نيران الشرق الأوسط تتويج لسلسة خسائر “ثنائي الشر”
التغيير
لم تشهد دول الشرق الأوسط، يوما هادئا منذ حكم محمد بن سلمان ونظيره الإماراتي محمد بن زايد، بل إنها تعيش “فوق فوهة بركان”.
“مبس” و”مبز” اسمان اختارهما نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لثنائي “الشر” في الشرق الأوسط وأصحاب مؤامرات كسب النفوذ الإقليمي.
“مبس”، أطلقه النشطاء على محمد بن سلمان، و”مبز” أطلق على ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وتشابهت عقول ثنائي الشر في المنطقة عامة والدول العربية خاصة، فأشاعا الحروب والخوف والفقر والقمع والاعتقال.
فمن مصر، لليمن، لليبيا، لسوريا، وقف الشبيهان ضد إرادة الشعوب، متوهمين أن ذلك يحمي عرشيهما من الاضطرابات السياسية التي عصفت بالمنطقة.
لكن .. لكل شيء نهاية، ويبدو أن نهاية التوافق بينهما قد لاحت في الأفق، ففي النهاية لابد أن يكون هناك قائد واحد للمنطقة، وكل منهما يطمع أن يكون هذا القائد.
وفي يوليو الماضي، خرجت الخلافات الإماراتية مع المملكة للعلن، وبدأ يتصارع “حكام الشر” على عدة ملفات: الاقتصاد، النفط، اليمن وغيرهما
ورغم هذا الصراع والخسائر المدوية لحكام الشر ثمة خسائر أخرى للحاكمان في الشرق الأوسط، ومنها:
تهاوي مشروع التطبيع والاتفاق الابراهيمي مع إسرائيل.
تجسس حلفاء الثورة المضادة على بعضهم.
انتصار المقاومة الفلسطينية في معركة “سيف القدس”.
اشتداد الخلافات الإماراتية مع المملكة دون رجعة.
فضيحة العميل الإماراتي توم براك.
خسارة قوات الضابط الليبي خليفة حفتر في بلاده.
فشل المشروع الإماراتي في الصومال.
فضيحة انقلاب الأردن واعتقال “ذراع بن سلمان” باسم عوض الله.
دعاوى قضائية ضد بن سلمان وبن زايد في المحاكم الأمريكية.
ومن وجهة نظر الكاتب الصحفي البريطاني ديفيد هيرست إنه بعد هزيمة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن حكام الخليج
“محمد بن سلمان ومحمد بن زايد ينقضّان على بعضمها البعض منذ أن انهارت الخطة الكبرى لشرق أوسط جديد”.
وأضاف هيرست في مقال على موقع “ميدل إيست آي”، أن بن سلمان وبن زايد، بدءا يتصارعان.
وتابع: كما هي عادة اللصوص عندما تطرأ تغيرات على الخطة، فهما الخاسران من سقوط ترامب والخروج المبكر لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.
وأشار إلى أن الخطة كانت تقضي بتنصيب إسرائيل قوة إقليمية عظمى وسط شبكة عسكرية وتجارية من “الطغاة العرب السنة المتملقين”.
وبحسب هيرست تقتضي الخطة تزويدهم إسرائيل بالمعدات التي بها يضطهدون شعوبهم، بينما يقومون هم بضخ أموالهم في الاقتصاد الإسرائيلي بدلاً من اقتصادهم.
أما الفلسطينيون والأردنيون فسوف يختزلون في فئة من العمال الضيوف والباعة المتجولين في منطقة تجارية إسرائيلية ضخمة مع المملكة.
ولفت إلى أن بن سلمان بدأ يمتعض من النظر إليه باعتباره تلميذا لمحمد بن زايد، رغم أن بن سلمان ما كان ليصبح وليا للعهد في بلاده لولا التخطيط الإماراتي والضغط الذي مارسته الإمارات في واشنطن.
وأشار هيرست إلى أن المملكة بدأت بالمحادثات مع إيران بينما فتر الأمر تجاه إسرائيل، وغدا عاهل الأردن الملك عبد الله أول رئيس دولة عربية يزور البيت الأبيض.
وختم هيرست: لن يحدث التغيير حتى تنهض الشعوب العربية من جديد وتضمن لنفسها حكومات تمثلها محاسبة من قبلها ومؤهلة لإعادة بناء الاقتصاد المدمر.
ارسال التعليق