اشتعلت وسائل التواصل الاجتماعي في السعودية خاصة و دول الخليج عامة وهي تتناقل فتوى علماء السعودية بعدم جواز تشجيع فريق ريـال مدريد الاسباني وتحريمه شرعا ، واطلقت هاشتغات كثيرة تاييدا للفتوى وتنديدا بفريق ريـال مدريد فيما دعا اخرون الى نقل الولاءات الرياضية الى منافسه برشلونة في دلالة على تفاهة وغباء علماء السعودية والوهابيين .

اساس الموضوع كله ان ادارة فريق ريـال مدريد الاسباني اعلنت بيانا ادانة فيه الجريمة الارهابية لداعش بقتل 16 عراقي ( شيعي) من انصار ومشجعي الفريق الاسباني في قضاء بلد بسامراء وجرح اكثر من 32 اخرين عندما هاجم الوهابيون مقهى لرابطة مشجعي النادي الاسباني وقتل هؤلاء الشباب وقد وقف فريقي ريأل مدريد وفريق ديبورتيفو لاكرونيا دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء العراقيين قبل بدء المبارات وعزفت موسيقى حزينة ووقف معهم كل الجمهور وظهرت على شاشة تلفزيونية كبيرة جملة بالانكليزية والعربية تتعاطف مع الضحايا في العراق ، كما ووضع كل اعضاء فريق ريــال مدريد شارات سوداء على اذرعهم طيلة المباراة حزنا على مشجعيهم العراقيين .

كما ادان عدد من اللاعبين جريمة داعش الوهابية وترحموا على الشهداء وكذلك الحكومة الاسبانية في بيانها الشديد اللهجة وكذلك الاندية الاخرى و الصحف وبالتالي كان موقفا نبيلا وانسانيا افقد وهابيو الخليج وارهابييوهم وعلماءهم عقولهم فاصدروا البيانات و التنديدات و الهاشتاغات المنددة بالتعاطف الاسباني مع الروافض العراقيين حسب قولهم بل وحدا ببعض علماء دينهم لان يصدروا فتاوى بتحريم تشجيع فريق ريـال مدريد بحجج شتى منها ليلحق بهم بهائم الوهابية من شباب الخليج الذين اعلن بعضهم نقل تشجيعه الى الفريق المنافس برشلونة فيما طالب البعض بعدم نقل مباراة الفريق الاسباني مستقبلا .

ففي جواب لاحد اعضاء هيئة كبار العلماء حول مدى مشروعية تشجيع فريق يؤيد الروافض ويتعاطف معهم اجاب العضو بالقول (مما ثبت شرعا ان من يوالي الروافض هو رافضي وهو على غير ملتنا وبالتالي لا يجوز شرعا تشجيع هذا الفريق ولا الدعاء له و لا التعاطف معه بل قد يحرم حتى مشاهدة مبارياته لانه قد يجلب التعاطف القلبي وهو محرم حسب قول الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله)

فيما اجاب القحيطي بالقول (ان الاصل هو في مدى كون هذه اللعبة مقبولة شرعا وحلال ممارستها لاننا لم نقرأ ولم يصل لاسماعنا ان النبي قد مارسها ولا احد من اصحابه او الموالين ولا حتى السلف ولم يشجع عليها لان الاساس هي الرماية و السباحة وركوب الخيل وبالتالي فهي مشكوك فيها وما هو مشكوك يجب تركه)، فيما نشر احد الحمقى على موقعه الالكتروني جوابا على سؤال حول وضع الفريق شارة سوداء ووقوف دقيقة حزن بالقول :

( ان وضع شارة سوداء على الذراع كتعبير عن الحزن هي بدعة فلم نسمع ان الرسول قد وضع شارة سوداء على ذراعه عندما مات ابنه ابراهيم كما انه لم يقف دقيقة حدادا وحزنا عليه وبالتالي ما نقل الينا من ان فريق من النصارى قد وضع شارة سوداء على ذراعه ووقف دقيقة حداد كحزن انما هي بدعة ادعو شبابنا ان لا يقلدوه لان البدعة حرام بنص الدين الشرع فكيف اذا كانت البدعة من نصراني حزنا على رافضي فهي اكبر الاثام و اعظم الكبار).

اما عن تعليقات وتغريدات وهاشتغات مشركي الجزيرة فقد كانت اكثر من مقززة وكلها تتشفى بما حدث وبعضها يعتبر ان ما قامت به داعش تطبيقا للشرع والاخر استنكر هذه المواقف الاسبانية الكروية المتعاطفة مع الشهداء و الجرحى حيث قال العتيبي في تغريدته ( خسرت اسبانيا كل مشجعيها في دول الخليج بسبب مجموعة صغيرة من الروافض اقدم اسود الجزيرة العربية على تطهير بلد اهل السنة العراق منهم واطالب حكومة خادم الحرمين وولي ولي عهده الامين زين الشباب الامير محمد بن سلمان بقطع العلاقات مع اسبانيا حتى يكف العالم عن تاييد الروافض ).

بينما كان الاكثر غباءا منه هو الشمراني الذي غرد قائلا ( اسبانيا كانت تحت حكم الخلافة الاسلامية وتحولت الى النصرانية والان اصبحت رافضية فلنطالب حكومة خادم الحرمين باعادة اسبانيا الى الخلافة السعودية كما كانت )، حقيقة غباء الشخص هذا يظهر جليا في معلوماته التاريخية كما يظهر غباء وبلادة علماءهم من فتاواهم .