موقع أمريكي: شحنات الأسلحة الضخمة إلى السعودية قبل الهجوم على قاعة العزاء في اليمن
قبل أسابيع قليلة فقط من الهجوم الدامي الذي نفذته قوات التحالف السعودي على قاعة عزاء مكتظة بالمعزين في العاصمة اليمنية، شحنت الولايات المتحدة أسلحة إلى السعودية بملايين الدولارات، وفقاً لبيانات جديدة من الحكومة الأمريكية، حصل عليها موقع Shadowproof الأمريكي.
وعلى الرغم من أن الحكومة الأمريكية تزعم أنها ترغب في "وقف الأعمال العدائية" وتعبيرها عن "القلق" للضحايا المدنيين، يظهر تحليل الموقع الأمريكي Shadowproof أن كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية تستمر في التدفق إلى الحكومة السعودية، التي تعرقل وقف إطلاق النار المستمر، وتساعد السعوديين في المزيد من المذابح ضد المدنيين.
ورداً على استفسار من Shadowproof حول الهجوم على مجلس العزاء، أجاب المتحدث باسم وزارة الخارجية فرانكي شتورم: "لقد عبرنا بانتظام عن قلقنا لقوات التحالف التي تقودها السعودية، وحثهم، بما في ذلك الحوثيون - لأخذ جميع التدابير الممكنة لتخفيف الضرر على المدنيين والأهداف المدنية، ووقف الأعمال العدائية".
مساعد الرئيس ريغان مندداً بأوباما: ورطنا في مذابح السعوديين في اليمن
وأظهرت بيانات حصل عليها الموقع الأمريكي Shadowproof من مذكرات الحكومة الأمريكية، أن الولايات المتحدة، شحنت في شهري يوليو وأغسطس، إلى السعودية بـ 8.8 مليون دولار من القنابل، وأكثر من 47 مليون دولار من أجزاء لصنع قنابل، و313 صاروخاً موجهاً بقيمة 26 مليون دولار، ومروحية عسكرية واحدة بقيمة 15.700.000 دولار، و334 مركبة قتال مدرعة، و19 عربة مدرعة، وتبلغ قيمتها مجتمعة أكثر من 197 مليون دولار.
وكشف الموقع الأمريكي أنه من أبريل/نيسان إلى يوليو/تموز، عندما كانت محادثات السلام نشطة، شحنت الولايات المتحدة إلى السعودية عربات مدرعة بقيمة 50 مليون دولار، وكذا قنابل بقيمة 82 مليون دولار. وانهارت المحادثات في يوليو/تموز وتبع ذلك زيادة كبيرة في الهجمات الجوية للتحالف في اليمن.
وأكد التحقيق الذي أجراه موقع Shadowproof، تبين أنه بعد الهجوم على مجلس العزاء - عندما أعلنت حكومة الولايات المتحدة "مراجعة" دعمها للتحالف السعودي - وتحديداً من 10 أكتوبر، لم تكن هناك تغييرات على الدعم العسكري الأمريكي لعمليات التحالف.
وعلى الرغم من أن المحادثات التي توسطت فيها الأمم المتحدة في أبريل بشرت في خفض كبير في القتال. ومع ذلك، واصلت الولايات المتحدة شحن المزيد من الأسلحة إلى السعودية.
في الواقع، على مدى فترة الرئيس باراك أوباما، وافقت إدارته، بشكل مذهل، بيع 115 مليار دولار من الأسلحة إلى السعودية، بما في ذلك بيع ما يقارب 12.9 مليار دولار في نوفمبر تشرين الثاني عام 2015، والتي شملت أكثر من 19،000 من القنابل وبيع دبابات وذخائر عسكرية وغيرها من الأسلحة بقيمة 1.15 مليار دولار.
كما قدمت حكومة الولايات المتحدة، أيضاً، الدعم اللوجستي والاستخبارات التي يسرت في ارتكاب المزيد من المذابح.
ونظراً لاعتماد السعودية، بشكل كبير، على حكومة الولايات المتحدة في الدعم العسكري، فإنه من الصعب أن نبالغ في مدى التأثير الذي تمارسه الولايات المتحدة على الحكومة السعودية. على سبيل المثال، قال بروس ريدل، وهو زميل بارز في معهد بروكينغز في أبريل: "إذا قالت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة الليلة للملك سلمان إن هذه الحرب يجب أن تنتهي، فإنها ستنهي غداً".
وقال كريستين بيكرل لموقع Shadowproof، الذي يقوم بأبحاث في اليمن لهيومن رايتس ووتش: "جلبت الحملة الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن أثاراً مدمرة على المدنيين، واستهدفت الأسواق والمصانع والمنازل والمستشفيات. ليس هناك من شك أنها استخدمت الأسلحة الأمريكية في بعض من هذه الهجمات غير القانونية. مضيفاً، "يجب على الولايات المتحدة وقف مبيعات الأسلحة إلى السعودية، ليس فقط حتى توقف هذه الضربات غير القانونية، بل حتى يتم التحقيق بمصداقية في تلك الهجمات".
ووجد مسح شامل أجراه Yemen Data Project وصحيفة الغارديان، أن التحالف بقيادة السعودية استهدف من بداية الحملة الجوية في اليمن في مارس 2015، حتى وسط شهر أغسطس من عام 2016، أكثر من 8،600 ضربة جوية على أهداف مدنية، ما يعادل أكثر من ثلث الضربات الجوية استهدفت مواقع مدنية.
ورغم أن حكومة الولايات المتحدة تواصل التضليل بأن التحالف السعودي لا يستهدف المدنيين عمداً، لكن كوليت غادين، الذي يرأس بعثة منظمة أطباء بلا حدود (MSF) إلى اليمن أكد لموقع Shadowproof، "رأينا أن الضربات الجوية أصابت مواقع مدنية في كثير من الأحيان. على سبيل المثال، كان هناك هجوم على سوق مزدحم في حرض في 4 يوليو الساعة 8:00 مساء. ووقع الهجوم بعد انتهاء الناس من إفطارهم في رمضان والخروج إلى السوق. كما هوجمت ثلاث مستشفيات لأطباء بلا حدود".
وقال الخبير السعودي علي الأحمد، في شئون المملكة العربية السعودية في معهد شؤون الخليج لموقع Shadowproof: إن السعوديين يستهدفون في الواقع المدنيين.
وأضاف، "أنهم - التحالف السعودي - لم يتمكنوا من هزيمة [الحوثيين] في ساحة المعركة، ولذا لجأوا إلى قتل النساء والأطفال، وقصف المدارس، للحصول على هذه النتيجة".
وفيما يتعلق بتنظيم القاعدة، أشار أحمد: "المئات من الطائرات السعودية وحلفائها تجنبت قصف تنظيم القاعدة في اليمن مراراً وتكراراً".
وأضاف، أن "سلاح الجو السعودي تحول، حقاً، إلى سلاح جو لتنظيم القاعدة". مؤكداً، أن "معظم ضربات السعودية الجوية ساعدت مجموعة واحدة فقط: تنظيم القاعدة".
وأكد أحمد، أيضاً، أن التفجيرات أوقدت عداءً ضد الولايات المتحدة.
ووفقاً لتقرير صدر، مؤخراً، عن وكالة رويترز، فإن البيت الأبيض أمر الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في منتصف أكتوبر تشرين الأول عام 2015 بتجميع قائمة منفصلة "للبنية التحتية الحيوية" التي يجب عدم المساس بها. وأوضحت صياغة أولية سرية لنقاط رئيسية وضعت في الشهر نفسه لاستخدامها في الحوار مع المسؤولين السعوديين، أن ضرب المواقع المتضمنة في القائمة قد "يلحق ضرراً بالغاً بقدرة اليمن على التعافي بشكل سريع" من الحرب.
وأعلن التحالف السعودي محافظة صعدة بأكملها هدفاً عسكرياً (4000 ميل مربع)، والتي تقع على الحدود مع المملكة العربية السعودية. وأسقطت السعودية فيها الأسلحة الحارقة والفوسفور الأبيض، وكذلك الأسلحة العنقودية الأمريكية الصنع، التي تحظرها معظم الدول.
ويقول كوليت غادين، الذي يرأس بعثة منظمة أطباء بلا حدود (MSF) إلى اليمن لموقع Shadowproof أن تأثير الحرب على المدنيين في اليمن هائل جداً. الطائرات تخيف الأطفال. لا يوجد مكان آمن يلجأ الناس إليه، حتى إن المستشفيات تم استهدافها، كما أن السكان يعانون نفسياً".
وقتل أكثر من 10.000 مدني منذ بدء التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، بما في ذلك أكثر من 1.000 طفل. ويحتاج أكثر من 80 في المئة من السكان الآن شكلاً من أشكال المساعدات الإنسانية من أجل البقاء.
بياتريس أوتشوا من منظمة "انقذوا الأطفال" أخبر موقع Shadowproof، "أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية تضاعف إلى 370،000 حالة منذ بداية قصف التحالف بشدة. كما أن 1.6 مليون من النساء والأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، وأكثر من 14 مليون نسمة، أو ما يقرب من نصف سكان اليمن، يعانون من انعدام الأمن الغذائي".
وأدى الحصار الذي فرضه التحالف، إلى نقص في الدواء والغذاء، فضلاً عن ارتفاع الأسعار والاحتكار للسلع.
وفي الآونة الاخيرة تفشى وباء الكوليرا، والذي قد يؤدي إلى تفاقم أزمة صحية خطيرة بالفعل.
ويقول وليام هارتونغ من مركز السياسة الدولية لموقع Shadowproof إن الولايات المتحدة تشارك بشكل مباشر في اليمن، حتى لو أنها ليست هي من تسقط القنابل على اليمنيين.
وأضاف: "بدون دعم الولايات المتحدة لن يتمكن التحالف السعودي من شن حرب على هذا المستوى. لافتاً، أن أمريكا تلعب دوراً مهماً في قدرة السعودية على توجيه ضربات في اليمن، من خلال دعمها بالأسلحة وغيرها".
ارسال التعليق