هرولت نحو الهدنة.. هكذا تتجنب الرياض الإدانة الدولية لانتهاكاتها في اليمن
وصفت صحيفة غازيتا دوت رو الروسية اتفاق الهدنة الأخير في اليمن بأنه “هروب سعودي” من الحرب، متسائلة عن إمكانية توقف عمليات السعودية في ذلك البلد الفقير.
ودخلت هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد في اليمن حيز التنفيذ مساء الثاني من أبريل/نيسان 2022، وسط تفاؤل حذر من قبل اليمنيين وترحيب داخلي ودولي وإقليمي.
وهذه أول مرة منذ نحو سبع سنوات يجرى فيها الاتفاق على هدنة على مستوى البلاد ستسمح أيضا بدخول واردات الوقود إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وبعض الرحلات الجوية التي تنطلق من مطار صنعاء.
وبعد دخول الهدنة، وصل المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، في 11 أبريل إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في زيارة غير معلنة، للمرة الأولى منذ توليه منصبه قبل 9 أشهر.
“هروب سعودي”:
وقالت الصحيفة الروسية في مقال للكاتب إيفان بولوفينين: “مئات الآلاف من المدنيين على مدى سبع سنوات من الحملة السعودية على اليمن، لكن ذلك لم يتسبب في إدانة المجتمع الدولي”.
وتساءلت: لماذا تهرب الرياض من المشاركة في الحرب؟ وما المتوقع من الهدنة التي عقدت في اليمن؟
ويقول المكتب الصحفي لمكتب المبعوث الخاص إنه سيركز بشكل أساسي على الحوار مع الحوثيين.
وأضاف الكاتب أن سبب وصوله هي الاتهامات المتبادلة بانتهاك الهدنة المقررة بين أطراف النزاع، الممثلين عن الحكومة اليمنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والحوثيين.
وأبلغ التحالف السعودي عن وقوع هجمات على قواته قرب مدينة مأرب وسجل الحوثيين انتهاكات قرب ميناء الحديدة.
وكجزء من زيارته، يتوقع دعوة غروندبرغ ممثلين من كلا الجانبين لحل القضايا الإشكالية، وكذلك توسيع اتفاقية وقف إطلاق النار.
وقد تضمنت الوثيقة بالفعل الإذن بتزويد ميناء الحديدة بالوقود واستئناف رحلات الركاب من مطار صنعاء.
ولكن المبعوث الخاص يدعو إلى فتح طرق في محافظة تعز والعديد من المناطق الأخرى التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وفي الوقت نفسه، وعشية زيارته إلى صنعاء، عقد غروندبرغ اجتماعات منفصلة مع ممثلي الأطراف المتحاربة في العاصمة العمانية مسقط.
وتطرقت الاجتماعات إلى قضايا الحفاظ على الهدنة على وجه الخصوص، وكذلك استعادة الحركة الجوية الدولية، والمساعدات الإنسانية.
جرى التوصل إلى الاتفاق المقابل بعد عملية عسكرية جديدة للتحالف السعودي الإماراتي في البلاد.
وقد استؤنف القتال بشدة في أواخر مارس/آذار ردا على هجوم شنه الحوثيون على مستودع نفط وبنية تحتية في الرياض مما أدى إلى سلسلة من الغارات الجوية على مناطق يسيطر عليها الحوثيين.
وبحسب المركز اليمني لحماية حقوق الإنسان، فإن العدد الإجمالي لضحايا الحرب بين المدنيين أكثر من ثلث مليون شخص بينهم أكثر من 4 آلاف طفل.
تجنب التنديد:
لم يشارك الحوثيون في عملية التفاوض في السعودية، لكنهم في النهاية أيدوا وقف إطلاق النار على أراضي اليمن.
وأشار الحوثيون إلى أن السلام في اليمن ممكن فقط في حالة انسحاب القوات الأجنبية ووقف العدوان وكل ذلك يخص السعودية بشكل أساسي.
وقد انتقدت قيادة المليشيا مسبقا مبادرة تشكيل المجلس الرئاسي اليمني التي أعلنها في الرياض الرئيس “عبد ربه منصور هادي”.
وأشار الكاتب إلى أنه لا توجد غالبا مطالب للرياض لإنهاء الحملة العسكرية على الرغم من تصريحات الحوثيين من خلال الأمم المتحدة أو المنظمات الدولية الأخرى.
وبحسب الخبيرة السياسية “إيلينا سوبونينا”، ففي الوقت الحالي، هناك إجماع بطيء في المجتمع الدولي حول العملية العسكرية للسعودية في اليمن.
وبحسب ما ذكرته، لم يدن أحد الرياض بخصوص تطبيق أي إجراءات بدءا من قرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015 وانتهاء بقرارات الحكومات الوطنية.
وأضاف الكاتب أن هذا الموقف من عملية الرياض في اليمن يرجع إلى أن الجانب السعودي ينفذ حملات شيطنة للغاية ضد الحوثيين وإيران على منصات دولية، بما في ذلك على مستوى وسائل الإعلام وجماعات لضغط في الولايات المتحدة وأوروبا .
وتلعب تلك الحملات دورا مهما في منظمة الدول المصدرة للنفط.
ونتيجة لذلك، فإن المكون النفطي، إلى جانب وجود استثمارات جادة ورؤوس أموال في الخارج، فقد ساعد الرياض على التأكد من أن إدانة الصراع في اليمن موجه ضد خصومهم أي الحوثيين، وليس ضد أنفسهم.
وإذا كانت هناك أضرار جانبية، فلا بأس بذلك. هذا موقف ساخر وغير إنساني ولكنها الحقيقة.
لذلك، لا توجد عقوبات على السعودية لأنها حطمت اليمن بالكامل وارجعته الى القرون الوسطى، لأنها لم تترك فيه أخضر ولا يابس إلا واحرقته بذريعة محاربة ايران، وإعادة عميلها عبد زربه منصور هادي الى سدة الحكم.
ارسال التعليق