لماذا يتباكى القادة الاسرائيليون مصير آل سعود؟!
التناغم والتنسيق والتربيت الوديّ بين الكيان الاسرائيلي والنظام السعودي أضحى أظهر من الشمس وطفى للعلن دون خجل وإستحياء، وتستغل لتبيينه جميع المنابر الإعلامية والسياسية والاقتصادية والتسليحية.
مفتي المملكة وهيئة كبار علمائها ودار البحوث العلمية والإفتاء فيها كلها رهن إشارة صغيرة من البلاط لإصدار الفتوى الدينية وحسب طلب تبريراً لهذا التقارب والتودد والتحالف الستراتيجي الآخذ بالاتساع علناً بين مكة واورشليم بعد أن مضى على وجوده حوالي قرن من الزمن .
تطابق الرؤى بين وزير الدفاع الاسرائيلي إفيغدرو ليبرمان ووزير الدفاع السعودي عادل الجبير خلال مشاركتهما في مؤتمر الأمن الدولي المنعقد بمدينة ميونيخ الألمانية، ورؤيتهما الموحدة بخصوص تطورات الشرق الأوسط، يؤكد بصراحة أن فلسطين وقضيتها باتت في خبر كان وأنه ولى عليها الزمن ولا ضرورة للبحث فيها بعد الاتفاق على تنصيب عدو جديد مشترك للكيان اللقيط والأنظمة العربية الموروثة التي يطلق عليها "محور الاعتدال العربي" ليكون رأس الحربة في العالم العربي للتصدي للنفوذ الفارسي القادم من البوابة الشرقية؛ ما يعيد للذاكرة صحة أسباب ضرورة تشكيل هذين الكيانين في الشرق الأوسط (تشرشل).
توأمان غريبان زرعا في قلب الوطن العربي ليكونا سرطان الأمة الاسلامية.. الأم بريطانيا الاستعمار العجوز الخبيث والأب اللوبي الصهيوني ذو النفوذ الكبير على مراكز القرار في القوى السلطوية، الأول تم زرعه في الجزيرة العربية كأساس لزرع التوأم الثاني «إسرائيل» في أرض فلسطين المقدسة؛ وهو ما أعترف به رئيس الوزراء البريطاني الأسبق مخاطباً حاييم وايزمان أول رئيس للكيان الاسرائيلي - حسب مذكراته، «…إنشاء الكيان السعودي هو مشروع بريطانيا الأول والمشروع الثاني من بعده هو إنشاء إسرائيل بواسطته»؛ حيث كلا الكيانين عنصريان استيطانيان توسعيان عدوانيان وسياستهم اتجاه دول الشرق الأوسط والمحيط العربي والاسلامي ودورهما في القتل الدمار والفتن والخبائث والنفاق والشقاق والصراع الأخوي ليس بخاف على أحد عدو كان أم صديق .
الصحفية الفرنسية ميراي دولامار كتبت في 8/7/2015 مقالاً جاء فيه: منذ عامين ونصف العام قدمت المملكة السعودية 16 مليار دولار لـ «إسرائيل» التي تحتل فلسطين، ولقد تحالفت السعودية و«إسرائيل» وتآمرتا على تدمير العراق وسورية واليمن، والى فرض هيمنتهما على الشرق الأوسط، بمباركة إمبراطورية «الفوضى الخلاقة» الأمريكية وأذنابها في أوروبا، وحدد هذا التحالف الإجرامي مجموعة من الأهداف، التي تمثل «العدو المشترك» أي إيران وحزب الله وسورية والعراق واليمن، ومبلغ الـ16 مليار دولار من السعودية إلى «إسرائيل» لدعم هذا «التحالف» الذي هو أيضاً ضد الشعب الفلسطيني، حيث يمكن لـ «إسرائيل» استخدام ما تحتاجه من هذا المبلغ في بناء المستوطنات في الضفة الغربية، وفي تمويل البنية التحتية لـ«إسرائيل» بما ينعكس سلباً وإضراراً بالشعب الفلسطيني وتهجير أبنائه وقتلهم، إضافة إلى استخدام ما تحتاجه من المبلغ للاعتداء على الدول العربية وتدميرها وقتل شعوبها. كاشفة أن ذلك ترافق بمزيد من اللقاءات بين المخابرات من كلا الطرفين ومن الدول الخليجية، ولقاءات سياسية بين الأنظمة الحاكمة و«إسرائيل».
سفير الكيان الاسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل تورن كشف عن التعاون القائم بين كيانه وبعض الأنظمة الخليجية بقوله: "السعودية كانت تدعمنا من خلف الستار التاریخ منذ فترة طويلة جداً لكنها كانت تحتاط بعدم إظهار هذه العلاقات بسبب الرأي العام المخالف لها.. فقد عملت السعودية على دعم “اسرائيل” خلال الصراع العسكري القائم بينها وبين حماس وحزب الله"، حسب موقع “بروجكت”؛ أما دوري غولد المستشار السياسي لبنيامين نتنياهو فقد كشف إن "للسعودية وإسرائيل تعاونتا منذ عشرات السنين في مواجهة تهديدات مشتركة في مواجهة الإخوان المسلمين والمقاومة الفلسطينية، وأن هذا التطور أفضى إلى تحول أيدلوجي فارق في السياسة السعودية"، واكد غولد قائلاً: إن “الواقعية السياسية” تفرض على نظام الحكم في الرياض تكريس التعاون مع حكومة تل أبيب لصد التهديدات التي تواجه كلاً منهما- جاء في مقال نشره موقع صحيفة “إسرائيل اليوم” بتاريخ 13/12/2013.
الكيان الصهيوني أرتقى ومنذ عقود طويلة في المقاربة مع «الدول العربية المعتدلة» خاصة المملكة والتي كانت بشكل سري ظهرت الى العلن خلال العقد الأخير من الزمن تكللت بزيارات وتصريحات لكبار كلا الطرفين، دفعت برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الى وصف العلاقة القائمة بين كيانه والعربية السعودية بانها علاقة "الحليف والشريك"- خلال حديثه لشبكة «سي ان ان» الإخبارية الأميركية، من على مسرح مؤتمر «دافوس» الاقتصادي في سويسرا العام الماضي، مشدداً " انها ترى في إسرائيل شريكاً لها لمواجهة خطر الإسلام المتشدد"، ما يكشف سر أسباب تمويل سلمان الحملة الانتخابية لنتنياهو في آذار عام 2015 بعشرات الملايين من دولارات لقمة عيش شعبنا الفقير (80 مليون دولار) - حسب الجزء الثاني من "وثائق بنما" .
من باب الناس على دين ملوكهم، كشف مصدر خليجي مطلع أن وفدا سعوديا برئاسة الفريق خالد الحميدان رئيس الاستخبارات السعودي وصل أمس الثلاثاء تل أبيب، حاملا رسالة من القصور الملكية الى رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو في اطار علاقات التحالف والتنسيق القائمة بين الكيانيين السعودي والاسرائيلي، خاصة في الميدان الأمني. حيث سبقه وصول عدد من المستشارين العسكريين الاسرائيليين الى الرياض للانضمام الى غرفة عمليات تحالف العدوان السعودي - الأمريكي على الشعب اليمني .
الزيارة هذه جاءت تتويجاً للقاء الذي جرى بين ولي ولي العهد وزير الدافع محمد بن سلمان ورئيس وزراء كيان لاحتلال الصهيوني نتيناهو في مدينة العقبة جنوبي الاردن في 11 ايلول الماضي برعاية عبد الله الاردني وكبار المسؤولين الأمنيين لدى الجانبين، تزامناً مع زيارة سلمان للقاهرة واعلان السيسي "إعادة" تيران وصنافير للسيادة السعودية - حسب تقرير نشره موقع “الهاشمية نيوز” المقرب من البلاط الملكي الأردني .
ليبرمان اضاف قائلاً: “آمل في الاطلاع على موقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تجاه ما قلت؛ لأني أُعتقد أن الانقسام الحقيقي ليس بين اليهود والمسلمين، وإنما بين أطراف معتدلة تواجه أخرى راديكالية”.. الجبير لم يخيب آمال الوزير الإسرائيلي، ليصعد الى منصة ميونيخ ويعطي بكل وقاحة موافقته على كل ما جاء في كلمة ليبرمان – حسب رويترز، فالأمر لم يحدث صدفة، بل نتيجة المحادثات السرية لإنشاء تحالف إسرائيلي- عربي برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، بحسب “وول ستريت جورنال”؛ ونتنياهو يؤكد لقناة “CBS” الأمريكية في ديسمبر الماضي ورداً على سؤال حول عن امكانية قيام تحالف مع السعودية، قائلاً: "لا داعي لإقامته، إنه يعد قائما في الواقع ومنذ عقود".
بقلم : جمال حسن
ارسال التعليق