزارة الشؤون البلدية والقروية نقدا قاسيا أثناء مناقشة التقرير السنوي للوزارة، ولم يكن في نقدهم جديد، فقد انتقدت الصحافة أداء البلديات والأمانات كثيرا دون الاطلاع على التقارير السنوية للوزارة إنما بناء على واقع أدائها المشاهد للجميع، إلا أن أعضاء في الشورى زادوا على نقد الصحافة بتقديمهم الثناء على «القطط والكلاب» التي تقوم بمعالجة النفايات أكثر من الأمانات والبلديات، حسبما جاء في صحيفة «الحياة».
• وذكرت الصحيفة أن انتقاد أعضاء مجلس الشورى على وزارة الشؤون البلدية والقروية، لم يختلف عن انتقادهم للوزارة قبل 10 أشهر، واتهموها بأنها تعرض إنجازات على الورق، في حين أن المخالفات ظاهرة للعيان ولا تحتاج إلى دراسات..!
• بعد خبر ثناء أعضاء في مجلس الشورى على «القطط والكلاب» وخدماتها التي تقدمها في معالجة النفايات، كان عدد من حسابات بعض البلديات والأمانات في «تويتر» تنشر صورا لعمليات تسميم الكلاب الضالة في الشوارع بوضع الأطعمة المسمومة لها، وبعضها نشر صور الكلاب بعد موتها، وكانت تلك التغريدات تعرض لمنجز جديد للبلديات..!
• في فبراير الماضي، وجه عدد من أعضاء مجلس الشورى انتقادات عديدة لتقرير وزارة التعليم السنوي، وبعضهم وصف التقرير بالكمي وليس الكيفي؛ لأن التقرير ركز على الأرقام والإحصاءات الخاصة بوزارة التعليم، وأهمل العديد من الموضوعات الهامة.. وتساءلت إحدى عضوات مجلس الشورى عن حلول الوزارة لانتداب المعلمات لأكثر من مدرسة لسد النقص، وضم الفصول وتضخم أعداد الطالبات فيها.. لكن يبدو أن وزارة التعليم لا تسمع لمجلس الشورى، فمشكلة نقص المعلمين والمعلمات وحلول الانتداب وضم الفصول وتضخم الطلاب ما زالت قائمة بعد مرور 9 أشهر على نقد المجلس..!
(بين قوسين)
• أصبح نقد الصحافة لأداء مؤسسات الدولة يتشابه مع نقد مجلس الشورى بعدما رفع مستواه في النقد، وربما دور الصحافة أن تنتقد وتمضي، لكن مجلس الشورى دوره أن ينتقد ويناقش ثم يتابع ذلك وإلا لا قيمة لنقده.
بقلم : فواز عزيز
ارسال التعليق