مثقفو السعودية غاضبون من فتيات المعسل في مدن الملاهي
يتحدث زوار لملاهي أطفال وعائلات في جدة عن فتيات صغيرات يدخن المعسل بوجود الأسرة وعلى الملأ.
وفي هذا السياق يقول الكاتب الحساني: إن بعض المراهقات "تجلس كل واحدة منهن جلسة اعتداد بالنفس وتمسك بأناملها الرقيقة خرطوم “الأرجيلة” ثم تدخن المعسل وتنفث الهواء إلى الأعلى وهي تراقب من طرف خفي نظرات من يمر بها من أترابها أو من الشبان أو العوائل.
ويضيف الكاتب أنها تشعر بالسعادة لأنها استطاعت لي الأعناق نحوها معتبرة ما تفعله تحررًا من القيود الاجتماعية الغليظة، مفسرة تلك النظرات بأنها نظرات إعجاب بجرأتها وقوة شخصيتها وأنها لا تقيم وزنًا لأحد!.
وبحسب الكاتب الحساني فلا يقتصر الأمر على مدن الملاهي، بل بات موجودًا في “مطاعم مفتوحة تقدم الأكلات المنوعة للعوائل، وتستجيب لطلبات من يطلب من أفراد الأسرة ذكرًا أكان أم أنثى..
حتى أصبح الأمر عاديًا مع أن الأماكن العامة في المدن المحترمة لا يسمح فيها بالتدخين أيًا كان نوعه، بل إن النساء في دول الغرب نسبة المدخنات منهن ضئيلة جدًا”.
يشار إلى أن ظاهرة المقاهي الخاصة بالنساء انتشرت في الأعوام الماضية وهي ظاهرة جديدة في المجتمع السعودي تعرضت لجملة من الانتقادات التي وصفتها بأنها “مرتعا للرذائل” في حين يدافع القائمون عليها بأنها تعد متنفساً يمنح المرأة السعودية شيئاً من الخصوصية والحرية.
وبحسب مصادر إعلامية فإن تلك المقاهي توجد في الشوارع الرئيسة للمدن السعودية، وهي حاصلة على تراخيص رسمية، من وزارة التجارة والصناعة السعودية، وكانت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتولى الرقابة عليها.
وتحفل تلك المقاهي، بحسب المصادر، بمظاهر تتنافي وعادات المجتمع السعودي، إذ تشهد بين الحين والآخر، تصرفات يعتبرها الكثير من السعوديين “غير أخلاقية” كالرقص والصراخ، وتُقابل بالنقد والتوبيخ من بعض المرتادات المحافظات لتلك المقاهي، كما ترفض بعض مديرات المقاهي تلك التصرفات، وتمنع دخول الشاذات والبويات إليها، حفاظًا على سمعة المقهى.
وتؤكد المصادر أن الفتيات المسترجلات (البويات) تشكل مصدر إزعاج للمرتادات، فبعض النساء السعوديات يرفضن التواجد في أماكن، يحضرها مجموعة من المسترجلات.
يذكر أن السلطات السعودية كانت أصدرت في إبريل/نيسان 2012 قرارًا يمنع شباب “الإيمو” والفتيات “البويات” من الدخول إلى المدارس والجامعات السعودية حتى “اعتدال أمرهم”، وطلبت من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تتبع هذه الحالات في الأماكن العامة في محاولة من السلطات الحفاظ على العادات والتقاليد الدينية والاجتماعية السعودية.
لكن ومع غياب الصالونات الأدبية، وضعف الاهتمام الرسمي والأهلي بالحركة الثقافية، تشهد تلك المقاهي إقبالًا لا بأس به، من قبل الإناث من مختلف الشرائح العمرية.
مرتع للرذائل أم متنفس للنساء؟
في مقابل ذلك؛ ترفض نسوة سعوديات وصف تلك المقاهي بأنها مشبوهة، ويرين أنها لا تتعدى كونها أماكن لاجتماعات نسوية، بعيدة عن رقابة المجتمع المحافظ، لقضاء أوقات فراغهن، ولا ضير منها طالما أن من يديرها ويشرف عليها من النساء.
ويبدي إعلاميون سعوديون تخوفهم من جوانب سلبية قد تحملها تلك المقاهي، وسبق أن نشرت صحيفة “الاقتصادية” السعودية تقريراً، في فبراير/شباط 2013، ذكرت فيه إن المقاهي النسائية أصبحت “أمكنة وملتقيات للهاربات من المدارس والكليات، حيث رصدت دراسات اجتماعية عددًا من الظواهر خلف تلك الجدران كان أبسطها تدخين الشيشة والمعسل، وأخطرها العلاقات المحرَّمة”.
وأكد التقرير أن تواجد الفتيات في تلك المقاهي يجعلهن عرضة لإغراءات “مافيا منظمة من النساء تغري الفتيات بالتوظيف في قطاعات تسويقية ذات أنشطة مشبوهة، أو بوجود طوابير وهمية للعرسان، لجرِّهن إلى علاقات محرّمة، وتوفير فكرة الزواج كغطاء لهذه العلاقات”.
ارسال التعليق