مساحته 10 كيلومترات.. حكايات وأسرار «قصر سلمان» بالمغرب
في أيام مشابهة من العام قبل الماضي حل العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، زائرا على مدينة طنجة، حيث "قصر واستراحة الأسرة الحاكمة" في بلاد المغرب، لتمضية عطلته الصيفية في هذه التلة المطلة على البحرين؛ الأطلسي والمتوسط، وصاحبت رحلة ملك السعودية وقتها ضجة كبيرة، بسبب ما حملته وسائل الإعلام من كون الملك غادر فرنسا تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية ضد إغلاق شاطئ قريب من قصره، حتى تتاح له السباحة في مياه البحر بعيدا عن الاختلاط بعموم المصطافين، واليوم يزور الملك سلمان المدينة للاستراحة عقب صيف حار ومرهق سياسيا.. لكن ما قصة طنجة، وكيف يقضي ملوك وأمراء السعودية إجازاتهم؟
قصة طنجة
تحتل مدينة طنجة مكانة خاصة لدى الملك السعودي سلمان لسنوات خلت، حيث دأب وهو ما زال وليا للعهد على قضاء عطلته فيها، في الوقت الذي كان يفضل فيه باقي الأمراء السعوديين مدينتي أغادير أو مراكش لقضاء عطلتهم، لكن سلمان كان دوما يختار طنجة، وفيها قام، حسب معلومات صحفية، بشراء عدة عقارات، أهمها شراؤه قصرا كان في ملكية رئيس الوزراء الإسباني السابق فيليبي كونزاليس، حسب موقع "فانيتاتيس" الإسباني المختص في أخبار النجوم، بمبلغ مليونين ونصف المليون يورو، ثم قام بإهدائه لأميرة مغربية، حسب ما ادعاه نفس الموقع، وهو الخبر الذي أثار غضب العائلة الملكية السعودية، فقامت برفع دعوى قضائية ضد الموقع الذي نشره بدعوى أن الخبر كله لا أساس له من الصحة.
شاطئ خاص
قصر الملك السعودي يبعد عن وسط المدينة بنحو عشرة كيلومترات، على مساحة كبيرة تقدر بنحو 6 آلاف متر مربع، في منطقة شاطئ "با قاسم"، في البدء كان المكان يُعرف بـ"فيلا السعودي"، وكانت الساكنة تتحدث عن شخصية سعودية كبيرة هي من اشترت العقار، لكن المكان طرأت عليه تحديثات كبيرة، منها بناء سور عال يحيط بالمكان، بينما في الداخل توزعت فضاءاته بين إقامات ملكية فاخرة ومطاعم وصالات رياضة وأجنحة خاصة. في الطريق إلى شاطئ "أشقار" توجد مغارة هرقل، ثمة طريق تنحرف جهة اليسار تؤدي إلى شاطئي "با قاسم" و"ميطرا كاز"، حسب التسمية الشعبية لوجود محطة كبيرة لضخ الغاز قرب الشاطئ تحمل نفس الاسم، وهي المحطة التي تقوم بضخ الغاز القادم من الجزائر باتجاه أوروبا، وبمجرد الدخول للطريق المؤدي إلى الشاطئ تستقبلك من جهة اليمين بناية كبيرة يحيطها سور عال يمتد لمسافة 1500 متر، إنه السور الذي يلف إقامة الملك سلمان بن عبد العزيز، وعلى طول الحائط وبين كل مائة متر وأخرى تصادف عنصرين من الحرس الملكي مزودين بالأسلحة يحرسان حائط القصر.
عند نهاية الحائط يستقبلك شاطئ "با قاسم" المتميز باتساع شاطئه ووفرة رماله الذهبية، عكس أغلب شواطئ طنجة ذات المساحات القصيرة، عند ولوجك الى الشاطئ ستبدو لك الجهة القصية نحو اليمين والتي تنتهي بجرف توغل قليلا في مياه البحر، وهو الجرف الذي يحتضن فندق "ميراج" في اتجاه الجنوب، بينما توجد على الضفة الأخرى للجرف في اتجاه الشمال مغارة هيرقل، وبجانب فندق ميراج في اتجاه الجنوب يقع قصر الملك سلمان، الذي ينفتح على شاطئ البحر مباشرة مثل فندق ميراج.
كلاب بوليسية وبوارج لحراسة الملك
ما يفصل بين شطري الشاطئ يمينا حيث قصر الملك وفندق ميراج، ويسارا حيث يسبح مواطنون قادمون من كل صوب وحدب، ليس شريطا شائكا أو حائطا أو ما شابه ذلك، بل ثمة ما يشبه "براج" (نقطة مراقبة أمنية) مثل ذاك الذي تقيمه عناصر الشرطة على مداخل المدن، فبعد اقترابك من شاطئ الملك ستجد مظلة يقعد في ظلها أربعة عناصر أمنية، اثنان منهما بزي رسمي والآخران بزي مدني، وبجوارهما دراجة حمراء رباعية الدفع وكلبا حراسة من أنواع الكلاب البوليسية، وبمجرد ما تقترب من "شاطئ الملك"، حتى تسمع صوت صفارة قادم من حيث تجلس العناصر الأمنية، يطالبك صاحب الصفارة بالابتعاد عن الشاطئ بإشارة من يده.
عندما تسرح عيناك تجاه مياه البحر، ستجد سفينتين قبالة الشاطئ حيث يوجد قصر الملك، السفينتان لا تبرحان مكانهما منذ حط الملك الرحال في قصره، أغلب من تسأله عن سرّ هاتين السفينتين يجيبك أنهما بارجتان حربيتان تقومان بمهمة حراسة الملك السعودي.
ماذا يفعل الملك؟ في الغالب لا يبرح الملك السعودي قصره الممتد، لا يخرج لتفقد معالم المدينة ولا جغرافيتها، حسب صحيفة كازا، يظل في قصره طوال اليوم، وأحيانا يقوم باستقبال مسؤولين مغاربة وأعيان المدينة لتناول الغداء أو العشاء في قصره.
حاشية الملك
رغم العدد الكبير الذي يرافق الملك من أعضاء حاشيته، والذي قدرته الصحافة الفرنسية سابقا بنحو 1000 شخص، فإنه لا يظهر أي أثر لهؤلاء في المدينة، ثمة أماكن بعينها وهي قليلة جدا، يمكن للمرء أن يشاهد أسطولا من السيارات الفاخرة، بنفس الحجم واللون مصطفة بجوار الفندق، سيارات تتوزعها غالبا ثلاث ماركات عالمية (بورش، مرسيدس، أودي).
ارسال التعليق