مشاريع ابن سلمان.. تحديث تدريجي أم غسل للسمعة
ينفذ محمد بن سلمان، مشاريع عملاقة طموحة للغاية، وهي إما تندرج ضمن تحديث تدريجي أو غسل لسمعة مبس ومملكته، بحسب روان مور في تقرير بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian).
مور الذي زار السعودية قال، في التقرير له، إنه من بين هذه المشاريع منتجع هابيتاس ووادي الفنون ومنتجع تروجينا للتزلج والميناء العائم ومدينة "ذا لاين"، و"الوجهة العالمية" لمدينة جدة المركزية، وبوابة الدرعية في العاصمة الرياض.
وتابع أن "الأمير محمد (38 عاما)، الحاكم الفعلي للمملكة، يعمل بمزيج من القوة الناعمة والقوة الصارمة للغاية، فهو يهدف إلى خلق ما يسميه الدكتور ديفيد ويرنج، المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة ساسكس، "مشهد الإصلاح". لا يريد أن يبدو قويا فحسب، بل رائعا أيضا".
وقالت إيونا بلازويك، التي كانت مديرة معرض "وايت تشابل للفنون" في لندن لمدة 21 عاما وتعمل حاليا في مشاريع بالسعودية: "نعتقد أنه يمكننا المساعدة في تغيير الوضع هنا، وخاصة بالنسبة للنساء".
وأردفت: "آمل أنه مع وجود الفن، سيكون هناك شعور أوسع بالتسامح وقبول الأفكار الجديدة.. وتوجد فوائد عديدة منها التوظيف والتقدم الاجتماعي والبيئي".
كما "أسمع أعذار جريمة قتل (الكاتب الصحفي السعودي) جمال خاشقجي (داخل قنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018)، وهي أن مَن نفذوها قد قُدموا إلى العدالة"، بحسب مور.
وخلص تقرير للمخابرات الأمريكية إلى أن ابن سلمان "أجاز" عملية لاعتقال أو قتل خاشقجي، وهو ما نفت الرياض صحته.
وأضاف مور: "ويرى رجل أعمال مغترب أن التدخل (العسكري السعودي) في اليمن (منذ عام 2015 لدعم القوات الحكومية ضد قوات الحوثيين المدعومين من إيران) هو نوع من الخطأ ارتكبه شاب جريء مثل الأمير محمد، وهو جزء من ثمن إنجازاته".
مور قال إنه "في هذه القراءات، تعتبر وحشية الأمير علة وليست سمة، لكن طبيعتها المتعددة والمستمرة توحي بغير ذلك".
وتابع أن "أحد الأشخاص الذين لن يتمكنوا من تجربة ما يسميه الأمير محمد "طرق الحياة الجديدة" في (مدينة) نيوم هو عبد الرحيم الحويطي، الذي قتلته قوات الحكومة السعودية في أبريل (نيسان) 2020.. ومن غير المرجح أيضا أن يستمتع شادلي شقيق عبد الرحيم بحدائق ذا لاين المعلقة".
و"بحسب مجموعة القسط لحقوق الإنسان، فإن شادلي واحد من خمسة أفراد على الأقل من قبيلة الحويطات محكوم عليهم بالإعدام بموجب قوانين مكافحة الإرهاب السعودية، إلى جانب ما لا يقل عن 15 حكم عليهم بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و50 عاما، وجريمتهم هي الاحتجاج على هدم منزلهم والتهجير القسري للقبيلة من المنطقة التي سيتم بناء نيوم فيها"، كما زاد مور.
وشدد على أن "ممارسة التهجير الجماعي لا تقتصر على نيوم، إذ تطلب إنشاء مركز جدة المركزي تهجير أعداد كبيرة من الأشخاص، وغالبا ما يكون ذلك بأقل إشعار أو تعويض أو بدون إشعار".
و"مثل دول الخليج الأخرى، تمتلك السعودية سجلا مروعا كذلك في معاملة العمال المهاجرين، الذين غالبا ما يضطرون إلى العمل لفترة طويلة وشاقة في مستويات شديدة الحرارة والرطوبة"، وفقا لمور.
وتشكك لينا الهذلول من منظمة القسط في "مزاعم الإصلاح"، قائلة: "إذا ذهبت إلى هناك اليوم (المملكة) فسترى التغيير، ولكن المهم هو مدى استدامته، وما مدى صحته وعمقه".
ووفقا للكاتب والدبلوماسي السابق آرثر سنيل، فإن "مغامرات السياسة الخارجية للأمير محمد كانت عبارة عن سلسلة متتالية من الكوارث".
واعتبر مور أن "المشاريع العملاقة، إلى جانب برامج الفنون والتراث، تعد جزءا من عملية تؤدي إلى التغيير الثقافي، مع فرض الوضع السياسي الراهن، وهي تحدث أيضا لأن الأمير محمد يحبها".
وزاد بأن "الإسراف في بناء المشاريع العملاقة، وفي بعض الحالات الاعتماد على الطائرات والسيارات للوصول إلى الأماكن، سيكون له تأثير بيئي ضخم ومدمر، على الرغم من ادعاءات رؤية 2030 (التنموية) بالاستدامة".
ارسال التعليق