محللون إسرائيليون: سيطرة آل سعود بالخليج اهتزّت.. ويسعون يائسون لإنجازات سياسيّة
التغيير
نقلاً عن مصادر سياسيّةٍ وأمنيّةٍ عليمةٍ ورفيعةٍ بالكيان، قال المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، إنّ سيطرة آل سعود في الخليج اهتزّت كثيرًا وهي تسعى يائسةً لتسجيل انجازاتٍ سياسيّةٍ، وفق تعبيره، ولفت بارئيل، الذي يعمل مُحلِّلاً للشؤون العربيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، إلى أنّ هبوط مُنتخب آل سعود بالدوحة هو حدثٌ تاريخيٌّ، مُشدّدًا على أنّ هذه الطائرة هي الأولى التي كسرت الحصار.
وشدّدّ على أنّ جهود ترامب في السنتين الأخيرتين لعقد مصالحةٍ بين آل سعود وقطر لم تنجح، لكن يبدو أنّ قراره الاستراتيجيّ ببدء الانسحاب من الشرق الأوسط هو الذي حرّك قرار آل سعود بالدفع قدمًا بالمصالحة مع قطر، مُشيرًا إلى أنّ ترامب رفض الردّ على إسقاط إيران للطائرة الأمريكيّة بدون طيّارٍ وأبلغ آل سعود بأنّ الهجوم على منشآت النفط فيها هو شأن سعوديّ، وأنّه سيكون مسرورًا حقًا في مساعدتها، لكن سيكون على آل سعود الدفع مقابل هذه المساعدة.
عُلاوةً على ذلك، أكّدت المصادر للمُستشرِق بارئيل أنّه في الوقت عينه، فإنّ السيرك البهلوانيّ، الذي بات يُعرَف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”، والذي كانت سلطات آل سعود ستلعب فيه دورًا رئيسيًا، قام بطيّ خيمته، والقوّات الأمريكيّة بسوريّة تنوي الانسحاب وإبقاءها في أيدي روسيا وإيران، وبالتالي فإنّ أمام هذه المُستجدّات، شدّدّت المصادر بتل أبيب، يتحتّم على المملكة إعادة فحص إستراتيجيتها.
وتابع: يلوح في الأفق تهديدًا للمستقبل القانونيّ والسياسيّ لترامب، وإذا تمّ عزله أوْ فشِل بالانتخابات وفاز مُرشحًا ديمقراطيًا فإنّ آل سعود سيجِدون نفسهم أمام حاجزٍ معادٍ ومزدوجٍ: في الكونغرس وفي الإدارة، ومن اجل استباق هذه “الكارثة” يجب على محمد بن سلمان، العمل بسرعةٍ من اجل استقرار مكانة المملكة بالشرق الأوسط وتحسين صورتها بواشنطن.
وأشار المُستشرِق إلى أنّ جبهة اليمن يُمكِن أنْ تكون الهدف القادِم لمبادرةٍ سياسيّةٍ سعوديّةٍ، التي سيُمكِّن نجاحها وليّ العهد عرض انجازٍ سياسيٍّ واحدٍ، وأنّه وُقّع بالرياض على اتفاقٍ بين حكومة اليمن المعترف بها برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادي وبين “الحكومة الانتقاليّة الجنوبيّة”، الذي يُطالِب بتشكيل دولةٍ مستقلّةٍ بجنوب اليمن، ولكنّ الاتفاق لا يضمن النجاح، حيث أنّه سواءً حكومة اليمن أوْ الحكومة الانتقاليّة غير متسرعتين لحلّ جيوشهما وتشكيل جيشٍ مشتركٍ.
وأشارت المصادر الإسرائيليّة إلى أنّ المسؤولية المباشرة من الآن تقع على شقيق ولي عهد آل سعود خالد، الذي حصل على الإذن للبدء في التفاوض مع أنصارالله، وهنا يكمن التطور الأهّم الذي يُمكِن أنْ يثمر نهاية للحرب التي استمرت خمس سنوات تقريبًا.
وبحسب مصادر عربيّةٍ فإنّ العلاقة المباشرة بين خالد بن سلمان وبين رئيس المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله مهدي المشاط، بدأت في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد فترةٍ قصيرةٍ على ضرب منشآت النفط السعودية في منتصف نفس الشهر، حيثُ اقترح ابن سلمان على المشاط تشكيل لجنتين، سياسيّة وعسكريّة، تُناقِشان مباشرة وقف طويلٍ لإطلاق النار وخطّة لحلٍّ سياسيٍّ.
واختتم المُستشرِق، نقلاً عن مصادره والسعة الاطلاع بتل أبيب قائلاً إنّه بالنسبة لآل سعود قرار فتح القناة الدبلوماسيّة مع أنصار الله، هو اعترافٌ متأخرٌ لكنّه صحيح، بحدود قوتها، واليمن تحولت الآن إلى الاختبار السياسيّ المُهِّم لابن سلمان، الذي من خلاله يأمل بتمهيد طريق عودته إلى واشنطن.
ارسال التعليق