من الإعلام
لماذا المناورات السعودية الآن في مياه الخليج، وصولا الى بحر عمان؟
لا نتصور ان هذا ما تتوخاه المملكة «مثلما اغرقونا في ادغال اليمن نغرقهم في ادغال الخليج». لا نتصور؟ كل الاحتمالات تدق كل الابواب ما دامت المنطقة بأسرها تعيش داخل الزلزال…
قلما يصغي احد الى ناعوم تشومسكي، وهو الذي اصابه القنوط من عبثية، ومن جنون، المنطقة. يسأل الان» لماذا ذاك الاصرار على المضي في لعبة النهاية؟». يستخدم، تحديدا، عبارة «لعبة النهايات» باعتبار ان كل دولة من دولنا تصنع نهايتها الخاصة بها…
المفكر الاميركي ينصحنا بألا نعوّل كثيرا على هبوط المخلص من السماء، ربما لان اوضاعنا باتت اكثر تعقيدا من ان تستوعبها النصوص المقدسة.
يسأل ايضا ألا تكفي الف سنة من التيه لكي نعود او لكي نستعيد وعينا؟
في رأي تشومسكي ان الامبراطوريات تلعب بنا على هواها. لا حاجة للشيطان لكي يضطلع بهذه المهمة، دون ان نفكر لحظة الى اين تمضي بنا النيران، وسواء كان في رؤوسنا ام في مدننا ام في مضاربنا…
الايرانيون تصرفوا دائما كما لو ان مضيق هرمز ملك لهم. يغلقونه ساعة يشاؤون ويفتحونه ساعة يشاؤون. هكذا هددوا دوما، وكانوا يجابهون بمواقف دولية رافضة باعتبار ان 40 في المئة من صادرات النفط التي تتوجه الى اصقاع الدنيا بالناقلات تمر عبر المضيق…
اشارات كثيرة تحملها المناورات السعودية التي لا شك ان لها خلفياتها التي درست بدقة ولاغراض قد تتضح في المدى القريب او البعيد. على الاقل (اقل الاقل) ان يقال للايرانيين «اننا ايضا قوة عظمى في الخليج، واننا موجودون في هرمز مثلما انتم موجودون واكثر…».
معلقون عسكريون غربيون بادروا الى اجراء المقارنات بين سلاح البحرية السعودية وسلاح البحرية الايرانية، ليتبين ان السعوديين الذين يستعينون بضباط، ومستشارين، من دول متطورة عسكريا، يتفوقون على الايرانيين إن بالطائرات(التابعة لسلاح البحرية) او بالصواريخ التي زودت بها البوارج والزوارق على انواعها…
هؤلاء يقولون ان القطع البحرية السعودية هي صناعة اميركية او اوروبية، فيما القطع البحرية الايرانية التي إما انها قديمة او من صنع روسي او محلي، وان كان هناك اقرار بأن الايرانيين الشديدي التمسك بقوميتهم، اكثر قابلية للمغامرة ولتخطي المعايير الكلاسيكية في المواجهة…
والسؤال الذي يطرحه المعلقون الغربيون: ماذا لو حدث احتكاك بين القطع السعودية والقطع الايرانية التي تشارك في مناورات حية ايضا؟
يستعيدون ما حدث لزوارق اميركية لامست المياه الاقليمية الايرانية، ولو خطأ. لم يترك الايرانيون الامور تمر هكذا، ولم يغضوا الطرف، بل تعمدوا اذلال الاميركيين الذين يفكرون، حتما، بطريقة مختلفة عن السعوديين، وعن العرب بوجه عام…
بكل معنى الكلمة، السعوديون يتحدون الايرانيين.البعض يذهب بهم الخيال(؟!) الى حد التساؤل ما اذا كان هناك من سيناريو سري لاستدراج ايران الى مواجهة بحرية واسعة النطاق، دون ان يكون من الصعب على السعوديين الذين يعتبرون انهم يخوضون حرب بقاء مع الايرانيين، وبمؤازرة الحلفاء، تدمير الاسطول الايراني في الخليج…
ويبقى السؤال: من هم الحلفاء؟ البعض يتحدث عن حلفاء «سريين» ووضعوا غواصاتهم، بما في ذلك غواصاتهم النووية، بتصرف السعوديين.
هذا ليس بالامر المستبعد اذا ما اخذت بالاعتبار طبيعة الصراع الحالي في المنطقة. ابعد بكثير من ان يكون صراعا جيوسياسيا. ما يحدث هو قتال بالسلاح الابيض حول قواعد النظام الاقليمي، مع ما لذلك من تداعيات قد تضرب بعض الانظمة في عقر دارها…
العيون تتجه الى مضيق هرمز الذي لم يشهد مثل هذه المناورات من قبل. كيف ستكون ردة فعل الايرانيين، وهل سيستشعرون ان ثمة من يقف وراء المناورات السعودية لدفعهم الى معركة قد لا تكون لمصلحتهم وقد تفضي الى تفجير المنطقة.
اكثر من ان تكون تظاهرة قوة من السعوديين الذين يعترفون بأن الحرب في اليمن تستنزف امكاناتهم على نحو دراماتيكي في مثل هذه الظروف الصعبة، فهل الغاية الالتفاف، ومعهم حلفاؤهم (السريون) على الايرانيين في مناطق ضعفهم التي يعتبرونها مناطق قوتهم…
وحتى لو جرت المناورات بسلام، وعاد الاسطول السعودي الى قواعده، فإن ذلك يعطي دفعا معنويا كبيرا للبلاط السعودي، وللامير محمد بن سلمان تحديدا. اما كيف يتم توظيفه استراتيجيا، فهذا ما تظهره الايام…
بقلم : نبيه البرجي
قلما يصغي احد الى ناعوم تشومسكي، وهو الذي اصابه القنوط من عبثية، ومن جنون، المنطقة. يسأل الان» لماذا ذاك الاصرار على المضي في لعبة النهاية؟». يستخدم، تحديدا، عبارة «لعبة النهايات» باعتبار ان كل دولة من دولنا تصنع نهايتها الخاصة بها…
المفكر الاميركي ينصحنا بألا نعوّل كثيرا على هبوط المخلص من السماء، ربما لان اوضاعنا باتت اكثر تعقيدا من ان تستوعبها النصوص المقدسة.
يسأل ايضا ألا تكفي الف سنة من التيه لكي نعود او لكي نستعيد وعينا؟
في رأي تشومسكي ان الامبراطوريات تلعب بنا على هواها. لا حاجة للشيطان لكي يضطلع بهذه المهمة، دون ان نفكر لحظة الى اين تمضي بنا النيران، وسواء كان في رؤوسنا ام في مدننا ام في مضاربنا…
الايرانيون تصرفوا دائما كما لو ان مضيق هرمز ملك لهم. يغلقونه ساعة يشاؤون ويفتحونه ساعة يشاؤون. هكذا هددوا دوما، وكانوا يجابهون بمواقف دولية رافضة باعتبار ان 40 في المئة من صادرات النفط التي تتوجه الى اصقاع الدنيا بالناقلات تمر عبر المضيق…
اشارات كثيرة تحملها المناورات السعودية التي لا شك ان لها خلفياتها التي درست بدقة ولاغراض قد تتضح في المدى القريب او البعيد. على الاقل (اقل الاقل) ان يقال للايرانيين «اننا ايضا قوة عظمى في الخليج، واننا موجودون في هرمز مثلما انتم موجودون واكثر…».
معلقون عسكريون غربيون بادروا الى اجراء المقارنات بين سلاح البحرية السعودية وسلاح البحرية الايرانية، ليتبين ان السعوديين الذين يستعينون بضباط، ومستشارين، من دول متطورة عسكريا، يتفوقون على الايرانيين إن بالطائرات(التابعة لسلاح البحرية) او بالصواريخ التي زودت بها البوارج والزوارق على انواعها…
هؤلاء يقولون ان القطع البحرية السعودية هي صناعة اميركية او اوروبية، فيما القطع البحرية الايرانية التي إما انها قديمة او من صنع روسي او محلي، وان كان هناك اقرار بأن الايرانيين الشديدي التمسك بقوميتهم، اكثر قابلية للمغامرة ولتخطي المعايير الكلاسيكية في المواجهة…
والسؤال الذي يطرحه المعلقون الغربيون: ماذا لو حدث احتكاك بين القطع السعودية والقطع الايرانية التي تشارك في مناورات حية ايضا؟
يستعيدون ما حدث لزوارق اميركية لامست المياه الاقليمية الايرانية، ولو خطأ. لم يترك الايرانيون الامور تمر هكذا، ولم يغضوا الطرف، بل تعمدوا اذلال الاميركيين الذين يفكرون، حتما، بطريقة مختلفة عن السعوديين، وعن العرب بوجه عام…
بكل معنى الكلمة، السعوديون يتحدون الايرانيين.البعض يذهب بهم الخيال(؟!) الى حد التساؤل ما اذا كان هناك من سيناريو سري لاستدراج ايران الى مواجهة بحرية واسعة النطاق، دون ان يكون من الصعب على السعوديين الذين يعتبرون انهم يخوضون حرب بقاء مع الايرانيين، وبمؤازرة الحلفاء، تدمير الاسطول الايراني في الخليج…
ويبقى السؤال: من هم الحلفاء؟ البعض يتحدث عن حلفاء «سريين» ووضعوا غواصاتهم، بما في ذلك غواصاتهم النووية، بتصرف السعوديين.
هذا ليس بالامر المستبعد اذا ما اخذت بالاعتبار طبيعة الصراع الحالي في المنطقة. ابعد بكثير من ان يكون صراعا جيوسياسيا. ما يحدث هو قتال بالسلاح الابيض حول قواعد النظام الاقليمي، مع ما لذلك من تداعيات قد تضرب بعض الانظمة في عقر دارها…
العيون تتجه الى مضيق هرمز الذي لم يشهد مثل هذه المناورات من قبل. كيف ستكون ردة فعل الايرانيين، وهل سيستشعرون ان ثمة من يقف وراء المناورات السعودية لدفعهم الى معركة قد لا تكون لمصلحتهم وقد تفضي الى تفجير المنطقة.
اكثر من ان تكون تظاهرة قوة من السعوديين الذين يعترفون بأن الحرب في اليمن تستنزف امكاناتهم على نحو دراماتيكي في مثل هذه الظروف الصعبة، فهل الغاية الالتفاف، ومعهم حلفاؤهم (السريون) على الايرانيين في مناطق ضعفهم التي يعتبرونها مناطق قوتهم…
وحتى لو جرت المناورات بسلام، وعاد الاسطول السعودي الى قواعده، فإن ذلك يعطي دفعا معنويا كبيرا للبلاط السعودي، وللامير محمد بن سلمان تحديدا. اما كيف يتم توظيفه استراتيجيا، فهذا ما تظهره الايام…
بقلم : نبيه البرجي
ارسال التعليق