مساجد السعودية تتجاهل القدس بأوامر السلطات
في الوقت الذي تشتعل فيه عواصم العالم رفضا لقرار الرئيس دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية إلى القدس، غابت أحداث مدينة القدس عن خطبة الجمعة في المسجد الحرام والمسجد النبوي وكافة مساجد المملكة العربية السعودية، خلافا للمساجد العربية التي أكدت في خطبها رفضها لقرار ترامب وما يترتب عنه من تداعيات.
ففي المسجد الحرام اقتصرت خطبة الشيخ ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد على قضية بر الوالدين والوفاء بالعهد.
واكتفى الشيخ المعيقلي بجملة واحدة في بداية خطبته، تناول فيها فقط دور المملكة العربية السعودية في التضامن مع المسلمين وحماية مقدساتهم. وتوجه المعيقلي بالدعاء إلى الله تعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين، وقادة بلاد المسلمين، لما فيه خير الإسلام والمسلمين.
وفي المدينة المنورة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالله البعيجان في خطبة الجمعة عن تعاقب فصول السنة والعبر المستخلصة من هذا تعاقب، من دون أن يتطرق مطلقا إلى قضية القدس. وذكر البعيجان أنه عندما يتوقى الناس هجير الحر وسعير الصيف ويتهيأون لزمهرير الشتاء فيتخذون السرابيل والدثار ففي ذلك أعظم واعظ وزاجر لأولي الأبصار، فإن شدة البرد وشدة الحر نفسان لجهنم.
غليان شعبي
يأتي ذلك في وقت تسود فيه حالة غليان شديدة الأراضي الفلسطينية المحتلة والدول العربية والإسلامية على خلفية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الاسرائيلي، ونقل السفارة الأمريكية لدى الكيان إلى المدينة المقدسة.
وكشفت مصادر سعودية بأن الديوان الملكي السعودي أصدر تعليمات مشددة لجميع وسائل الإعلام التي يسيطر عليها تقضي بعدم التركيز على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بأن القدس عاصمة لإسرائيل، والتركيز على برامج أخرى غير سياسية، حسب موقع قناة العالم الإخبارية والملاحظ لوسائل الإعلام السعودية الرسمية خلال الـ24 ساعة الماضية، يجد أن هذا الإعلام لم يعط اهتماماً لقرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارته إليها، حيث جاء مستوى الإدانات والشجب خجولاً للغاية خيب آمال الشعوب العربية والاسلامية.
مصالح خاصة
ويرى مراقبون أن السعودية قد تنازلت في ملف القدس لأجل مصالح نظام الحكم السعودي الخاصة، مع الإسرائيليين،، عبر الوسيط جاريد كوشنير، صهر ترامب، غير عابئين بما قد ينتج عن هذه الخطوة من ارتدادات في الدول العربية، لتضاف إلى مغامرات السعودية غير المحسوبة.
هذا وقال الكاتب البريطاني ديفيد هيرست في مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكن ليقدم على قراره بشأن القدس لولا الدعم الغريب والطارئ الذي تلقاه من محور الطغاة العرب بمن فيهم حكام السعودية والإمارات والبحرين ممن وصفهم بـ "الصبية العابثين".
هذا الوضع دفع عددا كبيرا من النشطاء لمهاجمة السلطات السعودية بسبب صمتها تجاه هذا القرار، خاصة بعد أن أعلنت صحيفة الواشنطن بوست أن الرياض كانت على علم بالقرار، وأن السلطات السعودية استدعت محمود عباس أبو مازن في الرياض قبل صدور القرار بأيام قليلة، لتخبره بأنه يجب أن يختار “مدينة أبو ديس” كعاصمة بديلة للدولة الفلسطينية.
اشتعال عربي
وعلى عكس الموقف السعودي جاءت الكثير من خطب الجمعة عن قضية القدس في البلدان العربية، حيث قال محمود الهباش، خطيب مسجد الضريح بمقر الرئاسة الفلسطينية، إن انتزاع القدس من أهلها لم يحدث ولن يحدث ذلك بإذن الله، مشيرًا إلى أنه لن تقوى قوة فى الأرض مهما أوتيت من قوة وغطرسة أن تتحكم فى مسار التاريخ . كما أكد أن هوية المسجد الأقصى لن تستطيع قوة فى الأرض ولا ظلم ولا رئيس أمريكى ولا غيره أن يتحكم فيها، مشيرا إلى أن قرار ترامب لا يساوى ثمن الحبر النجس الذى وقع به هذا القرار التافه.
وفي السودان شهدت المساجد خطبة موحدة بعنوان "لبيك يا قدس"، نددت باعتراف الولايات المتحدة، بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى المدينة الفلسطينية المحتلة. وجاء في خطبة الجمعة بالسودان ان "الولايات المتحدة تصرفت كما يتصرف الفراعنة بشأن القضية الفلسطينية". وتابعت أن "أرضي فلسطين، ملك للفلسطينيين قبل ستة آلاف عام، وأمريكا لا تعرف العهود والمواثيق". وأضافت أنه "لا بد من أسلوب جديد تجاه أمريكا يشمل المقاطعة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية، بدلًا من أسلوب الشجب والاستنكار".
وفي العراق استنكر خطباء الجمعة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، بالقدس عاصمة لاسرائيل. وخصّت مساجد كركوك خطبة الجمعة، لمدينة القدس وأهميتها الدينية والتاريخية عند المسلمين، حيث قال إمام وخطيب مسجد أوجي، بمركز المدينة في خطبته: " نخص خطبة اليوم للقدس، ونحن نرفض بشدة قرار الولايات المتحدة".
ارسال التعليق