قفزت تكلفة التأمين على ديون السعودية من خطر التخلف عن السداد بأكثر من 16% منذ اغتيال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني " قاسم سليماني"، الجمعةالماضي، في ضربة جوية أمريكية، فيما سجلت أسهم شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو أدنى مستوياتها منذ بدء تداولها في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبلغت عقود مقايضة مخاطر الائتمان السعودية لـ 5 سنوات 64 نقطة أساس في معاملات، الإثنين، المبكرة، ارتفاعا من 55 في 2 يناير/كانون الثاني، وفقا لبيانات "آي.اتش.اس ماركت".

وتعد هذه القفزة أعلى قليلا من تلك التي أعقبت هجمات 14 سبتمبر/أيلول الماضي، على منشأتي نفط سعوديتين وأسفرت في بداية الأمر عن هبوط إنتاج السعودية إلى النصف.

جاء ذلك بعدما أعلنت طهران اعتبارها اغتيال "سليماني" عملا من أعمال الحرب وتوعد المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" برد قاس عليه.

وارتفعت السندات الدولية التي أصدرتها الحكومة السعودية وشركة النفط العملاقة أرامكو نحو 10 نقاط أساس عند الآجال الأطول على المنحنى عند المقارنة بمستويات ما قبل الغارة الأمريكية.

وفقدت السندات التي تستحق في 2049 نحو 0.3 سنتات في التعاملات المبكرة، الإثنين.

وظهر تأثير الهجوم في أسواق الدين الأخرى في الخليج، لكن بنسبة أقل، ففي دبي زادت عقود مقايضة مخاطر الائتمان نقطة أساس واحدة فقط في حين زادت عقود أبوظبي إلى 37 نقطة أساس من 34 في الأسبوع الماضي.

وإزاء ذلك، قال مصرفي متخصص في الدين بدبي، طلب عدم نشر اسمه، إن أي خطط محتملة للمقترضين في المنطقة لإصدار أوراق جديدة ستتأجل على الأرجح نظرا للتقلبات في السوق، مضيفا: "الكثير من المستثمرين الأجانب تحركهم عناوين الأخبار ولذا سيحجمون عن أي نشاط في المنطقة في ظل هذه الأوضاع المتوترة"، وفقا لما أوردته وكالة "رويترز".

وسبق أن قالت السعودية إنها تتطلع لإصدار أدوات دين جديدة مقومة بالدولار لأغراض خاصة بعجز الميزانية في بداية هذا العام.

وفي السياق، قال "فراس موداد" مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "آي.اتش.اس ماركت": "كلما تفاقم التصعيد، زادت حاجة دول الخليج العربية للتمويل وزاد الطلب علي الدين لكن سترتفع أيضا تكلفة الاقتراض الجديد".

واستمرت خسائر أرامكو، الإثنين، بنزول قيمة سهم الشركة 1.2% إلى 34.15 ريالا بحلول الساعة 08:25 بتوقيت جرينتش بعدما سجل في وقت سابق 34.05 ريالات وهو أقل مستوى منذ بدء تداوله في 11 ديسمبر/كانون الأول.