أكدت صحيفة “تلغراف” البريطانية أن الدوري الإنجليزي الممتاز يواجه رد فعل عنيف من أحد أكبر أصحاب حقوق البث التلفزيونية في العالم بسبب رسائل البريد الإلكتروني تم تسريبها وتشير إلى أن الحكومة البريطانية ضغطت من أجل استحواذ السعودية على نيوكاسل يونايتد.

وكشف وثائق مسربة صادرة عن وزارة الخارجية البريطانية في عام 2020 أن الفشل المحتمل لاستحواذ صندوق الاستثمارات العامة السعودي يشكل “خطرًا مباشرًا” على العلاقات البريطانية السعودية.

وتشير رسائل البريد الإلكتروني إلى أن كبير المستشارين الاستراتيجيين لبوريس جونسون سعى للعثور على “محاور كبير لفرض مصالح” الحكومة في الدرجة الأولى على كرة القدم الإنجليزية.

ورداً على ذلك، أبلغت قناة beIN Sports المملوكة لقطر، والتي تخوض سنوات من المواجهات القضائية مع السعودية المجاورة، تلغراف سبورت أنها “تدرس الآن جميع الخيارات”.

ووفقا للصحيفة فإن “الشبكة القطرية التي تستعد لتمديد صفقتها للشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع الدوري الإنجليزي الممتاز، تعتبر واحدة من أبرز المعارضين للاستحواذ السعودي الذي تمت الموافقة عليه أخيرًا بعد عملية مطولة في أكتوبر 2021. ”

وقالت الصحيفة إن عملية الاستحواذ كانت تواجه بالفعل تدقيقًا جديدًا بعد أن تسببت القضية التي رفعتها ليف جولف القانونية ضد جولة جولة الجولف الاحترافية في تسريب معلومات مفادها ان رئيس نيوكاسل، ياسر الرميان، هو “عضو حالي في الحكومة السعودية” وأن صندوق الاستثمارات العامة هو “أداة سيادية للمملكة العربية السعودية“.

وفي هذا السياق، قال ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوري الإنجليزي الممتاز، لأعضاء البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي أنه لا يستطيع التعليق على ما إذا كان يتم الآن إعادة التحقيق في صلات نيوكاسل بالسعودية.

وفي عام 2021، قال ماسترز إنه حصل على “تأكيدات ملزمة قانونًا” بأنه لن يكون هناك تدخل حكومي في إدارة النادي.

وبعد المزيد من طلبات حرية المعلومات إلى وزارة الخارجية، أفادت صحيفة أتلتيك أن لديها 59 صفحة من الأدلة التي تشير إلى أن وزارة الخارجية كانت على استعداد للمساعدة في “تلميع صورة المملكة العربية السعودية”.

وأكدت الصحيفة على أن المديرين التنفيذيين في شبكة BeIN يدرسون ما إذا كان التحكيم الجديد مطلوبًا.

وقال مصدر: “حتى نتخذ قرارًا، لا نريد أن نقول المزيد في الوقت الحالي”، على الرغم من أنه أضاف “بتدخل مؤكد”، يجب على الشبكة القطرية أن تفكر في خيارات قانونية جديدة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأعمال العدائية بين شبكة BeIN ووزراء في الحكومة السعودية اندلعت في يوم افتتاح كأس العالم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، حينما تم حظر البث التلفزيوني الرسمي في عرض للقوة على ما يبدو من الرياض.

ووفقا للصحيفة، تُظهر “تود تي في”، وهي منصة مملوكة من قبل الشبكة القطرية، خيار يتضمن الدوري الإنجليزي الممتاز ولكن المنصة محظورة في السعودية منذ شهور، و في غضون ذلك، زعم ماسترز سابقًا أنه لم يكن هناك “ضغط” من قبل الحكومة حينما استحوذ صندوق الاستثمارات العامة على 80% من نيوكاسل في أكتوبر 2021، كما أنكرت الحكومة سابقًا محاولة التأثير على عملية الاستحواذ.

ورفض المتحدث باسم رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون التعليق، لكن “جونسون” أخبر البرلمان سابقًا في عام 2021: “هذه أمور تجارية للأطراف المعنية، ولم تشارك الحكومة في أي وقت في محادثات الاستحواذ على بيع نيوكاسل يونايتد”.

ومع ذلك، تشير صحيفة أتلتيك إلى أن رسالة بريد إلكتروني في يونيو 2020 من مسؤول في وزارة الخارجية تضمنت مسودة مذكرة مفادها أن السير إدوارد ليستر، كبير المستشارين الإستراتيجيين لجونسون، كان يفكر فيمن يجب أن يكون “المحاور الرئيسي” مع مؤسسة الدوري الانجليزي بينما “تنهي المؤسسة النظر في عملية الاستحواذ”.

يُزعم أيضًا أن رسائل البريد الإلكتروني، التي تمتد بين 1 مايو و30 يوليو في 2020، تُظهر أن وزارة التجارة الدولية (DIT) تعتزم توزيع عرض علاقات عامة بعد مقابلة أجرتها شبكة بي بي سي التي منحها الممثلون القانونيون لخطيبة الصحفي المقتول جمال خاشقجي، في أبريل 2020، ناشدوا فيها مؤسسة الدوري الإنجليزي الممتاز منع عملية الاستحواذ على نيوكاسل.

وبحسب ما ورد، ترك الأشخاص المطلعون على المناقشات انطباعًا قويًا بأن رئاسة الوزراء البريطانية كانت تؤيد يؤيد عملية الاستحواذ، ويقال أيضًا إن جيمس كليفرلي، الذي يشغل الآن منصب وزير الخارجية، أجرى مكالمة مع السفير السعودي في المملكة المتحدة طلب فيها معلومات إضافية جديدة عن العرض.