لينا الهذلول: شقيقتي مصرّة على مواقفها رغم التهديدات
التغيير
نشرت صحيفة ميديابارت الفرنسية حوارا مع لينا الهذلول شقيقة الناشطة لجين، سلطت فيه الضوء على ظروف اعتقال شقيقتها في المملكة، وعلى تعامل النظام مع الأصوات المعارضة.
وقالت الصحيفة، في الحوار الذي ترجمته "التغيير"، إنه بالرغم من إطلاق سراح لجين، إلا أنها ليست حرة بشكل كامل، فقد مُنعت من مغادرة المملكة لمدة 5 سنوات، وستظل قيد الإفراج المشروط لمدة 3 سنوات.
وطالبت لينا الهذلول وسائل الإعلام الغربية بالتوقف عن الترويج لمحمد بن سلمان باعتباره حاكما تقدميا لأنه مكّن النساء من حضور المباريات الكروية والحفلات الموسيقية، وسمح لهن أخيرا بقيادة السيارات، وحثت الدول الغربية على التوقف عن التسامح مع نظام ينتهك حقوق الإنسان، ويرتكب الفظاعات في الخارج.
لحظات مؤثرة
وعن مشاعرها بعد سنوات من الانفصال والألم، قالت لينا إنها شعرت براحة كبيرة عندما قابلت شقيقتها افتراضيا، واستغرق الأمر بعض الوقت، لتدرك أنها أخيرا تستطيع أن تتحدث إلى شقيقتها.
وأضافت أنها بعد بضع دقائق من الاتصال، تغيرت مشاعرها، وانتابها الخوف، خاصة أن الملف لم يُغلق بعد، وأنه يمكن إعادة لجين إلى السجن في أي وقت.
وذكرت لينا أن اللحظات الأولى بينهما كانت صامتة، ثم استغرقتا في الضحك لعدة دقائق. إثر ذلك، ردت لجين على الأسئلة التي طرحتها عليها شقيقتها بخصوص وضعها وما تشعر به، وأكدت أنها بخير، وأنها لا تريد أكثر من أن تكون محاطة بأسرتها.
بعد نقاش غير مطول، أصرت لينا على معرفة تفاصيل عن ظروف اعتقال شقيقتها. وقالت لجين إنه خلال الأشهر التي أمضتها في السجن، كان جهاز الصعق بالكهرباء جاهزا للتشغيل إذا تجرأت على الحديث عن ظروف احتجازها وتعذيبها عند التواصل بالهاتف.
وأكّدت لينا أن لجين كشفت للعائلة تفاصيل الانتهاكات التي تعرضت لها، حيث كانت ضحية للعنف الجنسي، ونفّذت إضرابا عن الطعام كحركة احتجاجية، واضطرت إلى إيقافه؛ لأنها حُرمت من النوم وتعرضت للتعذيب. وأعربت لينا عن أسفها لعدم قدرة شقيقتها على الحديث علنا عن هذه الانتهاكات؛ لأن ذلك هو أحد شروط الإفراج المشروط عنها.
أما عن حالتها الجسدية والنفسية في الوقت الحالي، فقالت لينا إن شقيقتها فقدت الكثير من وزنها، وذلك بسبب إضرابها عن الطعام مرتين، لكنها في وضع أفضل بكثير حاليا. أما معنويا، فقد وصفت شقيقتها بالمرأة القوية والصامدة، فهي لا تتحدث كثيرا عن مخاوفها، وتستعد لمواصلة معركتها القضائية، واستئناف قرارات المحكمة، والدعوة إلى تحقيق نزيه في التعذيب الذي تعرضت له.
خطورة التواصل مع وسائل الإعلام
وأكدت لينا الهذلول أن التحدث مع أي صحيفة أو وسيلة إعلامية في جميع أنحاء العالم، والتطرق إلى الممارسات القمعية لنظام آل سعود ، قد يشكل خطرا حقيقيا على كل أفراد العائلة في المملكة.وتابعت لينا قائلة إنها قررت أن تتحدى النظام، وتتحدث بكل صراحة، لأن الخوف هو ما أبقاهم صامتين طيلة الأشهر الأولى من اعتقال شقيقتها، وسمح للنظام بتعذيب لجين، التي كان من الممكن أن تموت بسبب ذلك.
وحول خطط لجين الحالية والمستقبلية في ظل هذه الظروف، أوضحت لينا أن شقيقتها حاولت العودة فورا إلى الحياة الطبيعية، وحصلت على رخصة سياقة، وتقدمت لوظيفة كباحثة في علم الاجتماع، كما ترغب في استئناف أنشطتها المفضلة، وهي ركوب الخيل والتنس.
وأكدت لينا أنها هي نفسها مهددة بالسجن إذا عادت إلى المملكة، وقالت في هذا السياق: "عندما نرى التهم الموجهة إلى لجين، بما في ذلك الاتصال بمنظمات غير حكومية مثل منظمة العفو الدولية، والتصريح للصحف الغربية، فقد ارتكبنا أنا وشقيقتي علياء وشقيقي وليد هذه "الجرائم" أيضا لإنقاذ لجين؛ لذلك سيكون مصيرنا هو ذاته".
وأشارت لينا أن من بين التهم الموجهة ضد لجين أنها كانت على اتصال بدبلوماسيين أوروبيين، وأنها "حضرت مؤتمرات دولية للحديث عن أوضاع المرأة في المملكة".
وأكدت لينا أن جميع التهم الموجهة ضد لجين ترتبط بدفاعها عن حقوق المرأة، والمشاركة في المؤتمرات الدولية، والتقدم لوظيفة في الأمم المتحدة، والتواصل مع الصحفيين والمنظمات غير الحكومية، وهذا ما تنظر إليه المملكة كأنشطة مخلّة بالنظام، وتمارس كل أنواع القمع لإسكات هذه الأصوات.
دولة دكتاتورية
وترى لينا أن المملكة في محمد بن سلمان أصبحت دولة دكتاتورية، وأن أي ناشطة نسوية معرضة للخطر في ظل هذا النظام، وأي تعبير عن الرأي قد يؤدي بك إلى السجن.
وحسب رأيها، فإن ما يجعل ابن سلمان يقمع حرية الرأي بهذه الطريقة هو أنه يفتقد إلى الشرعية، سواء في صلب العائلة المالكة أو المجتمع، لذلك يعتبر أن أي شكل من أشكال الحرية يمكن أن يعيق طريقه إلى العرش.
ورغم ما منحه بن سلمان للمرأة في المملكة، تقول لينا الهذلول إن المشكلة لا تزال قائمة مع استمرار نظام الوصاية المفروض على المرأة، أي اعتبارها قاصرة حتى نهاية حياتها، واضطرارها إلى الحصول على موافقة والدها أو زوجها أو ابنها على أي قرار مهم.
وحول استمرار النضال من أجل حقوق المرأة دون أن ينتهي بها الأمر في سجون النظام، ردت لينا الهذلول بأنه من المستحيل النضال علانية من أجل حقوق المرأة في المملكة. ويعتبر تويتر هو المنصة الوحيدة، ومؤخرا كلوب هاوس، حيث تتحدث النساء في نظام آل سعود ويطالبن بحقوقهن الأساسية.
وفي الختام، ترى لينا الهذلول أنه من شأن وصول جو بايدن إلى السلطة أن يقلب ميزان القوى، وينهي حالة الصمت التي سادت في ظل إدارة ترامب، حيث أطلقت المملكة سراح عشرات السجناء السياسيين في الفترة الماضية، بمن فيهم لجين، ولا يمكن اعتبار ذلك من قبيل المصادفة.
ارسال التعليق