ماذا يحمل المستقبل القريب للمملكة من حوادث؟؟؟
ماذا يحمل المستقبل القريب للمملكة من حوادث
* جمال حسن
حذرت الولايات المتحدة الأمريكية رعاياها من التعرض لـ"تهديد محتمل وشيك" في السعودية، مشددة ان سفارتها في الرياض تلقت تقارير سرية بهذا الخصوص دون أن تورد تفاصيل اخرى – حسب ما نقلته وكالة "رويترز"، مضيفة ان المتحدث باسم الخارجية الاميركية، جون كيربي، اوضح في تصريحات صحفية "إنها رسالة أمنية نشرتها قنصليتنا في جدة، إستناداً للمعلومات لديها ذات مصداقية كافية ومن الخطورة بحيث تتطلب إرسال هذه الرسالة فوراً"!!.
التحذير هذا تزامن مع عدة تطورات شهدتها سياسة آل سعود على الساحة الداخلية والأقليمية والدولية ، وفي مقدمتها مغادرة الملك سلمان الى الخارج حاملاً معه أعباء وأثقال بيت المال المنهوب من عشرات مليارات الدولارات لتفضي خزانة المملكة، وسط تفاقم الوضع الأقتصادي وتدهور سوق الأسهم وتأخير في دفع رواتب ومستحقات الموظفين والعمال في بلاد الذهب الأسود .
محمد بن سلمان وفور عودته من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية التي حاطت بها السرية التامة من حديث ما دار فيها وما تقرر خلالها، وقبل أن تتدهور الأمور أكثر ويفتضح أمر والده المخرف والمصاب بمرض الزهايمر المتطور ويطلق صرخة "كاد المريب أن يقول خذوني"؛ قرر إيفاده في إجازة مفتوحة الى جهة مجهولة وفي تكتم شديد على وضعه الصحي الخطير، وهو ما يستشف من بيان الديوان الملكي السعودي التي نشرته "واس" بقولها: إن " ان الملك سلمان بن عبد العزيز غادر البلاد في إجازة خاصة، وذلك بصحبة تركي بن هذلول بن عبد العزيز، وثلاثة من ابنائه وهم نايف وبندر وراكان بن سلمان بن عبدالعزيز"، الى جانب عدد من الوزراء ومسؤولين ذكرتهم وكالة الأنباء السعودية باختصار!!.
قبل هذا الاعلان كتبت مصادر اعلامية عربية ومنها صحيفة "هسبريس" المغربية المقربة من البلاط، عن نية "سلمان" التوجه نحو طنجة في المغرب للإحتفال بزفاف أحد أبنائه دون تحديد أسم العريس أو صدور أي بيان رسمي سعودي يؤكد أو ينفي صحة هذه الأنباء، اضافت الصحيفة: "إن الإستعدادات على قدم وساق منذ أيام للإعداد للحفل الذي سيحضره ضيوف الملك السعودي من مختلف بقاع المعمورة.. حيث تم حجز أغلب الفنادق المصنفة بمدينة البوغاز، التي تزينت استعدادا لاستقبال العروسين والأسرة الملكية وضيوف الملك سلمان وذلك لمدة شهر كامل، ابتداء من 12 تموز الجاري إلى غاية 12 آب المقبل".
وكان "سلمان" وحاشيته التي تشكلت من أكثر من ألف أمير بالاضافة الى الحشم والخدم، قد أقام السنة الماضية في مدينة طنجة وقضى فيها عطلته الصيفية، قادما حينها من إحدى المدن الفرنسية.
وكالة الأنباء السعودية قالت إن الملك غادر جدة متوجها الى خارج البلاد في "إجازة خاصة" وإنه كلف ولي العهد محمد بن نايف بإدارة شؤون البلاد في غيابه، دون ذكر المدة التي سيغيبها "سلمان" ولا الجهة التي غادر إليها مكتفية بذكر أسماء عشرات الأمراء والمسؤولين الكبار في الدولة والذين كانوا في توديعه في مطار جدّة الدولي، وأنه زار أخويه الأمير مشعل رئيس هيئة البيعة والأمير بندر، أبرز الأمراء المعارضين لسلطة نجله محمد، قبل مغادرته.. فهل يا ترى كان هذا اللقاء من أجل التمهيد والتنسيق معهما لتولي نجله "محمد" العرش ؟!.
المراقبون للشأن السعودي يتوقعون أياماً عصيبة ستشهدها المملكة وقصور آل سعود ربما يترتب عليها إراقة دماء كثيرة في خضم تفاقم الصراع بين "المحمدين" على السلطة بغياب كبيرهم المخرف ووسط تسريب للملف الصحي الشخصي لولي العهد محمد بن نايف من قبل أجهزة الأستخبارات الأميركية والتي تزامنت مع زيارة "بن سلمان" لواشطن ولقائه كبار المسؤولين هناك وعقد صفقات بعشرات المليارات لشراء الأسلحة ومنح غالبية اسهم "آرامكو" وغيرها مما تسرب من داخل أروقة البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي حتى الآن .
إفتضاح أمر "بن نايف" يظهر تخلي المؤسسة الامريكية والحليف الاستراتيجي عن رجلها المفضل وتبنيها لنائبه الامير "بن سلمان"، رغم حالة القلق التي تسود دائرة صناع القرار هناك على مستقبل العائلة الحاكمة وبلاد البترول الزهيد.. حيث فشل "محمد بن سلمان" أو إحتدام الصراع بين المحمدين يعني الفوضى في المملكة وإنهيار الدويلة الثالثة لآل سعود دون رجعة .
وثائق اجهزة الاستخبارات الامريكية المسربة أكدت تدهور صحة "بن نايف" واقترابه من حافة الموت ممهدة لعملية سحب البساط من تحت قدميه لاعتلاء العرش، ما دفع به التعجيل الى خلط الأوراق داخلياً وخارجياً على غريمه وأبن عمه، فأفتعل التفجيرات في شرق المملكة وغربها في يوم واحد، ودفع نحو إرتفاع كبير لعمليات الاعدام في السعودية حيث تم اعدام أكثر من (100) شخص خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري غالبيتها كانت بتهم واهية ولإسباب سياسية وفي مقدمتهم عالم الدين الشيخ نمر باقر النمر والعديد من القصر الذين اعتقلوا في المنطقة الشرقية خلال التظاهرات الاحتجاجية على التمييز الطائفي في المملكة - حسب آخر تقرير لمنظمة العفو الدولية يوم الجمعة الماضي .
وقال جيمس لينش مساعد مدير المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا ان "الاعدامات في السعودية تزداد في شكل كبير منذ عامين وهذا التوجه المرعب لا يظهر اي مؤشر تباطؤ". مضيفاً: "ان يحكم على المرء بالاعدام في السعودية بات أمراً اعتياديا جدا بعد محاكمات غير عادلة في شكل صارخ"، لافتا الى "شوائب نافرة" في النظام القضائي للمملكة.
فهل يا ترى ستغرق المملكة بانهار من الدم في صراع عائلي يبدأ بالقصور الملكية على السلطة ليعم بعد ذلك ربوع الحجاز كما بدأت به دويلة آل سعود الأولى والثانية والثالثة؟.. وهل سيتحقق ما جاء في كتاب "ما بعد الشيخ" للكاتب الأمريكي المتخصص بشؤون الشرق الأوسط في الاستخبارات الأمريكية الدكتور "كريستوفر ديفيدسون" ونشر عام 2014، ويعم الإنزلاق الملكي جميع البلدان الخليجية تلك القائمة على الاستبداد الانتقائي لفئة في المجتمع لتخويف باقي مكونات المجتمع ثم تطورت الى ملكية مطلقة (ممالك أسرية) بصفقة (دينية) متأثرة بالتراث القبلي والدين وعبادة الشخصية؟! .
ارسال التعليق